تجرى الانتخابات العامة في السويد مرّة كل أربع سنوات، ويحق لحوالي سبعة ملايين شخص – علما يبلغ سكان السويد حالياً أكثر من عشرة ملايين نسمه - المشاركة فيها ممارسين حقهم لا يصال من سيمثلهم في البرلمان السويدي Riksdagen ، لقد بلغت نسبة المشاركة بانتخابات يوم الأحد11 سبتمبر عام 22 نسبة 83% أما في انتخابات الماضية سنة 2014 نسبة 86% من الشعب السويدي وهذه النسب الكبيرة مميزة وغير مسبوقة وذلك:  

لثقة الشعب بالسياسيين ولأن الناخب والمرشح يحملان جينات ثقافة المواطنة الحقة وعقيدة كون صندوق الأقتراع الفيصل بين الغث والسمين ، وأني حضرت مشاهدة المناظرة على شاشات التلفزيون السويدي للأحزاب الثمانية وهم يتبادلون الحديث عن الوضع السياسي ومعطياته الحالية ورهانات المستقبل بكل شفافية وموضوعية مفعمة بالواقعية بغياب الأسلوب الديماغوجي في الخطاب السياسي والخالي من التسقيط السياسي وبدون جرح  أحاسيس وكيان الحزب المقابل بالمناظرة أنك تسمع تكرار أستعمال ( أوشيكتا ) أي من فضلك و كلمة (تكر) أي مئات التشكرات ! ، وبصراحة مؤسفة في أنتخابات وطننا الأم العراق لم نألف أخلاقيات أنتخابات العصرنة المعولمة بالديمقراطية النقية والنظيفة المعتدلة  بل للأسف ديمقراطية مُأمركة .

وهناك معروض على الطاولة أربعة انتخابات عامة هي: البرلمان السويدي (ريكسداغن) ومجلس المحافظة المحلي والمجلس البلدي والبرلمان الأوربي، والأحزاب الثمانية التي طرحت برامجها السياسية والاقتصادية والثقافية هي: الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الوسط وحزب الليبراليين وحزب المحافظين (المودرات) وحزب اليسار و الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب ديمقراطي السويد ( حزب اليمين) وحزب البيئة.

خواطرأنتخابية لمواطن سويدي في مواضيع:

-الهجرة والمهاجرون وخطاب الكراهية : يبدو أن سياسات الهجرة تسير نحو التشدد منذ 2015 وسوف تكون دائمة في المستقبل القريب وأعتقد أن تأريخ التطرف وُلِد بعد عملية أغتيال رئيس الوزراء ورئيس الحزب الأشتراكي الديمقراطي  (أولف بالما ) في 28 فبراير 1986 تغير الوضع في السويد بأرتفاع الخط البياني للخطاب السياسي المتطرف بعد فوز حزب ( سفيريس ديموكراتك )الذي يقود اليمين المتطرف وفوزه بعشرين مقعدا برلمانيا لأنتخابات 2014حيال الهجرة إلى السويد هو أن الموضوع خاضع إلى التوافق والمقبولية وبالتأكيد سوف يرفع الرقم في الأنتخابات الحالية ، وفعلا صح التوقع بحصول حزب ديمقراطيي السويد SD على6-20% من أقصى اليمين المتطرف المناهض للهجرة ،  ولم تظهر شخصية سياسية شجاعة تدين الحرب والدكتاتورية والعنصرية والفقر التي تنتج عنها ( اللجوء ) .

والملاحظ هناك تقارب كبير في توجهات المحافظين والأشتراكيين الديمقراطيين بشأن سياسة الهجرة في أستمرار الأتجاه المتشدد حيال الهجرة إلى السويد وأن البوصلة المتبعة في توجيه مؤشرها إلى المعادلة المعمول بها في السويد لهذه السياسة أن الكل يتجنب أقصى اليسار وأقصى اليمين بل يأخذون بنظر الاعتبار (الوسطية) يعني الأحزاب التي تقف في الوسط تقترب عن بعضها في موضوع عدم الرضا من الهجرة إلى السويد.

- اليوم تغييرالزمن سوف لن يبقى حزب ديمقراطيي السويد (اليميني) وحيدا على الساحة السياسية سوف نرى ماراثون أتفاق المحافظين معهُ وسوف يقود اليمين المتطرف في خلق جو الكراهيىة للأجانب بل الأبعد من ذلك ترحيلهم جميعاً لبلدانهم ولكنهم لا يستطيعون ذلك، وفعلا كانت من أبرز المخرجات في أعلان نتائج الأنتخابات ليلة أمس صحة التوقعات صعود اليمين المتطرف {حلّ ديمقراطيو السويد في المركز الثاني بنسبة 6-20%} وربما هي نتيجة مربكة ومحرجة للسلم المجتمعي وللوسيل بالذات.

2- سياسة العمل: في حصر مجموعة من الأجانب منهم من حملة الشهادات الأكاديمية في ورشة عمل (براكتيك) كالدواجن مع خليط من الأميين لتعليمهم أمورا بدائية وقد يشوب التوزيع خللا في عمل الرجل المناسب في المكان غير المناسب.

3- ملاحظة على سياسة السكن في عزل الأجانب وأطفالهم في مناطق معينة خلال صعوبة الحصول على عقد أيجار وسط السويديين علماً أن السكن بين السويديين لهُ فوائد جمّة في تعلم اللغة بسهولة وسلاسة الاندماج.

4- وملاحظة (الأكيوت) الطواريء مؤلمة ومتعبة في معاناة قضاء ليلة كاملة في أنتظار طبيب الخافر ربما من ساعة السادسة مساءاً حتى أحياناً إلى الصباح.

5- مشكلة أختطاف الأطفال من عوائلهم حتى لو كان هذا الاختطاف شرعيا من قبل مؤسسات الدولة نعم مقبولة عندما يكون من المستحيل بقاء الطفل عند ذويه عندما يكون الجو خانقاً بالعنف الأسري ولكن في أحيان أخرى يقع الطفل عند أسرة لا تقل غثاثة من أسرته الأصلية أنا لست مختصا سايكولوجيا فأترك هذا الموضوع الحساس للمختصين ليجدو بديلا للطفل الضحية المغضوب عليه.

6- مشكلة الجريمة المنظمة وحيازة السلاح وظاهرة حرق السيارات وكذلك ظاهرة سرقة المحلات تحت تهديد السلاح.

7-على العموم واجهت الناخب السويدي في الانتخابات التشريعية هذه المرة قضايا مهمة بعضها ساخنة:

-الآقتصاد السويدي أي الوضع الأقتصادي القائم حاليا في السويد مثل:

- التضخم العالمي

- أزمة الطاقة

- الهجرة إلى السويد

- قوانين رعاية الأطفال

- سوق العمل والسكن

- التعليم والأندماج

- الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية

كاتب وباحث عراقي مقيم في السويد

كتب في أيلول 2022

عرض مقالات: