قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في اول لقاء متلفز له بعد تسلمه المنصب ان البعض يصور ان مشكلة العراق هي رواتب ومخصصات مجلس النواب ولكن ربما الكثير لا يعرف بحكم منصبي السابق كمحافظ للانبار ان تسهيلات اعضاء مجالس المحافظات اكبر من تسهيلات النواب. واشار الى ان راتب النائب هو 7 ملايين و 400 ألف دينار وهو اعلى بنحو مليون دينار فقط من منصب المحافظ الذي درجته وكيل وزير كما ان موازنة البرلمان اقل اقل 1 في المائة من الموازنة العامة. هل تعلم يا سيدي الحلبوسي بان اقل راتب تدفعه الحكومة هو 250 ألف دينار اي ان راتب النائب يعادل 29 ضعف هذا المبلغ وهي نسبة غير معقولة وغير منطقية ولا يوجد فرق كهذا في الرواتب في جميع دول العالم هذا اذا استثنينا رواتب حمايات النائب ومخصصاته وامتيازاته الاخرى فأين العدالة؟ نعم أين العدالة؟
ايها السادة في ستينيات القرن الماضي اصر مراسل احدى الصحف الغربية على مقابلة الرئيس الفيتنامي الراحل هوشي منه فكان له ما اراد وعندما بدأت المقابلة بدا الارتباك واضحاً على الصحفي فسأله الرئيس الراحل ان كان يشكو شيئاً فاجابه الصحفي بانني لم اتوقع اطلاقاً ان اجدك ومقر عملك بهذه البساطة المتناهية فابتسم وقال ان الفيتناميين ينادوني دائماً بالاب هوشي ومن العار على الاب ان يعيش افضل من ابنائه فمن يشعر بالعار في بلادنا الحبيبة وحوالي ثلث الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر بكثير والملايين من العراقيين يعيشون في عشوائيات لا تصلح حتى لسكن الحيوانات ومحافظة البصرة تشكو من عدم توفر المياه الصالحة للشرب ومن نقص حاد في الطاقة الكهربائية في درجة حرارة 50 في المائة وهناك من يتقاضى رواتب ومخصصات وامتيازات خيالية، نعم من يشعر بالعار؟

عرض مقالات: