عزيزي المواطن،
أرجو أن لا تغضب، فان لم تكن فاسدا، لست المقصود بهذا النداء.
أخاطب المواطن الذي يعرف نفسه ونعرفه حق المعرفة، ويعرفه الجن والانس، ويعرفه الله وملائكته، نعرفه فاسد من أخمص قدمـه الى قمة رأسه، مرتش بامتياز، سارق للمال العام، نهاب لأموال اليتامى والمساكين، يسرق الكحل من العين، ويأكل الجمل بما حمل.
عزيزي المواطن الفاسد،
لا تنتظر انجاز معاملاتك في أية دائرة من دوائر الدولة إذا لم تقدم ما تيسر لك من مال حلال أو حرام. وإذا دفعت المقسوم لا تشتكي لأحد فالشكوى لغير الله مذلة، ومثلما أفسدت في الارض وحققت رفاها بمال حرام سيأتي من يقصف ما لديك من اموال سواء بحلال أو حرام.
عزيزي المواطن الفاسد،
لا تتوقع شفاء من طبيب إذا مرضت لان العديد من الاطباء حصلوا على شهادات مزورة، تساهلت بها أعلى سلطة تشريعية، وسمحت لهم بالعمل ريثما يصححوا شهاداتهم بأخرى مشتراة من كليات أهلية بلبنان وعكا ودكا ...الخ.
وكما تعلم ويعلم الجميع، لا يستطيع صاحب الشهادة المزورة أن يفلح في عمل بحاجة الى كفاءة ومعرفة، وبالتأكيد لا يمتلكها من حصل على شهادته عن طريق التزوير.
عزيزي المواطن الفاسد،
لن يحصل أطفالك على تعليم جيد، لان العديد من الجهلة أًصبحوا حملة شهادات دكتوراة، لذلك سيخسر اطفالك مستقبلهم
ولن يصبحوا اعلاما في المجتمع يشار لهم بالبنان كما تحلم، ولن يكون بينهم مثل علي الوردي او عبد الجبار عبد الله أو الطبيبة نزيهة الديلمي أول وزيرة في الشرق الاوسط.
عزيزي المواطن الفاسد،
لا تأمل خيرا بالكهرباء، ستبقى عليلة مثل بدنك الذي تعشعش فيه الامراض، ومثل عقلك المهوس بسرقة ما تصل اليه يديك من أمبيرات، ولا تحتج على أصحاب المولدات، فهم سيعالجون ازمة الكهرباء ويأخذون منك ما يشاؤون من دينار ودولار.
عزيزي المسؤول الفاسد،
أسرق ما شئت من أموال، من ذهب وفضة ودينار ودولار، ولكن اترك للمواطنين ما يسد رمقهم، لا تتركهم على قارعة الطريق، دون ماء وكهرباء وتهرب الى بلدان العم سام وابو ناجي والخيام، لا تهرب بالمال والبنين وتترك أبناء وطنك دون سند يعانون الجوع والمرض والهوان.