كَثُرَ الكلام هذه الأيام عن السيول ، وما سيحدث إذا اجتاحت مناطقنا من القصبات والمدن ،، هناك مَن يقول: إنها قادمة من السعودية ،، وآخر يقول :ــ من الكويت .. وأحاديث هنا وهناك ، ما يجعلنا نصاب بالقلق والخوف حين تدلهم السماء ويرسل برقها ورعدها تأشيرات انهمار المطر !
قبل يومين تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أخبار ومقاطع فيديو عن سقوط أمطار غزيرة في أماكن متفرقة من البلاد ، مع حدوث سيول وزوابع رعدية أدّت إلى صواعق وفيضانات وسقوط ضحايا وانهيار منازل !
وأنا أستمع إلى هذه الأخبار تذّكرت ما حصل قبل سنوات من فيضان بسبب ارتفاع منسوب المياه في شط العرب وانكسار السدّة الترابية المحاذية له، ما أدى إلى غرق مناطق الفاو الجنوبي وسقوط بعض المنازل ليلاً !
تساؤل مر بخاطري ساعتها وأنا اسمع وأتذكر بعض مأساة العوائل الفقيرة آنذاك ،، والقلق الذي تسببه الأخبار الآن بين هذه العوائل وغيرها ، تساءلت: إذا حدثت سيول وفيضانات حقاً ،، ماذا سيكون حال أهلنا في هذه المناطق ــ اقصد جنوب الفاو وقراها الشمالية ، والساكنين في العشوائيات أو قريبا من الصحارى المحاذية للكويت والسعودية في سفوان وأم قصر وغيرهما ــ،، بل ماذا سيكون حال الناس جميعا في مدننا وهي تعاني من سوء الخدمات وطفح المجاري وغرق الشوارع والأسواق؟
وهذا ما حدث بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية حين أرسلت السماء رسائلها مطراً غزيراً !
ماذا سيكون حالنا عند وصول السيول القادمة كما يقال من وديان السعودية في اتجاه البصرة؟!
وهل ستغيّر إذا ما وصلت إلى شط العرب، من نسبة ملوحته مثلا ؟!
أم هل ستجعل مسؤولينا يفكرون بجدّية في كيفية تحسين الخدمات ، وخصوصا شتاءنا هذا سيكون غزير المطر ومصحوبا برعود وبروق؟!
مدننا وقرانا وقصباتنا تحتاج طبعاً إلى استعداد تام من جميع النواحي لمواجهة مثل هذه السيول، لهذا سنظل نفكر فيها وننتظر وصولها لنعرف حقيقة العمل الإنساني الكبير والوطني الأكبر الذي يقدّمه من رشّح نفسه لخدمة الناس، لا وبالا عليهم ونقمة !
وفي انتظارنا هذا نتساءل بجدٍّ وقلق كبيرين : هل ستبقى الصراعات وبيع وشراء المناصب والكراسي بين الكتل على قدم وساق؟! معنى هذا سيتأخر كل شيء بسببها ،، يا لمأساة العراقيين الأزلية ؟!
أم ستصحو الضمائر ونلتفت للعراق وناسه ، رامين كل صراع ومصلحة ذاتية وراء ظهورنا بشكل حقيقي،، لنبدأ العمل الذي يتمناه الناس وينتظرونه ،، بدلاً من حدوث السيول وغرق الجمل بما حمل وبشكل كلّي؟!