الانقسام السياسي الكوردستاني أضر بإقليم كوردستان أيما ضرر وخاصة الجماهير الكوردستانية التي عانت من تسلط هؤلاء القادة وتعنتهم وإستخدام هذه الجماهير كوقود لحروبهم العبثية كما حصل أبان اندلاع حرب الاقتتال الداخلي بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني سنة 1996 ولم تتوقف هذه الحرب الذي كان ضحيتها أكثر من ثلاثين ألف بين قتيل وجريح ومعوق ومفقود ، لم يتوقف إلا بتدخل الولايات المتحدة الامريكية متمثلة بوزير خارجيتها ( مادلين أولبرايت ) التي أمرت قادة الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي بالقدوم إلى واشنطن وأجبرتهم على المصافحة والصلح وكلنا شاهدنا ذلك على شاشات التلفاز .

والآن الوضع الحالي لا يختلف كثيرا عن الماضي حيث تقوم بهذا الدور (بلاسخارت) ممثلة الامم المتحدة في العراق فعقدت لقاء يجمع كل قادة الاحزاب الرئيسية في إقليم كوردستان وهددتهم بأن كيان الإقليم على حافة الهاوية مالم يبادر الحزبين الرئيسين إلى حلحلة الاوضاع الراهنة والاتفاق فيما بينهم حول مرشح لرئاسة العراق حتى تتمكن العملية السياسية في العراق إلى المضي قدما.

نسرد ما قالته بلاسخارت (حذرت من مخاطر انهيار كيان إقليم كوردستان ودفعت القوى الكوردية إلى الجلوس على طاولة الحوار للبحث في حلول الازمة السياسية).

وكانت بلاسخارت قد أشرفت على اجتماع عقد في 26 مايو الحالي في مكتب البعثة الاممية في أربيل وبحضور قادة الاحزاب الكوردستانية بوساطة من الامم المتحدة والبحث في أزمة الانتخابات في الإقليم والمخاطر المحدقة بكيان الإقليم، وحثت بلاسخارت القوى على وقف الخلافات وخوض انتخابات شفافة).

وهناك اجتماع آخر بين نجيرفان برزاني وقادة الاتحاد الوطني عقد في السليمانية للاتفاق على مرشح لرئاسة العراق، ولكن دون جدوى الحزبان الرئيسيان كل متمسك بمرشحه ولا يتنازل للأخر ، ولا يهمهم ماذا يحصل للجماهير الكوردستانية بل العناد والتشبت بالرأي اهم عندهم من الالتفات إلى مطالب الجماهير الكوردستانية في حياة حرة أمنة وسعيدة ،  وخاصة في ظل  الاوضاع الاقتصادية العالمية التي تتجه إلى التضخم وإلى المجهول والضبابية  في رؤية المستقبل الاقتصادي  مع استمرار الحرب بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا وما قد يؤدي إلى كارثة عالمية .

وحذرت المبعوثة الاممية من (عدم إجراء القوى المتنفذة إصلاحات لان الإقليم بذلك سيواجه مخاطر حقيقية وقد لا يستمر هذا الكيان).

وحذرت بلاسخارت (من تعمق الانقسام السياسي في الإقليم ودعت إلى إنهاء حالة الانقسام المناطقي) وتزامن موقف بلاسخارت مع تصريحات للسفير الامريكي ماثيو تولرحذر فيها الاطراف من أخطار تهدد كيان الإقليم.

وفي السياق نفسه دعا بافل طالباني في تصريح له أن رئاسة الإقليم والحكومة ليست (طابو) للحزب الديمقراطي الكوردستاني.

هذا مما قد يؤجج الصراع بين الحزبين الرئيسين أكثر مما هو عليه الآن، وكل هذا الصراع هومن أجل الاستحواذ على المناصب والاموال.

ونحن نقول للمبعوثة الاممية هؤلاء القادة لا يؤمنون بالحوار والديمقراطية، بل اجبروهم على الحوار والتنازل لبعض حتى تمضي العملية السياسية بنجاح.

عرض مقالات: