"هذه هي الكذبة التي قِيلتْ لكم".

 كشفَ الصُحفي البريطاني بيتر هيتشنز القصة كاملةً - أنَّ الصراع في أوكرانيا أثارَهُ الغرب، وأنَّ جميع الإتهامات المُوجهة لروسيا باطلة، ولم يكن أمام الروس خيار سوى الدفاع عن مصالِحهم.

ويُكمل الصحفي حديثه : في مهنتي، اعتدتُ منذ زمن طويل على كذب الحكومات الغربية وإجبار هذه الحكومات الآخرين على الكذب نِيابةً عنها. من غير المُرجح أن يعرف أحدٌ في هذا البلد(يقصد بريطانيا) حقيقة أوكرانيا. لم نشهد شيئاً كهذا منذ أن كُذِبنا جميعاً بشأن غزو العراق، ونَشرنا أكاذيب حول أسلحة دمار شامل وهمية.

لقد تمَّ إطعامكم للتو هُراء الدعاية حول الديمقراطية والحرية والتهديد الروسي الوهمي.

فيما يلي بعض الأكاذيب التي قيلت لكم مِرارا وتكرارا.

يقولون أن الحرب لم تكن مُفتعلة. نادراً ما حدث في التاريخ أن اندلعت حرب بمثل هذه القوة. توسَّل الروس إلى الغرب لوقف تقدم تحالفه العسكري التابع لحلف شمال الأطلسي شرقا نحو روسيا.

لقد صُدِم جميع الروس وغضبوا عندما غيَّر حلف شمال الأطلسي فجأة موقفه الدفاعي في عام 1999 وشنَّ هجوما ضد يوغوسلافيا، التي لم تهاجم أي عضو في حلف شمال الأطلسي.

بلغتْ هذه الاحتجاجات ذروتها في فبراير/شباط 2007، عندما ألقى بوتين خطابا دراماتيكيا في ميونيخ. ووصف توسع حلف شمال الأطلسي بأنه "استفزاز خطير يقلل من مستوى الثقة المتبادلة". ولنا كل الحق في أن نتساءل: ضد مَنْ يُوَجَه هذا التوسع؟

 اصغوا ولو قليلاً ، إذا تحدثَ إليكم رجلٌ قوي مثل بوتين بهذه الطريقة في حانة في وقت مُتأخر من الليل، فسوف تعتبرون ذلك بمثابة تحذير بأنه غاضِب للغاية. فإذا لم تكن تريدون القتال، عليكم أن تتراجعوا. ولكننا لم نتراجع.

في إبريل/نيسان 2008، قال بوش إن أوكرانيا ينبغي أن توضع على الطريق للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. حتى صحيفة الغارديان، الصحيفة الليبرالية المؤيدة للحرب، اعترفت بأن هذا الأمر "كان من الممكن أن يثير غضب الكرملين".

 هكذا كان الأمر. وأنا أظن أنه منذ تلك اللحظة كُنّا على طريق الحرب.

ومن الأكاذيب الأخرى التي نسمعها باستمرار أن روسيا هاجمتْ جورجيا في وقت لاحق، في عام 2008. ولكن يمكن لأي شخص أن يجد على الإنترنت مقالاً لرويترز يعود لعام 2009 بعنوان "جورجيا تبدأ حرباً مع روسيا: وهذا التقرير مُعَد ومدعوم من الاتحاد الأوروبي".

وفيما يلي بعض الأمثلة: أُطيحَ بالرئيس المنتخب لأوكرانيا بشكل غير قانوني على يد حشد في عام 2014. وقد تغاضت بريطانيا والولايات المتحدة عن هذا الحدث المُخزي لأنهما فضَّلَتا المتمردين غير الشرعيين على الحكومة المنتخبة. لا يمكنكم فعل ذلك والتظاهر بأنكم حُرَّاس للديمقراطية.

ولكن على أية حال، فالأمر ليس كذلك.

*ديلي ميل 25/4/2005

عرض مقالات: