في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2024 حلت الذكرى السنوية الخامسة لانتفاضة تشرين المجيدة التي أطلقتها الشبيبة العراقية الشجاعة وواصلتها مع القوى الوطنية المدنية والديمقراطية واليسارية والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية المطالبة بوطن وبحقوق الشعب المشروعة، وفي مقدمتها الحياة الكريمة والديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية، في ظل الدولة المدنية وسيادة المؤسسات الدستورية والقانون..
وقد رفع المتظاهرون السلميون خلال الانتفاضة شعارات سياسية عكست المواقف والمطالب الملحة لغالبية العراقيين، في رفض منظومة المحاصصة الطائفية والإثنية والفساد، والمطالبة بوطن خال من الفساد والسلاح المنفلت، وفيه تحترم الحريات وتصان الحقوق ويتمتع المواطنون بالعدالة الاجتماعية.
وقد سجل التأريخ العراقي لشباب وشابات الانتفاضة الباسلة، بكل جدارة واستحقاق، أنهم جيل عراقي أصيل، جيل واعي، وراقي، جيل الشجاعة والرجولة والنخوة والغيرة والشهامة والعزة والكرامة.. أنهم الجيل الذي تنبأ به شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري قبل عقود:
“سينهض من صميم اليأس جيلٌ مريـدُ البـأسِ جبـارٌ عنيد
يقـايضُ ما يكون بما يُرَجَّى ويَعطفُ مـا يُراد لما يُريد”
وأوصى شاعرنا الخالد وكأنه بيننا الآن:
قل للشباب تحفزوا وتيقظوا وتأهبوا للنائبات..
وفعلا سرعان ما أصبحت انتفاضة تشرين.. ثورة وطن عارمة، وغصت ساحات التظاهر بملايين الشباب والشابات، والرجال والنساء، وكبار السن، وكان الجميع حريصاً على إدامة الثورة واستمراريتها. وسجل المتظاهرون المنتفضون ماَثر هي فخر واعتزاز العراقيين الأصلاء، ولن ينسوها.,
شبيبة الانتفاضة، وشهداؤها، وجرحاها، هم شابات وشباب العراق الواعين .. الجيل العراقي الذي لم يعد يسكت على الظلم والجور، ولا على الذل والمهانة، ولا على الاستبداد والعمالة.. فتصدوا، بكل أباء، للظالمين والمستبدين والولائيين لغير العراق والقتلة، بكل سلمية، ممتلكين العزم والشجاعة والأقدام بأبهى تجلياتها..
ولا أدل على ذلك من استرخاص شباب وشابات الانتفاضة لأغلى ما يملكون (الحياة)، وهم في عز الشباب وعنفوانه، في سبيل الخلاص من نظام فاسد جثم على صدور ملايين العراقيين ، ولم يجلب للغالبية العظمى منهم سوى تفريق المجتمع طائفياً ومذهبياً، تأجيج النعرات والفتن والأحقاد والضغينة، جنباً الى جنب إشاعة الجهل والتخلف والظلامية، ونشر الفقر والجوع والمرض، بعد ان نهب ثروات البلد، واستحوذ على أملاكه، باسم الدين والدين منه براء، وعاث في العراق فساداً وخراباً وظلماً، بكل خسة ودناءة، وسلط المليشيات المسلحة والمافيات وعصابات الجريمة المنظمة، التي مارست القتل العمد والقمع الدموي، وكأنه لم تكف العراقيين معاناة وفواجع الكوارث التي عاشوها طيلة أربعة عقود في ظل النظام الدكتاتوري البعثي الفاشي..
وفاءً لدماء شهداء تشرين وللتضحيات الجسيمة لآلاف المصابين والمعوقين جسدياً، نستذكر انتفاضة تشرين، ونستمد منها العبر والدروس، ونواصل المسير لنعيد وهج الانتفاضة ونجددها حتى تحقيق كامل اهدافها في التغيير الشامل والجذري، ودحر منظومة المحاصصة والفساد، ورميها في مزبلة التأريخ، وبناء الدولة المدنية، دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية، وسيادة المؤسسات القانونية..
لقد سقط بالرصاص الحي، والقنابل الغازية السامة المميتة، والسيوف والخناجر والهراوات، أكثر من ألف شهيد وشهيدة، وأصيب أكثر من 30 ألفاً اَخرين، منهم نحو 7 اَلاف معوق جسدياً بعاهات مستديمة. وعدا هذا هنالك المئات من المختطفين والمعذبين والمختفين قسراً في أقبية السلطة، ولليوم لم تكشف عن مصيرهم، بل وتنكر اختطافهم.
وقد عمدت المنظومة السلطوية الى منع الطب العدلي من تسليم جثامين الشهداء لذويهم إلا إذا قبلوا ان يكون سبب الوفاة غير أثناء التظاهر، وقد قبلت أكثر من 100 عائلة ذلك بدافع إكرام الميت دفنه. والى جانب ذلك شنت الأجهزة القمعية حملة تشكيك بأعداد الشهداء، ساعية لتقليل العدد، وقد انطلى ذلك على الكثيرين.
وبهذه المناسبة العظيمة أود ان أنوه بان الصحفي الاستقصائي حسن نديم أنجز عملا ضخماً، موثقاً أسماء شهداء تشرين في جميع ساحات التظاهر والاحتجاج، من حيث الاسم الكامل، وسنة التولد، والحالة الاجتماعية، والمرحلة الدراسية، والمحافظة، وتأريخ الاستشهاد ومكان الاستشهاد وبعض ما عُرِفَ عن الشهيد من صفات حميدة. وقد أفلح بتوثيق هذه المعلومات لـ 173 شهيداَ من 12 محافظة، منهم 52 شهيداً في ذي قار و50 شهيدا في بغداد، 16 شهيداً في البصرة، و12 شهيدا في ميسان، و10 شهداء في الديوانية، و9 شهداء في واسط، و8 شهداء في النجف، و7 شهداء في بابل. و5 شهداء في كربلاء، وشهيدين في ديالى وشهيد واحد في السماوة والأنبار
ونشر نديم ما أنجزه في " الحوار المتمدن"، العدد 7019، في 14/9/ 2021 بعنوان: "قائمة أسماء جميع شهداء ثورة تشرين في جميع ساحات التظاهرات من 1 تشرين الأول/اكتوبر/2019 الى نيسان/ابريل 2021. وعددهم 628 شهيداً وشهيدة. وفي العدد:7152، في 4/2/2022، تحت عنوان "كتاب عناق الارواح | الكتاب الاول الذي يوثق جميع شهداء انتفاضة تشرين، وعددهم أكثر من 1000 شهيد وشهيدة استشهدوا أثناء قمع التظاهرات السلمية خلال الفترة تشرين الأول 2019 الى شباط/ فبراير 2022.
أدناه أسماء 49 من الشهداء والشهيدات، وسننشر بقية الأسماء تباعاً
أحمد أمير علي الدهلكي
أحمد عباس عوده الشبلاوي
أحمد محمد نعمة الدهامي
أحمد مهنه اللامي
أسامة أحمد عزيز العصامي
أنس أحمد عزيز العصامي
حيدر كريم الساعدي
حسن محسن زايد الفريجي
حسين حسن محمد
لطيف سلمان عباس الجبوري
حسين ستار عطوان الحريشاوي
حسين محمد رسول الكعبي
حمزة حسين مزعل المياحي
يوسف عبد الستار الفرطوسي
ريمون ريان سالم
حمزة جمعة حميد الفريجي
زهراء علي سلمان القره لوسي
سرمد عبد الوهاب الصافي
صلاح العراقي
صفاء سلمان السراي
طه طلال حاتم العقيدي
عبد الرحمن صلاح إسماعيل الشويلي
عبد الملك احسان فليح الهلالي
عبد الله صلاح علي
حسين أحمد حسين الدراجي
علاء كامل خريبط الشمري
سجاد ياسين حسن البطاط
علي أكبر عامر رحيم الوحيلي
علي جبار بدر الفرطوسي (علي البحر)
علي حسن هاشم العگيلي
محمد هادي عبد الأمير العزاوي
علي عدي أنور المالكي
هشام عبد الجبار الهاشمي
غزوان كريم محسن الفريجي
فراس سمير خميس
حيدر عسكر الغزي
كرار صدام حسين أحمد اللامي،
محمد جبار محمد الأزيرجاوي
كرار حيدر ياس
محمد عاصي الشمري
محمد عبد الرحمن الحمراني
محمد علي فرحان زيدان المختار
مسلم عباس الدفاعي
مصطفى صبري الساعدي
أحمد مهنه اللامي
مصطفى محمد علوان
مصطفى هادي مجيسر
نور الحسن احمد الكناني
ياسر هادي عكار الفرطوسي
يمام رياض الساعدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع عدد الشهداء والجرحى والمعتقلين من المتظاهرين السلميين
في 11 محافظة عراقية خلال الفترة من 1/ 10/ 2019 الى 15/ 12/ 2019
بحسب مرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان
خلال الفترة |
عدد القتلى |
عدد الجرحى |
عدد المعتقلين |
1 / 10 – 6 / 10 2019 |
157 |
5512 |
1281 |
25/10 – 2 / 11 2019 |
119 |
5358 |
513 |
3/11 – 15/ 11 2019 |
67 |
8936 |
511 |
15/11 -15/ 12 2019 |
208 |
1532 |
472 |
المجموع الكلي |
551 |
21333 |
2777 |
من جهته، وثق تقرير (يونامي) الثالث، الذي شمل الفترة من 5 / 11 الى 9 / 12/ 2019، كنتائج أولية، 170 حالة وفاة و2246 إصابة وسط المتظاهرين السلميين.
قائمة بأسماء 21 من النشطاء المدنيين الذين
تم اختطافهم ولليوم لا يعرف مصير غالبيتهم،
1 |
جاسم الأسدي |
12 |
عبد المسيح روميو سؤكيس |
2 |
جلال الشحماني |
13 |
عبد الله ناظم |
3 |
توفيق التميمي |
14 |
علي اللامي |
4 |
حيد البابلي |
15 |
علي جاسب |
5 |
حيدر خشان |
16 |
علي هاشم |
6 |
زيد الخفاجي |
17 |
مازن لطيف |
7 |
سجاد العراقي |
18 |
ميثم الحلو |
8 |
سهاد عبد الرحمن |
19 |
فرج البدري |
9 |
سمير الفرج |
20 |
ياسر عبد الجبار |
10 |
صفا المهداوي |
21 |
واهي المنصوري |
11 |
عباس الربيعي |
|
|
وقد أضفنا الى قوائم نديم العديد من أسماء الشهيدات والشهداء، التي لم نجدها في قوائمه ووجدناها في قوائم نشرها " موقع الحزب الشيوعي العراقي"، وفي " طريق الشعب"، وعلى غوغل واليوتيوب والفيسبوك، سننشرها جميعاً.