ولد في عام 1930 في قلعة صالح في محافظة ميسان. انتقل إلى بغداد لإنهاء دراسته الابتدائية وبسبب نشاطه السياسي تعرض للاعتقال وحكم بالسجن مدة سنتين مع سنتين مراقبة عام 1946 قضاها في سجن بغداد والكوت وبدره.

اعتقل عام 1952 بعد انتفاضة تشرين ثم أطلق سراحه من قبل شرطة العهد الملكي. وتم اعتقاله ايضاً في عام 1955 ووضع في السجن ثلاثة اشهر.

بعد ثورة تموز عمل في مديرية السكك الحديدة في معامل الشالجية وانضم مباشرة إلى نقابة العمال وأصبح محررا في جريدة اتحاد العمال. كان من ضمن وفد اتحاد النقابات لعمال العراق الذي سافر إلى الصين الشعبية عام 1959 ولقائهم مع ماوتس تونغ والقادة الآخرين وزيارتهم للعديد من المعامل ومقرات النقابات العمالية والفلاحية، إضافة إلى حديث الوفد عن التطورات في العراق بعد ثورة تموز وانجازاتها.

استشهاد بطولي

اعتقل في عام 1963 بعد ردة شباط الاسود وتعرض إلى التعذيب الوحشي الفاشي حتى لحظة استشهاده.

في وقتها بحثت الأم (ام سميع) في المواقف والسجون وسألت جميع دوائر الدولة ذات العلاقة، فأخذت تهيم على وجهها في الأزقة والطرقات، تستغيث بالأمنيات لعلها ستلتقي ابنها سائرا بين الشباب.

اقترح عليها أحد أقربائها، بان تذهب صباح كل يوم إلى محطة قطار البصرة وتسأل من في عربة المعتقلين المنقولين إلى سجن نقرة السلمان عن ابنها لعل أحدهم يعرف شيئا عن مصيره. استمرت الأم بالذهاب إلى محطة القطار كل اسبوع مع ابنتها.. وبعد عدة اسابيع انبرى أحد السجناء ليقول للأم المنكوبة إن الخبر اليقين عنده.

(يامي انا ابلغكم عما حدث لأخي وصديقي وحبيبي (سمعان-سميع) فقد عشت معه منذ دخل الحرس القومي في الكاظمية، بعد ذلك إلى نادي قريش (مقر الحرس القومي) الواقع قرب نهر دجلة، وهناك مارسوا معه جميع الأساليب التي تعرفونها في التعذيب، ولم يصدقوا انه لم يكن عنده عمل حزبي خاص مادام يسكن في دار حزبية. كانوا يركزون بشكل جنوني على سمعان.  في صباح أحد الايام فتحت باب غرفتنا ودفعوا سمعان. لم يكن عليه سوى ملابسه الداخلية ووجهه ملطخ بالدم الاسود المتجمد، وقد نمت لحيته وظهرت فيه شعيرات بيضاء وقد تخثر الدم على رأسه من جرح عميق في رأسه.... استمر معنا مدة أسبوعين في مركز التعذيب في الكاظمية، وبعدها تم نقلنا إلى مركز التعذيب في مقر بناية البرلمان (القديم) في باب المعظم. كان هذا المركز تحت وصاية واشراف المجرمين ناظم كزار وعمار علوش وخالد طبرة وأيوب صبري وعدنان العزاوي...في إحدى الليالي استيقظت على ضجة غرفتنا، كان الجميع يبكون بصمت. التفتُ للزاوية التي يقبع فيها سمعان فرايته يحتضر ثم فارق الحياة ولم يكن بيدنا سوى غسله بدموعنا. لقد أعطانا درسا في الصمود أمام الفاشية. يا أمي أنا أبلغك بذلك لتعرفي، أن سمعان راح شهيدا ولا تتعبي نفسك بالبحث عنه رحمة بنفسك).

كانت الأم تسمع ودموعها تواصل جريانها ثم سألته"يمه ماتعرف وين دفنونه؟

"لا يمه بس نعرف اللي يقتلهم ناظم كزار يلقي بهم في نهر دجلة".

المصادر

شهداء الحزب شهداء الوطن

قصة حياة الشهيد سميع جاني (من كتاب توفيق الناشي - رسالة إلى اخي الشهيد سميع الناشي)

عرض مقالات: