عقد البرلمان السويدي يوم الاثنين 17 أكتوبر الساعة الحادية عشر جلسة لمنح الثقة لحكومة اليمين واليمين المتطرف، وقد صوت 176 نائبا بنعم لمنح الثقة لرئيس الوزراء الجديد زعيم حزب المحافظين اولف كريسترسون فيما صوت 173 نائب من قوى اليسار ضد منح الثقة، وقالت زعيمة حزب الوسط قبل التصويت وإثناء خطابها امام البرلمان، أننا نصوت لسياسة أكسون، فيما قالت زعيمة حزب اليسار اننا نصوت الى سويد أكثر فقرا كل يوم، وبعد انتهاء جلست البرلمان عقد رئيس الوزراء المكلف مؤتمرا صحفيا في البرلمان السويدي اشار فيه أنه سوف يبدأ العمل صباح غدا ويضع اللمسات الاخيرة على تشكيلته الوزارية، ويعرف التحديات والصعوبات التي سيواجهها في الاربع سنوات القادمة وسوف يسعى الى تنفيذ الاتفاق ومعالجة المشاكل خارج الاتفاق، ويعمل مع القوى التي لديها مشتركات معه من خارج الائتلاف.
ومن الجدير بالذكر أن قادة احزاب اليمين واليمين المتطرف توصلوا في ليلة الاثنين 10 أكتوبر الماضي، إلى اتفاقية في أقبية القرن السادس عشر بقلعة تيدو خارج مدينة فستروس، وبعد مباحثات شاقة صعبة، حيث ظلت المفاوضات مستمرة حتى الساعة الثانية أو الثالثة صباحًا.
لقد جرت المفاوضات حول الحكومة بسرية تامة بين اليمين واليمين المتطرف في دهاليز قلعة تيدو ولم يُتسرب منها سوى القليل للجمهور، لكن في الأفنية الخلفية استمر العمل المحموم للتوفيق بين الأطراف الأربعة التي لديها مناهج مختلفة تمامًا في العديد من القضايا.
ولكن في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة حيث تم ابرام صفقة كما يسميها القوميون المتطرفون من حزب الديمقراطيين السويديين وقعها قادة الاحزاب الاربعة، أولف كريستون رئيس حزب المحافظين وابا بوش رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي ويوهان برشون رئيس الحزب الليبرالي وجيمي أوكسون رئيس حزب الديمقراطيين السويديين، وجرى الاعلان عنها في المؤتمر الصحفي يوم الجمعة 14 أكتوبر الماضي في البرلمان السويدي.
وتم تحديد في الاتفاق المكون من 62 صفحة وسبعة بنود وملحق الميزانية، المجالات السياسية الأكثر صعوبة والمسائل الخلافية بين الاطراف، ووفقًا لمصادر الجريدة المسائية (افتونبلاديت)، كانت هناك عدة عقدة يصعب حلها حيث لم يرغب الديمقراطيون السويديون في البداية في قبول حصول حزب الليبراليين على مناصب وزارية ما لم يحصلوا هم ايضا عليها.
وكذلك كانت هناك خلافات جدية حول سياسة الهجرة، حيث كانت النتيجة النهائية أن الديمقراطيين السويديين فرضوا برنامجهم الانتخابي الخاص بسياسة الهجرة والاندماج بالكامل حسب ما جاء بتصريح جيمي اكسون زعيم حزب الديمقراطيين السويديين في المؤتمر الصحفي.
وجرت مناقشات حول صناديق تعويض العاطلين عن العمل وتخلى المحافظين عن مقترح خفضها بعد حصول الديمقراطيين السويديين على تنفيذ سياستهم في مجال الهجرة خوفا من تفاقم الازمات الاجتماعية.
وقد قدم أولف كريسترسون في المؤتمر الصحفي في مقر البرلمان السويدي بحضور قادة الاحزاب الاربعة عرضا موجزا لبرنامج حكومته الليبرالية !!!و المكونة من اليمينيين المعتدلين والديمقراطيين المسيحيين والليبراليين بدعم من الديمقراطيين السويديين ، ووفق اتفاقية تيدو فان قادة الاحزاب الاربعة سينتهي بهم المطاف الى المناصب الوزارية والمكاتب الحكومية في الحكومة الجديدة و في الاخبار الصباحية للقناة الرابعة السويدية ، تجيب إيبا بوش رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي عن المنصب الوزاري الذي سوف تشغله بأنها تستطيع القول سوف تخبرهم حينما يحين ذلك في اشارة ضمنية على حصولها منصب وزاري في الحكومة الجديدة .
وتعتقد رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها وزعيمة الحزب الاشتراكي ماغدالينا أندرسون في لقائها مع قناة الجريدة المسائية على اليوتيوب، أن سياسات الحكومة اليمينية القادمة سوف تؤدي الى خطر ارتفاع التضخم وارتفاع معدلات الرهن العقاري وان السويديين يصبحون أكثر فقراً ، بينما يوجد في الوقت نفسه نقص في التمويل للمدارس والرعاية الصحية ورعاية المسنين ، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف في المستقبل، وتعتقد أندرسون أن المشاكل الداخلية للأحزاب الاربعة أكثر من مشاكل السويد ، وتواصل حديثها عن الاتفاق فيه الكثير عن النفقات ، لكن لا شيء عن مصادر التمويل ، ووفقًا لأندرسون ، من الواضح من الذي يسيطر على الحكومة جيمي أكيسون . وتضيف أندرسون إنها لا تزال منفتحة على التعاون مع الأطراف الأخرى. ويتبين من حديث زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أنها لازالت تأمل في عودة اللبراليين للتعاون معها في تشكيل حكومة ائتلافية من اليمين واليسار!!!
وبعد المؤتمر الصحفي للأحزاب اليمين واليمين المتطرف عقد رئيس مجلس النواب أندرياس نورلين الجمعة 14 أكتوبر مؤتمرا صحفيا في مبنى البرلمان السويدي حول الخطوة التالية في عملية التكليف الوزاري ، بعد أن قدمت الكتلة اليمينية وثائقها الحكومية في وقت سابق من يوم الجمعة وبحضور رئيس الوزراء المكلف اولف كريسترسون زعيم حزب المحافظين واشار في المؤتمر الى ان المدة الاولى لتكليف هي 37 يوما ويمكن ان تمدد الى 103 يوما وللحصول على الثقة في البرلمان يحتاج المكلف الى تصويت 175 مندوبا وحصل اليمين المطرف الانتخابات على 73 مقعدا مقابل 68 للمحافطين و19 للديمقراطيين المسحيين و16 لليبرالين وهي اغلبية هشة 176 مقعدا مقابل كتلة اليسار 173 مقدا بزعامة الاشتراكين الديمقراطيين الذين حصلوا على 107 مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان 349 مقعدا .
فيما صرحت زعيمة حزب الوسط آني لوف معتبرة الاتفاقية مع حزب الديمقراطيين السويديين بأنها هزيمة للديمقراطية وتحطم الليبرالية ، حيث يعمل الحزب على تنفيذ كل سياسته المتعلقة بالهجرة و مكافحة الجريمة و تقول إن هناك الآن حملا ثقيلًا على أكتاف أولف كريسترسون للمضي قدمًا عندما يتعين عليه الجلوس في حضن الديمقراطيين السويديين لتشكيل حكومة بـأرض الانهيار الليبرالي ومنذ سنوات عديدة يتحدثون عن الحاجة إلى تحول برجوازي ليبرالي في السلطة ولكن اتفاقية أكتوبر ، أو النير كما أختار أن أسميها ، سوف ترمي بثقلها على اللبرالية البرجوازية عندما يتعين عليهم إدارة سياسات الديمقراطيين السويديين ، وإنها قلقة للغاية بشأن التسوية السياسية التي توصلا إليها ، وعن كيفية تنفيذ السياسة المتعلقة في الإصلاحات من أجل الأمن والمناخ والطاقة .
ويظهر البرنامج الحكومي الذي اتفقت عليه الأحزاب اليمينية واليمين المتطرف معاداة المهاجرين وتشجيع الكراهية في المجتمع من خلال انتهاج سياسة هجرة أكثر صرامة عبر تقليل عدد قبول اللاجئين من 6000 الى 900 ووضع شروط صعبة لتجنس تصل مدة 8 سنوات وتسهيل عملية الترحيل وسحب الجنسية والإقامة المؤقتة والدائمة للأبسط المخالفات، وربط الجريمة المنظمة بالمهاجرين ووضعهم في معسكرات خاصة ومعزولة خارج المدن لحين البت في قضاياهم مع وضع شروط صارمة وصعبة لعملية لم شمل العوائل وإزالة الاستثناءات وتكاد تكون مستحيلة مع تحميل اللاجئين جزء من تكاليف معيشتهم اثناء التواجد على اراضي السويد وسحب الجنسيات المزدوجة ووضع الحد الادنى للمساعدات مع حجب الكثير منها فيما يتعلق في الصحة والسكن والمساعدات الاضافية ، ويرى رئيس الحزب اليميني العنصري المتطرف (حزب الديمقراطيين السويديين ) جيمي أوكسون، أنها نقلة نوعية في سياسة الهجرة والاندماج السويدية .
ويقول ماركوس أوسكارسون، الخبير السياسي في TV4، إن هذه نجاحات كبيرة جدًا لـحزب الديمقراطيين السويديين، وتقول المتحدثة باسم حزب البيئة السويدي في لقاء مع قناة الجريدة المسائية الاخبارية، مارتا ستينيفي يوم الجمعة 14 أكتوبر، انه يوم مظلم سجله التاريخ في السويد، إنها ضربة قاتلة ضد العمل المناخي في السويد، وأيضًا ضد برامج توفير فرص عمل ومكافحة الفقر ورعاية الأطفال. وإنها قلقة من أن الحكومة الجديدة سوف تمضي قدما بالمقترحات المتعلقة بالانبعاث الحراري وسوف تكذب حينما تقول انها ملتزمة باتفاقية باريس للمناخ.
وصرحت ايضا زعيمة حزب اليسار نوشي غولدستار الى قناة الجريدة المسائية عن توقعاتها حول حكومة اليمين، قائلة لقد جلسوا في قلعة ووافقوا على منح المزيد من المال لأصحاب المليارات بينما كانوا يتخذون إجراءات صارمة ضد أولئك الذين يكافحون بالفعل، وكشف الديمقراطيون السويديون عن أنفسهم على أنهم حزب القضية الواحدة. الآن يمكن للجميع أن يرى أن الشيء الوحيد الذي يهتمون به حقًا هو تقسيم المجتمع وتحريض المجموعات ضد بعضها البعض. تم الدفع بالمقترحات التي لديهم بشأن استهداف اللاجئين، وذبح المساعدات وتقويض اليقين القانوني في الاتفاقية. لكن حديثهم عن زيادة المعاشات التقاعدية وتحسين الرفاهية وتقوية الأنظمة الأمنية لم يرق إلى مستوى كبير وما تحصل عليه الحكومة اليمينية في المقابل هو الإرادة الحرة لمحاباة الأغنياء وضرب ذوي الدخل المنخفض، بالنسبة لنا في حزب اليسار سنكون معارضة حادة. يجب يعرف كل شخص في جميع أنحاء البلاد من هو المسئول عند إغلاق المركز الصحي أو فصل المعلمين من المدرسة. يجب أن يعلم الجميع قد أعطى حزب الديمقراطيين السويديين وأحزاب اليمين الأولوية لخفض الضرائب لأولئك الذين لديهم أكثر من غيرهم.
وأحدثت اتفاقية القلعة ردود واسعة داخل حزب اللبراليين حيث قالت زعيمة الحزب السابقة ماريا ليسنر لـ SVT إنها بكت حينما اطلعت على الاتفاقية ‘وقالت احدى زعيمات الحزب التاريخية وممثلته لعدة دورات في البرلمان باربرو ويسترهولم (89) - لقد صدمت للتو. لم أبك، لكن ربما سأفعلها الليلة.
وحينما سألتها الجريدة المسائية ما الذي تريد التفكير فيه؟ هل ستغادر الحزب؟ - نعم ، هذا يعتمد على كيفية استمرار الامور ، وتقول باربرو ويسترهولم إنها فكرت في الاتفاق بين أحزاب اليمين يمكن قبوله، ولكن الاتفاق مع اليمين المتطرف ثمنه باهظ للغاية، ويتعارض مع سياسة اللبراليين حول حقوق الإنسان وضد التمييز بجميع أشكاله. وهي تنتقد بشدة سياسة الهجرة لأحزاب اليمين التي اتفقوا عليها. وتشير إلى أن السويد كانت داعمة قبل مئات السنين للأشخاص الذين يأتون من بلدان أخرى طلبا للجوء.
كما رفضت منظمة الشباب اللبراليين الاتفاقية والتحالف مع اليمين المتطرف وطالبت بعدم التصويت الى اولف كريسترسون. وكتبت الصحفية المخضرمة لينا ميلين في الجريدة المسائية ذات الميول اليسارية مقالة تحت عنوان: لا تنخدع - أكيسون يقرر في اشارة الى صفقة القلعة والدور الذي لعبه زعيم اليمين المتطرف جيمي اكسون في فرض سياسة حزبه على برنامج حكومة اليمين !!!