في عيد المرأة للعام 2022 حيث نساء العالم تحتفل باستقلالها والاعتراف بها ككائن كامل الأهلية، لا تزال المرأة العربية وتحديدا المرأة العراقية تعاني الأمرين في حياتها، فلا قانون ينصفها ولا مجتمع يرحمها.

في العام 2022 لا تزال المرأة العراقية تقاتل من اجل سن قانون يحميها من العنف الأسري، وتحاول جاهدة تفعيل دور إيواء آمنة لها ولأطفالها.

لا تزال المرأة العراقية تعاني من زواج القاصرات وادخالها عالم الامومة وهي لا تزال بحاجة الى عناية امها، فيتم تعنيفها اللفظي والجسدي ضمن علاقة زوجية مريضة غير متكافئة.

لتجد نفسها تشد الرحال صوب عائلتها التي لا تستقبلها لكون (المرأة لبيت زوجها) وفي أحسن سيناريوهات حياتها سيتقبل أهلها طلاقها بعد ان تصاب بعاهة مستديمة وجروح لا تندمل في روحها وقلبها في ظل المادة 41 التي تبيح تأديب الزوجة والأطفال.

لتكمل مسيرة حياتها بين المحاكم واهانة موظفي دوائر التنفيذ وابتزازها جنسيا وماديا مقابل إجراء معاملات رسمية اعتيادية. ويستمر سيناريو الرفاهية في دائرة الرعاية الاجتماعية حيث تحصل الارملة والمطلقة التي لا تملك عملا ولا مصدر رزق على 125 ألف دينار عراقي قبل الاستقطاعات التي تنهال عليها بسبب أخطاء لموظفين لا يفقهوا من القوانين شيء.

تحتفل المرأة العراقية بعيدها وهي مغتصبة ايزيدية، معنفة منزلية، ام طفلة لأطفال اخرين، مشوهة الوجه بالتيزاب من عريس رفضت الزواج منه، طفلة تم اغتصاب طفولتها على يد منتسب في القوات الامنية، ولا ينتهي احتفال المرأة العراقية بالتحرش بها في الأماكن العامة.

في العام 2022 ولا يوجد قانون واحد يقيد سلطة الوالي والقوام ويعطي الفتاة السماحية بالاختيار بين الدراسة أم البقاء في المنزل.

تحتفل المرأة العراقية مع معاهدة سيداو التي يفترض ان تكون هي المعاهدة التي تحميها من التمييز الجندري بوجود كمية هائلة من التحفظات التي تجعل هذه الاتفاقية لا تساوي ثمن الورق والحبر الذي استخدم لكتابتها لتكون طعنة أخرى في ظهر الإنسانية واتفاقيات حقوق الإنسان.

ومع كل الخروقات لحقوق المرأة وأنواع الانتهاكات بحقها، يحاول البرلمان العراقي قتل آخر ما تبقى من كرامة المرأة المذبوحة بمحاولة إقرار قانون يسلب الام حضانة صغيرها إثر طلاقها أو ترملها!

هل تستحق المرأة العراقية كل هذه الاهانات؟ هل تستحق المرأة العراقية إسقاط التهم عن مغتصبها إذا قرر المجرم الزواج من ضحيته؟

هل يستحق عيد المرأة الاحتفال به؟ واي امرأة ستحتفل؟ وما الذي يدعونا لتبادل التهاني في عيد لا يتعدى كونه كذبة اخرى نتناولها لتعزية بعضنا البعض..

عرض مقالات: