وشاء ألقدرأن يتزامن تأريخ ألقاءالقنبلة الذرية على هيروشيما وأصدار مجلس الأمن القرار الأممي الرادع للعراق 661 بفرض  الحصار الأقتصادي على العراق بتأريخ واحد كعقوبة رادعة للمعتدي على المجتمع الدولي ، فكان تأريخ القاء اول قنبلة ذرية نووية في العالم على مدينة هيروشيما في (6-8-1945 )

وتأريخ فرض الحصار الأقتصادي على العراق بسبب حرب الخليج الثانية وأجتياح العراق لدولة الكويت كذلك في( 6-8-1990 وكان آثاروتداعيات العقوبتين متشابهة في الزمن والآثارالمدمرة للبشر والبيئة .

وبالمناسبة اني شخصيا مع العقوبة لردع المعتدي والحفاظ على السلم العالمي ولكن ليست بهذه الطرق الهمجية والأبادة المفرطة والتي ترقى لأبادة الجنس البشري وأعلان كونها مناطق منكوبة بشريا وماديا بأستعمال الأنشطار النووي لأبادة الحرث والنسل والزرع والضرع في اليابان وخنق الشعب العراقي- الذي ليس له اي ذنب وهو مبتلى بحكم دكتاتوري وقمعي زجه في حروب عبثية- بالحصار الأقتصادي أضافة الى العقوبات العسكرية بأستعمال الأمريكان سلاح الدمار الشامل للبحث عن اسلحة دمار شامل وهمية واخراج الجيش العراقي من الكويت وقصف بغداد بصواريخ اليورانيوم ، ولاحقآ تأكد للمجتمع الدولي ( ان الأمريكان استعملوا القنبلة النيترونية ) في حسم معارك الجيش العراقي في 2003  لذلك تكون الآثار المدمرة للحصار الأقتصا دي للبشر والبيئة في العراق متشابة بتقاربات الآثارالمدمرة للجنس البشري والبيئة في هيروشيما وسأستعرض الكارثة في  كلا البلدين .

نفذت امريكا هجوما ذريا نوويا ضد الأمراطورية اليابانية عند نهاية الحرب العالمية الثانية في حين ان اليابان أوقفت جميع عملياتها العسكرية لخسائرها الفادحة في جميع الجبهات واكد أكثر المحللين العسكريين بأن الأمراطورية اليابانية (تحتضر)، ولم يستدعي الأمر ضربها نوويا لأرغامها على الأستسلام ، ولكن بحجة رفض اليابان  ( اعلان بوتسدام) الذي نص على استسلام اليابان بدون شروط ، بينما الحقيقة النأريخية تؤكد للرأي العام العالمي المتمدن والمتحضر ومحبي السلام العالمي ، بان ترومان رئيس الولايات المتحدة وصقور الترسانة العسكرية الأمريكية ابتهجوا باستغلال الفرصة الذهبية لأجراء تطبيق عملي وعلى خارطة ارضية –بعد تأكدها من غض نظر الحلفاء- واجراء التجربة على البشر والبيئة ، وكذلك لتخوبف العالم وفرض سيطرتها العسكرية المستقبلية على الشعوب ، وكان من نتائج القاء القنبلة على مدينتى هيروشيما قتل ما يقارب140 ألف انسان في هيروشيما و80الف في مدينة ناكازاكي وتدمير60% من المدينتين وموت 90% من الأطباء و93% من الممرضين وموت المئات من الأسرى وفي مجرد ومضة عين سريعة كان 66 الف قد قتلوا و70 الف جرحوا بواسطة التفجير المتكون من عشرة آلاف طن من المواد السامة والقاتلة ، وتعرض المدينتين ومايجاورها للتسمم الأشعاعي وسوء التغذية وانتشار سرطان الدم ( اللوكيميا ) الذي ادى الى موت اعداد لاحقة من اليابانيين ، وظهور اضطرابات نفسية وسايكولوجية ، واكد علماء السياسة : بان القنبلة الذرية التي القيت على اليابان  كانت اكثرمن سلاح دمار شامل فقد كانت سلاحا نفسيا بظهور حالات عديدة كالأختلال العقلي وانتشار الجريمة والأنتحار ، ولم يقتصر اضرار القنبلة الذرية في وقت الأنفجار بل امتدت الى الأجيال الآحقة بسبب استمرارالتأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الأشعاعي والذي لم يمت ساعة الأنفجار مات بسبب الأسهال وفقدان الشهية ونزيف دموي من الأنف والأذن  والفم مع سقوط شعرالرأس ، مع نهايةعام1945بلغ عدد القتلى 140الف وعلى مدى الخمس سنوات التالية مات 60 الف الشخص ، وان الموت والمرض بسبب قنبلة هيروشيما وناكازاكي مستمر على الأجيال الاحقة ، وتشير بعض التقارير الى وفات 200 الف شخص بين عامي 1950-1990، وتبين اخيرا بان الأشعاع قد اثر على الخارطة الجينية للنسل الياباني بموت الأطفال وظهور التشوهات الخلقية ، ولتوضيح تاثيراتها المستقبلية تاسست في عام 1948( لجنة ضحايا القنبلة النووية)وكانت غايتها أجراء تحقيقات حول آثار الأشعاعات النوويةعلى البشر وكان تأسيس اللجنة وفقا لتوجيهات ترومان طبعا لغايات عسكرية ومخابراتية .وفي سنة 1975تم انشاء  ( مؤسسة بحوث الآثار الأشعاعية) واعلنت الحكومة  اليابانية في 31-3- 2009مجمل ضحايا القصف النووي 235569 شخص لقوا حتفهم وسجلت على شكل قوائم وضعت على النصب التذكاري للسلام في المدينتين. واحتفلت الحكومة اليابانية والشعب في 6-8-2013بمرور الذكرى 68 لهذه الفاجعة الأليمة عند النصب التذكاري بدق الأجراص واطلاق الحمام الأبيض ، والأستعدادات جارية اليوم للأحتفال بهذه الذكرى المؤلمة والموجعة في الأسبوع القادم يوم الأثنين 6-8-2018 .

وبصدد الحصار الأقتصادي على العراق و سوف نكشف الآثار المدمرة التي اصابت العراق ولمدة 13  سنة ولا تزال آثارها السلبية سارية المفعول ، اصدر مجلس الأمن القرار( 661 ) السيء الصيت : فرض الحصار على العراق وادخاله تحت طائلة البند السابع ، وشملت العقوبات في الحصار الأقتصادي حظرا تجاريا كاملآ وأيقاف صادراته النفطية التي تعتبرالمورد الرئيسي للاقتصاد العراقي بنسبة95% وغلق الطرق البرية والبحرية والجوية ، ونتيجة للقصف الصاروخي وبأفتك  اسلحةالدمار الشامل باليورانيوم ، وتم تدمير البيئة التحتية من محطات اتصالات وكهرباء ومصانع ومعامل ومنشآت نفطية ومخازن للحبوب ومؤن تموينية واسواق مركزية ومحطات ضخ المياه والمنازل وحتى الملاجىء وعلى مدى 42 يوما ، وأدى الحصار الى نتائج مخيفة في حياة العراقيين ، ويمكن حصر الآثار المدمرة بهذه النقاط المختصرة وهو  (غيض من فيض) .

1-موت اكثر من خمسة آلاف طفل عراقي دون الخامسة من العمرثم وصل للجيل اللاحق 15سنة

2-موت اكثر من مليون ونصف  المليون عراقي نتيجة سوء التغذية ونقص الدواء وارتفاع نسبة الأمراض المزمنة كالسكري ، وارتفاع ضغط الدم ، وامراض الكبد والكلية،وموت 250  شخصاً كمعدل يومي

3-نقص الدواء واختفائه احيانا

4-انتشار التسول والبغاء

5-انهيار التعليم بسبب قلة الأبنية المدرسية وتسرب التلاميذ للمساهمة في معيشة أسرهم

6-أنهيار النظام الصحي : قلة المستشفيات وهجرة الأطباء الأختصاص

7- تدمير البنى التحتية من طرق وجسور ومعامل ومصانع وخراب شبكات المياه والصرف  الصحي

8- هجرة الكفاءات العلمية والمتخصصين اكثر من 35 الف باحث علمي وأستاذ جامعي وطبيب متخصص ومهندس مرموق

9-الهجرة الجماعية للعراقيين وصل الى اكثر من خمسة ملاين مهاجر الى دول المهجر

10-التفكك الأسري والتشرذم والترهل الأجتماعي بارتفاع معدلات الجريمة والرشوة والسرقة والتهريب والأنتحار

11-ارتفاع حجم التضخم وصل الى 24000% في نهاية عام 1994 ادى الى هبوط قيمة الدينار العراقي من ثلاثة ونصف دولارللدينار الى4000دينار للدولار الواحد في ظل الحصار ، فاصبح راتب الموظف لا يكفي لشراء طبقة بيض مما دفع العراقيين الى العمل الأضافي او بيع اجزاء من دار سكناه واضطرالعلماء والأدباءالى بيع كتبهم الثمينة،وللعلم ان الحصارالأقتصادي الطويل وضرب العراق باليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض ادى الى انتشار الأمراض السرطانية التشوهات الخلقية وموت المواليد وهذا يعني انها اثرت في الخارطة الجينية وظهور هذه الآثاربشكل خاص في محافظة الأنبار وكذلك في محافظات الوسط والجنوب وبشكل اكيد لوثت التربة والمياه.واكد ( المركزالطبي لليورانيىوم) وهو مركز دولي مستقل في الولايات الأمريكية المتحدة وله فروع في عدة دول اوربية حيث اجرت في أيلول 2003 دراسه اشعاعية علمية واسعة شملت بغداد وضواحيها ومدن وسط وجنوب العراق وجدت: تلوث البشر والتربة والمياه وهذه  شهادة  علمية من مركز عالمي رصين ،  ألا ترقى ؟؟؟!!!  لكارثة القنبلة النووية والحصار الأقتصادي على العراق الى كوارث بشرية وبيئية متشابه؟؟؟

واخيراً/ أن الأخطر والأفدح أن الأحتلال الأمريكي البغيض وحصارهِ الأقتصادي للعراق قد خرّب ودمر (المنظومة الأخلاقية) للشعب العراقي في ممارسة طريق الرذيلة واللصوصية والمخدرات وسرقة المال العام والتشرذم الطائفي والأثني والعشائري وغياب ثقافة المواطنة .

كاتب ومحلل سياسي عراقي مقيم في السويد

31-تموز-2018 ستوكهولم

عرض مقالات: