جيفارا.. أحد أعظم ثوار القرن العشرين

في مثل هذا اليوم من عام 1928 كان العالم مع موعد استثنائي، حيث ولد الطبيب والثائر الاممي ارنستو تشي جيفارا، والذي لم يتمكن مرضه المزمن من ايقاف معركته الكبرى مع أمراض الاستعمار والظلم والاستبداد التي كان يكافح من اجل الخلاص منها.
ولد تشي جيفارا في 14 حزيران 1928 في الارجنتين من أسرة ارستقراطية. وكان منذ ولادته ضعيف البنية، ومصاباً بالربو الذي لازمه طوال حياته.
عمل - على هامش تعليمه - في بعض الأعمال الصغيرة التي لم يكن الهدف منها جني المال، بقدر ما كان التعود على متاعب الحياة حتى يتصلب عوده ويتغلب على الضعف الذي سببه له مرضه المزمن. فتعرف عن كثب على الواقع المر والمؤلم الذي يعيشه من هم في أدنى درجات السلم الاجتماعي.
كان لوالده دور بالغ الاهمية في تكوين شخصيته، ولم يقتصر دوره على بث الروح المتمردة وغرس جذور العزيمة الصلبة، بل امتد إلى تثقيفه من خلال المكتبة البيتية الكبيرة المحتوية على 3000 كتاب، هذه المكتبة التي ربّت أحد أعظم ثوار القرن العشرين.
كان متفوقا في دراسته، وبعد إتمامه التعليم الثانوي بمرتبة شرف، التحق بكلية الطب في جامعة بوينس آيرس عام 1947.
تعرف – في لقاءات عائلية – على عدد من المفكرين الماركسيين والاشتراكيين الأرجنتينيين معززاً بهم خطه الوطني، وقد قاده ذلك إلى الاشتراك بعدد من مسيرات الشوارع المناهضة لرئيس الارجنتين خوان بيرون والدخول في مصادمات عنيفة مع الشرطة.
وفي عام 1951 قام برحلة على دراجة نارية مع صديقه ألبيرتو غرانادو، حيث انتقل بين مختلف مدن وقرى أمريكا اللاتينية، ولاحظ مدى الفقر والأمراض التي تعيشهما هذه المناطق النائية.
وبعد عدة سنوات انتقل للمكسيك حيث تعرف على حركة 26 يوليو بقيادة فيديل كاسترو، وفعلاً استطاعت هذه الحركة الثورية الإطاحة بحكم الدكتاتور باتيستا وبناء كوبا الاشتراكية.
في عام 1959 قام جيفارا بزيارة وصفت بالجريئة، إلى أرض فلسطين وخلالها قام بزيارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين متفقدا أوضاعهم، وكانت من المبادرات الرئيسية لتحويل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين من صراع إقليمي إلى صراع عالمي ضد الاستعمار.
وفي عام 1964 سافر جيفارا على رأس الوفد الكوبي لإلقاء كلمة في الامم المتحدة وانتقد بشدة سياسات الامبريالية الامريكية وقال جملته المشهورة "الوطن أو الموت".
وكانت نزعته الأممية بارزة في حياته، حيث سعى دائماً لدعم حركات التحرر الوطني في مختلف مناطق العالم، واستشهد في بوليفيا عام 1967 على يد الجيش البوليفي بدعم من المخابرات الامريكية.
تشي جيفارا" الطبيب والاقتصادي الناجح، ووزير الصناعة في كوبا اثناء أيام ثورتها، والذراع اليمين لكاسترو، والقائد الكبير، والثائر الأممي، سيخلد لأنه بإيثاره الفريد تحول من بطل إلى اسطورة