إلى أي مدى سيسمح مؤيدو إسرائيل التقليديون بالمَضي نحو ذلك؟
في الأسابيع الأخيرة، قرَّر كلٌّ من مجلس الوزراء الإسرائيلي والكنيست وجوب احتلال غزة بالكامل! وتوسيع المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية، مما يجعل قيام دولة فلسطينية مستحيلاً.
أُذهلتني هذه الصياغات تماماً. على حد علمي، غزّة مُحتلة بالكامل من قِبل إسرائيل منذ عام 1967. في عام 2005، مُنحت كلٌّ من الضفة الغربية وغزة حُكماً ذاتياً شكلياً، وسُحبت المستوطنات الإسرائيلية من غزة. في الوقت نفسه، سُوِّرت المنطقة بأكملها، ووُصفت منذ ذلك الحين بأنها "أكبر سجن مفتوح في العالم"، مع وجود 3-4 نقاط تفتيش فقط مَحروسة بالكامل باتجاه إسرائيل ومصر، الخاضعة لسيطرة إسرائيل، والتي أَغلقت أيضاً المياه والساحل قبالة غزة.
احتلت إسرائيل الضفة الغربية عام ١٩٦٧، وقامت سلطة الاحتلال بحملة دموية على المنطقة حتى اندلعت الانتفاضة الأولى عام ١٩٨٤. يتذكر الكثير منا صُور الأطفال الذين يلقون الحجارة ويَكسر جنود الاحتلال أذرعهم وأرجلهم. بعد مفاوضات أوسلو عام ١٩٩٥، مُنحت الضفة الغربية أيضاً حكماً ذاتياً، كان من المفترض أن يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية.
إسرائيل تنتهك الاتفاقيات
لكن، لم تلتزم سلطة الاحتلال الإسرائيلي بالاتفاقيات، وصادرت مساحات شاسعة من الأراضي لأغراض "عسكرية"، وساعدت مجموعات مسلحة من المستوطنين على احتلال مناطق جذابة وطرد الفلسطينيين منها.
يعيش حالياً ٢.٥ مليون فلسطيني متبقون في ٢٢ " بانتوستاناً "* صغيراً تفصل بينها طرق استيطانية لا يُسمح للفلسطينيين باستخدامها أو عبورها. في الوقت نفسه، شيّدت إسرائيل جداراً بارتفاع ٨ أمتار على طول الحدود مع إسرائيل، مع نقاط تفتيش محروسة عند المعابر.
أدانت الأمم المتحدة احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وانتهاكاتها في العديد من الجمعيات العامة، لكن الولايات المتحدة مَنعت أي إدانة في مجلس الأمن. تُعدّ المستوطنات والمعاملة العامة للمحتلين انتهاكاً لقواعد الحرب المتفق عليها دولياً - انتهاكات صريحة للقانون، لم تؤدِّ حتى الآن إلّا إلى رفع الأيدي وتقديم مساعدات طارئة هائلة للفلسطينيين، الذين حُرِموا من فرصة إطعام أنفسهم.
ولكن الآن، حتى أوروبا، المؤيدة لإسرائيل، عليها أن تقول كفى! لقد تم اعتماد قيام دولة فلسطينية في اتفاقيات أوسلو، واعترفت ما يقرب من 150 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بفلسطين كدولة، ويدعم الكثير منها حل الدولتين، لذا فإن تصريحات إسرائيل الأخيرة يجب أن تُطلق حملة مقاطعة شاملة وعقوبات على دولة الفصل العنصري الإسرائيلية. وأي شيء آخر هو عمل فاشل.
حماس
خلال إغلاق مكتب حركة حماس الصيفي، وصلتْ رسالة مكتوبة بخط اليد عبر صندوق البريد. من كِيم نيلسن، التي تعتقد أننا مُصابون بِعَمى أيديولوجي، ومنافقون بشكل كارثي، ونخذل الفلسطينيين بعدم إدانتنا لحماس، وهي "منظمة إرهابية شمولية، وإسلامية، ومعادية للمثليين، وكارهة للنساء، وعنصرية، ومعادية للسامية".
عزيزي كيم، حماس هي حركة مُقاومة فلسطينية ظهرت خلال الانتفاضة الأولى عام ١٩٨٤، وتطورت إلى حركة سياسية خاضت الانتخابات عندما مُنحت غزة والضفة الغربية الحكم الذاتي عام ٢٠٠٦. هُنا، اكتسبت حماس الأغلبية والسلطة الإدارية في غزة، ويُقال إن ذلك يعود إلى انتشار الفساد في أكبر حزب أو تنظيم سياسي (المقصود حركة فتح). لذلك، اُختيرت حماس لإدارة الحكم الذاتي في غزة، ولديها فرع عسكري غير معروف الحجم يُقاتل من أجل فلسطين حرة.
تُصنِّف الولايات المتحدة وأوروبا حماس كحركة إرهابية، كما تُصنف منظمات إرهابية أخرى مثل القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية، وحركة طالبان، التي تتفاوض معها الدنمارك الآن في سوريا وأفغانستان.
عن جريدة الشيوعي شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي
(**) البانتوستانات هي مناطق جغرافية محددة، كانت جزءاً من سياسة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، تم إنشاؤها لإيواء السود من شعوب البانتو (لغات البانتو) من خلال إنشاء "أوطان" منفصلة ونامية بشكل مصطنع عن الأراضي الرئيسية. المصطلح نفسه يعني "أرض البانتو".