المحور/أبحاث يسارية واشتراكية
كان يوم الثلاثاء 14 مارس الذكرى ( 142) على رحيل أيقونة البروليتاريا وعالمها الروحي والفيلسوف الاقتصادي السياسي الثوري " كارل ماركس " الذي رحل مثل هذا اليوم 1883.
ظهرت المدرسة النقدية الرأسمالية المعولمة بصيغة ترويجية إعلامية دعائية في القارة الأوربية وعلى دراسة تقريرية ممنهجة ومبرمجة حتى بتراتيبية أكاديمية ، تصدى لها معلم البروليتاريا ( كارل ماركس ) بدراسة نقدية للاقتصاد السياسي البورجوازي أخذت شكلا معارضا على شكل محاضرات ماركسية في لندن وألمانيا ومدونات بحثية في الصحف الأوربية أضافة إلى الإنجاز العلمي المثير في عرض كارل ماركس لمجلداته الثلاثة باسم" المخطوطات " عام 1844 هي أول كتابات ماركس التي مزجت بين المواضيع الفلسفية والاقتصادية ، كان سيمياء العنوان التصحيحي المعارض بصوت كارل ماركس : {أن كل ما ورد من مفاهيم الرأسمالية هو ( مسكن ) لجدلية طوباوية غير واقعية بل ( تزويق ) للدمامة وتحصين أمن الجلاد وحصار دائم للضحية } التي غدت تبشر بتنبؤ ماركسي في تعرض الاقتصاد العالمي لكبوات مستقبلية لقد حدث ما حدث في الهزة الارتدادية الكارثية الاقتصادية في تعرض أوربا والعالم للأزمة الاقتصادية الحادة في ثلاثينيات القرن العشرين ، كانت حلول غيلان الرأسمالية فاشلة وغير مجدية في تحمل سونامي الكساد الشامل والبطالة ، وإن هذه الكوارث الاقتصادية الجديدة دفعت الشركات العملاقة إلى أتباع اللبرالية الحديثة واتسعت كبواتها خاصة بعد أفراط عقد منظومة الاتحاد السوفييتي .
أهم المحاور البحثية النقدية لكارل ماركس
- نقده لفلسفة الحقوق لدي (هيغل ) والنقد الإنساني مع ( فيورباغ ) وبين آخرين من فلاسفة عصره من الألمان أصحاب (فلسفة المستقبل) ومسائل في فلسفة الإصلاح ، وحتى إنهُ نقد مقالا لإنجلز ( تخطيط لنقد الاقتصاد السياسي ).
وأكد ماركس في هذا النهج ابتعاده عن لغة السفسطائية وبمعنى أدق :( النقدي اللاهوتي ) حيث يقول في هذا الصدد : إن اللاهوتي النقدي شكل أخر غير ناضج وجاهز للنقد لكونه خارج الذات البشرية .
- وأن ماركس أثار في مخطوطتهِ الثانية أفكارا مثيرة وخطيرة بواقعية متلازمة بمزيج فلسفي وجدلي في العلاقة بين الاقتصاد السياسي والدولة والقانون والأخلاق والحياة المدنية ، وهذا هو الموضوع الأنثروبولوجي الذي حركهُ الصراع الطبقي واضطهاد العامل واغتصاب جهده وقوته ِ وطرده من وسائل الإنتاج ، وبهذا أثبت الفشل والحماقة للنظرية الرأسمالية البورجوازية ونظرية ( مالثوس ) البائسة بإجابة ماركسية واقعية ومنطقية في( تطوير قوى الإنتاج للمجتمع ) .
- كتاب " المخطوطات " للعبقري كارل ماركس 1844 وهو دراسة في النقد الاقتصاد السياسي البرجوازي ترجمة " محمد مستجير مصطفى ، يحتوي على مفاهيم حداثوية في الفلسفة والاقتصاد الرأسمالي البورجوازي ، يفضح بؤس العامل وشقائه وبيعه لقواه وجهده في النظام والاقتصاد البورجوازي الرأسمالي المتسيّد الطفيلي ذو النزعة الريعية والنفعية الجشعة ، والمخطوطات الأكثر شهرة حيث تُعدْ بمثابتة تراث رائع ودقيق في الإرث الفلسفي لتأريخ الاقتصاد السياسي لمن بعدهُ لأكمال المسيرة ، والمؤلف يعرض في مخطوطاته الثلاثة تفاصيل غاية في الدقة في سوسيولوجية الطبقة العاملة ، وثغرات العيوب في الاقتصاد والنظام البورجوازي .
- يعرض ماركس في مجلداته تفاصيل في غاية الدقة والشهرة حيث تعتبر تراثا ثرا وواعدا لسيسيولوجية الطبقة العاملة والثغرات المعيبة السالبة والمستلبة في الاقتصاد السياسي والنظام البورجوازي ، وهو أبرز بحث في فضح بؤس العامل وشقائه و( تسليعهِ ) وبيعهِ لقواه وجهدهِ في النظام البورجوازي الرأسمالي الطفيلي المستلب ذو النزعة الريعية .
- يؤكد على أستلاب العامل في المجتمع الرأسمالي ، وتحدث فلاسفة أقتصاديون في نفس الموضوع وبمسارات مغايرة بعض الشيء مثل(هيجل ) : الذي تحدث عن ضمور وعي الذات للشغيل العامل في المجتمع في النظام البورجوازي ، غير أن ( فيورباغ ) يتحدث : عن خسارة وغربة الأنسان المجرد غير التأريخي وغير الطبيعي ، أما ماركس فيتحدث في المخطوطات عن أغتراب العامل أو استلابه وتجريده من حقهِ الطبيعي فهو يمزج أواصر كيمياوية وعناصر ديناميكية فلسفية في المضمون المستقبلي للطبقة العاملة كالصراع الطبقي وحتمية التأريخ والجدلية التأريخية ، ولتوضيح هذا المفهوم الماركسي الجديد : هو أن العامل مجبراً يمتلكهُ الرأسمالي جسداً وقوّة بحيث يمتص منهُ ناتج عمله ، ويخرجهُ من ( وسائل الأنتاج ) لأنها في حوزته أصلاً حسب النظام الذي يبدو كقوة غريبة مستعبدة ، وهنا يعلن ماركس حربهُ بنقدٍ دقيق ولاذع ومخيف للخصائص المميّزة للنظام الرأسمالي .
- أن ماركس ينتقد الاقتصاديين البزرجوازيين من وجهة نظر ( أشتراكية ) مبيناً التناقضات المتبادلة بين العمل ورأس المال ويعلن معادلته الفلسفية في عالم الاقتصاد السياسي : { هو أنهُ كلما زاد أنتاج العامل من الثروة أزداد بؤساً وفقراً حيث يصبح أكثر فقراً كلما زادت الثروة التي ينتجها وكلما زاد أنتاجهُ من حيث القوّة والكم ، عندها يصبح العامل سلعة أرخص مما مضى كلما صنع المزيد من السلع ، وأن العامل لا يكسب بالضرورة حين يكسب الرأسمالي لكنه يخسر بالضرورة حين يخسر الرأسمالي }.
- أنخفاض قيمة العالم الأنساني يزداد في علاقة مباشرة مع زيادة قيمة الأشياء ، نعم أذا تدهورت ثروة المجتمع فأن الذي يدفع فاتورة الغلاء والكساد والبطالة والبؤس هو العامل وعموم طبقته أكثر من الطبقات الأخرى .
- لا يخلق جهد العامل السلع فقط ، ولكنهُ ينتج أيضاً نفسهُ ويُخلقْ العامل كبضاعة وبنفس المعدل( المخطوطة الثانية )،
- ويعلن في هذه المخطوطة حقيقة علمية دقيقة هي { أن الثورة نتيجة التطور الاقتصادي للرأسمالية } أي أن النظام الرأسمالي هو نفسهُ يقود إلى الثورة من باب أنعدام الرؤية لحقيقة حتمية التأريخ في التغيير ، وبالنهاية يبشر ماركس بأن هذا التناقض والعداء والفروق الطبقية تقود إلى تحرير العامل --- عجيب!!!؟؟؟ أي جبل أنت أيها العم !؟ إنها ( شفرة التغيير ) .
- في المخطوط الأول يتحدث عن الأجور حيث تتحقق من خلال الصراع التأريخي بين الرأسمال والعامل ، والرابح بالتأكيد هو الراسمالي الذي يستطيع أن يعيش بغير العامل ( أطول ) مما يستطيع العامل أن يعيش بغير الرأسمالي ، ولأن أتحاد أرباب العمل لتكوين الكارتلات مسموح ، بينما أتحاد العمال محظور ، يضيف ماركس في نفس المخطوط : { أن في العالم الرأسمالي البورجوازي تكون خيوط اللعبة في تحريك العامل بيد رب العمل الذي يغيير مسار اللعبة - بخبث – حيثما تتسارع الأرقام الريعية والنفعية ألى جيوبه حينها يكون العامل مجبرا على الخضوع ، وأن أرتفاع الأجور وزيادتها تدفع العامل ألى عبودية شهوة المال على حساب وقته وصحته البدنية ، وأحياناً كثيرة يزج بأبنائه وزوجته ألى أطول مدة عمل (مضنية ) }
ولأن العامل لا يستطيع شراء كل شيء بل يجب بيع نفسه وآدميته وشخصيته الأنسانية ولا يبدو أكثر من مسخ مهان في خضم هذا العالم الأناني .
- وأن جميع هذه الآراء تحوي { ثورة نظرية حقيقية } وأكد ماركس في هذا النهج أبتعاده عن التبعية السلبية السفسطائية وبمعنى أوضح الصد عن ( اللاهوتي النقدي ) الذي يؤكد صفاء نقده ، حيث يقول في هذا الصدد : { أن اللاهوتي النقدي شكل آخر غير ناضج للنقد لآنه خارج الذات } ، وأن ماركس في كتابه المخطوط لموضوع أجتماعي خطير هو مزيج فلسفي وجدلي في العلاقة بين الاقتصاد السياسي والدولة والقانون والأخلاق والحياة المدنية وهذا هو موضوع الأنثروبولوجي الذي حركهُ الصراع الطبقي وأضطهاد العامل وأغتصاب جهدهِ وقوّته وطرده من وسائل الأنتاج التي هي بيد الرأسمالي ، وأثبت الفشل والحماقة للنظرية الرأسمالية البورجوازية ( نظرية مالثوس ) بتطوير القوى الأنتاجية للمجتمع .
المصادر والهوامش/
-كتاب مخطوطات كارل ماركس – ترجمة محمد مستجير مصطفى /
-كتاب ثروة الأمم - لآدم سميث طبعة فريمان – المجلد الأول صفحات 50 ، 51 ، 60، 61 ، 71 ، 72 .
- كتاب أسئلة في الحرية والتفاوضية الثقافية 2013 المغرب عبدالله الغذامي .
- كتاب ما بعد الرأسمالية المتهالكة – الدكتور سمير أمين - القاهرة
كاتب وباحث وناقد أدب
آب \ 2025