فجر الخميس 20 اذار 2003 وفي الساعة الرابعة أمطرت القوات الأمريكية بغداد بالصواريخ مستهدفة عددا من البنى التحتية ومباني مدنية. أعقبها قيام القوات الأمريكية وقوات التحالف من بريطانيا واستراليا بمحاولة التوغل من جنوب العراق باتجاه بغداد.

أطلقت الولايات المتحدة على هذه الحرب تسمية "عملية تحرير العراق" ومدعية مساعدة العراق في بناء الديمقراطية وتخليص العراق من صدام حسب تصريح بوش.

وبالرغم من احتجاج ملايين الناس في الكثير من انحاء العالم واوربا ومن ضمنها السويد ضد الحرب، وبالرغم من رفض مجلس الأمن في الامم المتحده على اعطاء الموافقة واسناد الحرب، قامت امريكا بالرغم من ذلك بشن حربها على العراق.

الكل يتذكر قبل قيام الحرب بعدة أشهر كيف أن امريكا قامت بالدعاية للحرب "البروبوكاندا" وكذلك الصحافة بالترويج لإشاعة أن العراق يملك اسلحة الدمار الشامل، وهذا يعتبر تهديدا لامريكا والغرب والعالم، بالضد من تصريح مراقبي الامم المتحده من ضمنهم السويدي هانس بلكس بان العراق لا يملك اسلحة دمار شامل.

الاحتلال الامريكي للعراق فتح الابواب على مصراعيها لدخول المنظمات الارهابية إلى العراق مثل القاعدة لبناء خلايا ارهابية في العراق. وقبلها يتذكر الجميع ما جرى من أساليب التعذيب والاعتداء على السجناء في سجن ابو غريب من قبل الامريكان وكذلك ضرب الفلوجة باليورانيوم والفسفور الأبيض.

قوات الاحتلال لم تحم حدود العراق مما أدى إلى قيام هذه المنظمات الارهابية بممارسات وحشية راح ضحيتها عشرات الالاف من المواطنين، والجميع يتذكر كيف قام الانتحاريون بنسف أنفسهم بين الناس في الأسواق المزدحمة وفي المدارس والجوامع والكنائس وحتى في الطرق العامة.

حسب القوانين الدولية ومجلس الامن الدولي كان من واجب امريكا وحلفائها ليس فقط محاربة الارهابيين وانما ايضا حماية المواطنين العزل والبنى التحتية للعراق. لكن امريكا وقوى التحالف لم يقوموا بحماية العراق ومواطنيه.

 ومن تداعيات الاحتلال تبني حاكم العراق الأمريكي بريمر نظام المحاصصة وتوزيع السلطة بين السنة والشيعة والاكراد: كما قامت امريكا بتسليم العراق إلى إيران على طبق من فضة.

لقد مضى على الاحتلال 20 عاما والوضع من سيء إلى أسوأ والعراق لا زال يعاني من النقص الحاد في الكهرباء والماء وقلة الخدمات.

إن صدام الدكتاتور لم يكن وحده عبئا على العراق وانما امريكا وادارتها أيضا.

أتذكر تماما هذا اليوم قبل 20 سنة وكأنه يوم أمس عندما شاهدت في التلفاز كيف كانت بغداد تحرق أمام عيني، كانت لحظات مرعبة لكل عراقي شاهد مثل هذه المناظر، مناظر حرق مدينته التي ترعرع وشب فيها. لم يبق لي اي شيء يذكر في العراق لا أهل ولا أقارب ولم أملك اي شيء سوى الذكريات والتي أود الحفاظ عليها جميلة دون ان تشوه إذا قمت بزيارة العراق ومشاهدة ما آلت عليه الامور وسوء أوضاع الناس هناك. بغداد لا زالت أجمل مدينه بالنسبة لي وسأظل احتفظ بذكرياتها حتى آخر نفس لي. 

 

عرض مقالات: