عائلة حكمان وكريم ورحيم ابناء فارس الربيعي

ولد كريم في بغداد عام 1930 في مندلي، ولديه أخوان الاكبر النقابي حكمان والأصغر رحيم، وعاشوا في ظروف عائليه صعبة حيث توفي والديهما وهم صغار، مما اضطروا للعمل وهم في عمر الصبا وسكنوا في عكد الاكراد في العاصمة بغداد وتزوج حكمان من امرأة كردية فيلية احسنت التعامل مع اخوته.

وعاش بالقرب من الوطنيين والشيوعيين بحكم ان أخاه الكبير حكمان اشترك في اضراب كاوباغي وكان له دور متميز، مما اثرت عليه حياة أخيه ونضاله فانتمى للحزب الشيوعي العراقي في نهاية الاربعينيات واشترك في وثبة كانون 1948 وقد اعتقل عدة مرات وسجن في نقرة السلمان والحله وبعقوبة والكوت وسجن بغداد المركزي. وقد تعلم القراة والكتابة في السجن حيث لم يدخل المدرسة. أقرب الاصدقاء لكريم كان المناضل المعروف زكي خيري حيث تعرف عليه في السجن..

كلف من قبل الاتحاد العام  لنقابات العمال بعد ثورة تموز 1958 بالذهاب الى مدينة مندلي لتأسيس نقابة خاصة بالخياطين كونه عامل خياطة و اصبح سكرتير لها.

 كما اعتقل زمن الجمهورية 1961 عند رفعه مع زملائه شعار السلم في كردستان حيث وضع في السجن ثلاث سنوات.

اما رحيم فقد اشترك في الوثبة وجرح إثر اطلاقة في الرجل وبعد صدور القاء القبض عليه فر الى كويسنجق وقد تزوج من بنت أحد القضاة المعروفين  وبقي حوالي خمس سنوات هناك .

اما حكمان فارس فهو احد القيادين في الحركة العمالية كونه عامل نفط. شخصية سياسية عراقية من مواليد 1928 مندلي/محلة قلعة جميل بگ. أكمل دراسته الابتدائية في مندلي ومالبث ان ارتحل الى العاصمة بغداد ليكمل دراسته الثانوية فيها. ويشير الكاتب المعروف عزيز سباهي، كما برز من بين صفوف الحركة النقابية نقابيون نشيطون انضموا الى الحزب ونشطوا في الصفوف الاولى منه امثال جاسم يحيى(النسيج) وكليبان صالح العبلي (الميكانيك) ومحمد غضبان والاخوة زامل وحيدر وعبد الله حاتم (السيكاير) وطه حسين (المطابع) وكريم فارس (خياطة) وحكمان فارس(نفط) وناصر عبود وعلي شعبان (البصرة). وقد خاض العمال اضرابات عمالية جريئة، ولجاؤا في بعضها الى الاعتصام في المعامل، كتلك التي حدثت في معامل السيكاير. ويشير ايضا الكاتب ريسان حسين الى أن موقف الأحزاب الوطنية وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي العراقي موجها" مؤيدا" ومساندا" لمطالب العمال وان اغلب قادة الإضراب هم من الشيوعيين من أمثال (حنا الياس، وحكمان فارس، وجميل حنا، وجليل خضر، ويعقوب حنا، وناصر شمعون، والياس ابو خضر، والحاج ابراهيم، وادمون بشير، وزين العابدين دوزلاوي، وبشير اصطيفان، ومحمد رشيد. صديق الحزب الشيوعي.. وعن نتائج الإضراب أشار بهاء الدين فرج قائلا: رغم ما أصاب العمال واستشهاد وجرح أعداد منهم لكن إصرارهم على مطالبهم الـ(7) رضخت إدارة الشركة بتعديل الأجور من 80/ 140 فلساً والبدء ببناء دور سكن للعمال وتهيئة وسائل نقل وإيقاف عملية الطرد الكيفي.

يعد اضراب كاورباغي علامة مضيئة في تاريخ الحركة العمالية العراقية لانه جاء بعد سلسلة اضرابات قام بها العمال في السكك والميناء، وكان لتنظيمات الحزب الشيوعي دور كبير في هذه الاضرابات

وبعد نشوء التجمع العمالي الكبير في شركة نفط العراق المحدودة وملحقاتها و(خطوط الانابيب) ونظرا لإصرار الشركة على عدم اعطاء العمال حقوقهم ومنها تأسيس نقابة عمالية، اذ كان عدد العمال آنذاك عام 1946 (12753) فان الظروف كانت مهيأة للقيام بالاضراب، خصوصا ان تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في الشركة، كان لها دور كبير في بلورة الوعي الطبقي عندهم، ومنها تأسيس النقابة وكان يقود هذه الخلايا النقابي حنا الياس وهو من قادة اضراب عمال السكك سابقا ويعاونه حكمان فارس الربيعي، وافشلت الشركة الحملة من اجل تأسيس النقابة وتحقيق هدفها اذ قررت تأسيس لجنة عمالية داخلية في 13 حزيران 1946 وهذه اللجنة تحت اشراف مدير الشركة مستر «تود» وقد جرى نوع من الانتخاب الجزئي لهذه اللجنة ومع هذا فاز خمسة من الشيوعيين والديمقراطيين من اصل خمسة عشر مقعدا وكان حنا الياس الشخصية الشيوعية احد اعضاء هذه اللجنة وكان واضحا ان هذه اللجنة طالما هي تحت امرة ادارة الشركة فأنها تهدف الى شل نضال العمال في سبيل المطالبة بحقوقهم الاساسية. وفي 13 حزيران وفي اليوم نفسه تجمع قرابة 500 عامل في مقهى «حمه طوبال» المحلي الواقع قرب سوق الهرج وتحدث إليهم النقابي حنا الياس وشرح لهم مهام اللجنة وبعد ذلك قرر العمال الاتفاق على لائحة لمطالبهم.

قبل ثورة تموز 1958

يقول القائد الشيوعي ثابت حبيب العاني، في ليلة 12-13/7/1958، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على النقابي حكمان فارس. وكان حكمان فارس أحد المسؤولين عن تنظيمات الحزب في المجال العسكري، أي التنظيم الذي كان مكلفاً بعملية الأعداد للثورة. وكان حكمان فارس يحمل عند اعتقاله مواد للطبع في جريدة "حرية الوطن" لسان حال "اللجنة الوطنية لاتحاد الضباط والجنود". كما أُلقي القبض على الرئيس فاضل البياتي المسؤول عن قاطع مهم من تنظيم الحزب العسكري، وعلى حمزة سلمان المرشح للجنة المركزية. وكان لصمودهم واحتفاظهم بأسرار الثورة أثر كبير في تفادي كشف الحركة التي ستطيح بعد يومين بالحكم الملكي. إلاّ أن هذا الحادث عرقل وأوقف حركة إبلاغ جميع الشيوعيين العسكريين، وأضعفت في النهاية مساهمة العديد منهم في الثورة في ساعاتها الأولى. وفي اليوم التالي أي بتاريخ 13/7/1958، لم أستطع ايصال التوجيهات إلى الجميع وتوزيع كل المناشير. وكان لي في حينها موعد مع مسؤول المثقفين وكان عليّ الاتصال بالشهيد محمد الجلبي، ولم يتسن لي ذلك. ولذلك لم استطع إبلاغ خط المثقفين بالتوجيهات. واقتصر إيصال التوجيهات إلى تنظيم الكاظمية وإلى تنظيم الطلبة في بغداد.

وبعد تلك الاحداث، فقد رفض النقابي حكمان فارس العودة الى نشاطه الحزبي والنقابي بعد ثورة تموز برغم طلب الرجوع من قيادة الحزب له في اكثر من مرة. هاجر الى الاردن حيث توفي في عمان في 16/كانون الثاني عام2007.

المصادر

حديث مع فارس كريم فارس (ابو حياة)

موقع مندلي بيتنا

ريسان حسين – اضراب عمال كاورباغي دروس وعبر- موقع الطريق تموز 2013

صفحات من السيرة الذاتية ثابت حبيب العاني ص 206

عرض مقالات: