انتشر في السنوات الأخيرة الماضية افتتاح الكليات الاهلية الخاصة في ميدان التعليم الجامعي ثم لحقها انشاء المدارس الأهلية، وأخذت هذه المؤسسات التعليمية تزداد بشكل غير معقول وغريب جدا، وهذا الامر لا يحتاج الى تفكير طويل، إذ يبدو ان هذه المؤسسات بدأت تحقق عائدات وارباح مالية عالية ومغرية، مما دفع أصحاب رؤوس الاموال الى ولوج هذا الميدان المربح، والاستثمار فيه باعتباره مجالاً جديدا وواعدا، خاصة وان اغلب المدرسين والاساتذة الأكاديميين هم من المتقاعدين الذين لا يكلفون المدارس والكليات تلك الا مبالغ بسيطة واجور متوازنة.

لكن الصادم في الموضوع هو الأجور الدراسية في هذه المؤسسات التعليمية الاهلية، التي بدأت بالارتفاع حتى أصبحت بلا حدود مقبولة، ففي الكليات الطبية والصيدلة وطب الاسنان، يعتبر مبلغ العشرة ملايين دينار عراقي هو الحد الادنى للعام الدراسي اما فروع القانون والادارة والاقتصاد والعلوم والفيزياء والرياضيات وغيرها فأجور الدارسة تقدر بخمسة ملايين دينار.

هذا الحال اتعب الطلبة وأرهق عوائلهم ماديا، لان جُل ما يفكر فيه الاهل هو ضمان مستقبل ابنائهم في كليات مرموقة، غير ان المنافسة ازدادت بعد ارتفاع المعدلات، لان الكليات الرسمية الموازية لها، هي الاخرى دخلت في هذه المنافسة ورفعت المعدلات وتكاليف الدراسة بشكل كبير وتجاري اسوة بالكليات الاهلية. وكأن الامر سباق متواصل فيما بينهما، والرابح من يحظى بأعلى الأرباح، فيما المكتوي بنار الاجور هم الطلاب وعوائلهم خاصة العوائل التي يتواجد فيها اكثر من طالب او طالبة فرضت عليهم الظروف والامكانيات ان يتواجدوا في الكليات الاهلية.

اعزائي في وزارة التعليم العالي.. احبتي في رئاسة الجامعات الرسمية.. اصدقائي في الجامعات والكليات الاهلية ادعوكم الى ان تنظروا بعين العطف والمسوؤلية تجاه ابنائنا وبناتنا من طلبة الجامعات، خاصة الذين لم تتح لهم الفرصة ان يحصلوا على مقاعد دراسية في الكليات والجامعات الرسمية بسبب فروقات الدرجات، وبعضهم قدم للكلية الحكومية لكن لم يحقق حلمه فيها، مما اضطره الى كلية اهلية مناظرة او كلية مسائية بديلة لحلمه، وكل همه التعويض عما فاته كي يكمل مشواره الدراسي بشكل مقبول.

اننا جميعا مسؤولون على الاقل في توفير الفرصة اللائقة والقريبة لابنائنا الطلبة ولكن بكلفة اقل واموال معقولة لان طلبتنا هم جيل الحاضر وقادة المستقبل فلا نبخل عليهم بالجهد والوقت والتفكير لكي نتعاون معهم ونسهل مهماتهم بتجهيزهم للغد السعيد.

املنا ان تحقق الجهات ذات العلاقة مطلبنا في تخفيض الاجور الدراسية في الكليات الاهلية والمسائية الى مستويات مقبولة ومعقولة.