بين الحين والأخر يطل علينا بعض الناقدين واللائمين لموقف الحزب الشيوعي العراقي من التحالفات الانتخابية المزمع اجراؤها في ايار القادم ، وينقسم المنتقدون الى فريقين الأول ينتقد من موقع العداء التاريخي والحقد الطبقي للشيوعية ممثلة بحزبها الشيوعي  العراقي ذي التاريخ النضالي العريق الحافل والزاخر بمختلف اشكال النضال دفاعا عن حقوق الكادحين عموما وهناك يصطف المهاجمون الهلعون والمرتجفون من ان يحقق الحزب نجاحا انتخابيا قد يزعجهم تحت قبة البرلمان، هؤلاء  الناقدون الناقمون لا تنفع معهم المناقشة فمواقفهم محسومة انطلاقا من مواقعهم الطبقية الاستغلالية المعادية للطبقات الكادحة المعدمة.

ما يهمنا هنا هو مناقشة المنتقدين واللائمين الحريصين على الحزب وتاريخه وامجاده النضالية البطولية والذين ينطلقون من دوافع مختلفة منها مثلا فشل التحالفات السابقة وتبعاتها المضرة تنظيميا وسياسيا وهذا يدفع الحريصين على الحزب من المطالبة بالتأني في تحديد خياراته في مسألة التحالفات .. وهنا لابد من التأكيد ان التحالفات السياسية المرحلية تكفل للمتحالفين الاستقلال الفكري والسياسي والتنظيمي ولا يعني الاندماج ويترك تطور التحالفات ورقيها في أهدافها المستقبلية رهنا بتحقيق الأهداف المرحلية بغية الولوج والتقدم الى اهداف جديدة تنسجم مع التطورات اللاحقة ، هؤلاء المنتقدون لسياسة الحزب في تحالفاته جلهم من رفاق الحزب القدماء واعدادهم ليست بالقليلة ومع انهم غير مرتبطين تنظيميا ولكنهم ثابتون فكريا وايديولوجيا ويشكلون مع جماهير الحزب الواسعة سياجا متينا يؤازر الحزب ويرفده بالقوة والاسناد ويدعمه في الملمات والشدائد واثناء المنعطفات.

ترى هل يمكن تجاهل هذه الاصوات الحريصة على الحزب  ؟ طبعا لا، اذن لابد من مخاطبتهم ومناقشتهم وطمأنتهم بان موضوعة التحالفات السياسية مسألة محورية في العمل السياسي لحزبنا وان لكل مرحلة سياسية شكلا من التحالفات ذات الاهداف المحددة مرحليا وان التحالفات السياسية لا تعني التطابق فكريا او ايديولوجيا.. ومن هنا فالحزب الشيوعي يتحالف في هذه المرحلة مع الذين يشاركونه الحد الأدنى في المواقف النضالية المشتركة التي تصب في انقاذ المجتمع من سراق المال العام وافقار الناس المعدمة وتجويعها والقضاء على المحاصصة الطائفية وتقديم الفاسدين للقضاء كي ينالوا القصاص العادل جراء ما اقترفوه من جرائم يندى لها الجبين واسترداد الأموال المنهوبة وإعادة اعمار البلد المخرب وتهيئة الظروف الإنسانية في الحياة الحرة الكريمة لهذا الشعب الجائع وكذلك اعمار الدولة مؤسساتيا واقتصاديا ومجتمعيا ، ومن الطبيعي ان يفتش الحزب عن القوى التي تشاركه أهدافه في هذه المرحلة تحديدا وان تبدي القوى المراد التحالف معها استعدادا تاما للمضي في الالتزام والتنفيذ لهذه الأهداف، وبما ان الأحزاب المنضوية تحت تحالف سائرون قد اشتركوا في اعمال نضالية ميدانية مشتركة فما المانع من تجسيد تلك الاعمال الكفاحية المشتركة في تحالف مرحلي قد يتطور  ويتجذر في تحالفات مستقبلية واعدة .

عرض مقالات: