خرجت في باريس وعدد كبير من المدن الفرنسية يوم الأحد المصادف 28 سبتمبر/ايلول 2025 مظاهرات ضخمة، شاركت فيها الجمعيات والنقابات واحزاب سياسية، ضد الأزمات البيئية والاجتماعية والديمقراطية، وفي مواجهة صعود اليمين المتطرف وسلطة المليارديرات المطلقة، والغاية هي تشكيل جبهة مشتركة.

مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر COP30 (مؤتمر الامم المتحدة الثلاثون للمناخ) في البرازيل في نوفمبر/تشرين ثاني، تجمع آلاف من المتظاهرين في باريس و70 مدينة فرنسية للتأكيد على أن مستقبلا أخر ممكن في مواجهة الأزمات البيئية والاجتماعية والديمقراطية. وقد نُظمت ما عُرفت بمسيرة المقاومة، بدعوة من عشرات المنظمات التي تكافح ضد تغير المناخ رافعة شعار " المناخ، العدالة، الحريات" كما شاركت أحزاب اليسار وخاصة حزب فرنسا الابية وحزب البيئة، وقالت المتحدثة باسم منظمة العدالة المناخية، داليا ستيرن، أن هذه المسيرة هي إمداد لحركة " أوقفوا كل شيء " التي انطلقت في 10 سبتمبر/أيلول وكذلك امتداد إلى مظاهرة النقابات العمالية في 18 سبتمبر/أيلول. الجديد في هذه المسيرة هو مشاركة نقابة العمال CGT الفرنسية (الكنفدرالية العامة للشغل) التي كانت سابقا على هامش مسيرات المناخ، وذكر الأمين العام للنقابة بينوا مارتن الذي كان في مقدمة المسيرة: " الأن بدأت مناقشات الميزانية في البرلمان الفرنسي، ونعتقد أن هناك حاجة إلى مزيد من الموارد لحماية العمال من أضرار تغير المناخ، كما نجد ضرورة في طرح ومناقشة أساليب الإنتاج المعمول بها حالياً.

في السابق كان هناك انفصال بين النضالات الاجتماعية والبيئية، أما اليوم " لم يعد بإمكاننا أن نرى مظاهرات المنظمات البيئية من جهة والنقابات من جهة أخرى " هذا ما أكده المتحدث باسم منظمة غرينبيس فرانسوا جوليار، ومبررا ذلك بقوله " أن انبعاثات الغازات الدفيئة تتزايد في العالم، وتزداد التفاوتات الاجتماعية، وفي الوقت نفسه هناك هجوم رجعي وسلطوي، بالتحالف مع الصناعات الملوثة والمليارديرات، ومن هنا تأتي الضرورة للعمل جميعا معا من أجل النضال " لا توجد عدالة اجتماعية بدون عدالة بيئية " والعكس صحيح.

كانت الموضوعات الرئيسية التي ندد بها المتظاهرون، هي تقاعس السلطات في اتخاذ اجراءات بشأن تغير المناخ وصعود اليمين المتطرف وتقليل الضرائب على الاغنياء، وكانت حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة حاضرة في المسيرة. كان ماكرون، ترامب، ماري لوبين، نيتنياهو، الرئيس التنفيذي لشركة توتال والملياردير بولوريه، برنارد ارنو، هم الأكثر استهدافا باعتبارهم المسؤولين عن الركود الحالي، إضافة إلى شعارات تطالب بفرض الضرائب على مالكي الثروات الكبيرة. شارك الكثير من النشطاء البيئيين في هذا التجمع من اجل التعبئة حول قضايا مؤتمر COP30، الذي سيبدأ في 10 نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة بيليم /البرازيل ، وسيتم تناول موضوع المساعدات المالية التي تقدمها الدول الغنية إلى البلدان الأكثر تهديداً بالاحتباس الحراري ، كذلك قضايا إزالة الغابات واستغلال النفط وهما موضوعان حساسان للغاية في البرازيل حيث يوجد مشروع نفطي كبير قيد التنفيذ، فإلى جانب الأضرار البيئية التي تسببها، فإن إزالة الغابات والمشاريع الجديدة لاستغلال الوقود الاحفوري لها آثار مباشرة على صحة السكان الاصلين، هذا ما ذكرته الناشطة البيئية البرازيلية اندريسا دونرا التي كانت حاضرة في باريس ونوهت بالعنف الشديد الذي تسببه القضايا المناخية في بلدها، وتشير أن " البرازيل هي الدولة الثانية التي يتم فيها قتل الناشطين البيئيين " .

عرض مقالات: