للإجابة على هذا السؤال علينا إستقراء المشهد السياسي العراقي والكوردستاني في الآونة الاخيرة، لقد كانت المعارضة متمثلة بحركة التغيير والجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي قوية قبل أن ينصب لها فخ المشاركة في الحكومة الائتلافية التي اقترحها مسرور برزاني، بحيث ابتعدت المعارضة الكوردستانية رويدا رويدا عن نبض الشارع الكوردستاني ومشاركة هموم وألام الجماهير  ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة لها، لقد اكتشفنا هذا الفخ السياسي متأخرا قبل الانتخابات العامة، وان كنت في البداية مع الدخول في الحكومة الائتلافية لمسرور برزاني اذا كان  ذلك لصالح الجماهير الكوردستانية العريضة وبالامكان حلحلة بعض الامور وكما كان يدعي رئيس الحكومة الائتلافية انه مع الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي شفهيا  وبعد ان بدأ يتمادى في التسويف والمماطلة في عملية الاصلاح كما أدعى دون تطبيق اي شئ يذكر على الارض ، لذلك كتبت مقالة تنادي وتطلب من المعارضة الكوردستانية وخاصة حركة التغيير الانسحاب من الحكومة الائتلافية لانه فخ سياسي وعلينا الانضمام الى الشارع الكوردستاني وقيادة الجماهير الكوردستانية العريضة، ولكن دون جدوى لم يسمعوا لصوت المخلصين، وأثروا البقاء في حكومة ائتلافية لم تف بوعودها الزائفة .

هذا الايثار في البقاء في سلطة ائتلافية تخدع الجماهير، أثر وبشكل مباشر على أصوات الناخبين بحيث تمت محاسبة القيادة السياسية للمعارضة الكوردستانية عامة درسا بليغا لن ينسوه ابدا وهو مقاطعة الانتخابات والعزوف عن المشاركة والتصويت ووصلت نسبة المقاطعة الى أكثر من ستين بالمائة .

الانتخابات العامة الاخيرة التي جرت في 10/10 كانت درسا للقيادات السياسية على أن لا يتجاوزوا على الجماهير والاستماع لهم وعدم الاستنكاف عليهم  لانهم سوف يحاسبونكم ، الكل  خسر من الاحزاب السياسية العراقية والكوردستانية  المشاركة في هذه الانتخابات ، مثلا الحزب الديمقراطي الكوردستاني كانت نسبة التصويت أكثر من ثلاثمائة الف ناخب في حين في الدورة السابقة كان العدد أكثر من سبعمائة الف وان كان حصد اعلى نسبة من الكراسي وقس على ذلك الاحزاب السياسية المشاركة في العملية الانتخابية ، الكل تراجع عدد ناخبيه بدرجة واضحة لكل مراقب سياسي، وإن كان البعض كان  كارثيا كما حصل لحركة التغيير من 24 كرسي الى صفر .

الان ما العمل  لرجوع المعارضة الكوردستانية الى الساحة ؟؟؟ وهل انتهت الى غير ذي رجعة ؟؟؟ هذه تساؤلات شرعية وواقعية ... الكل الان يسأل ماالعمل للخروج من عنق الزجاجة ؟؟؟

على القيادات السياسية مصالحة الجماهير التي قاطعت هذه الانتخابات ، مصالحة لا رجعة فيه  وتستمع لهم والى مطالبهم ، وثانيا تغيير وجوه بعض الكوادر المتكررة دوم في الانتخابات وكأن لا وجود لغيرهم !!

وتغيير القيادات المترددة، التي ليست لديها الجرأة في المواقف والطرح السياسي، كما حصل في 11/10 أثناء الهجوم على كركوك من قبل الحشد العراقي، لم تستطع المعارضة المبادرة الى تشكيل حكومة إنتقالية لخوفها وعجزها وترددها !!!

إختيار قيادات مسؤولة ومتمرسة لقيادة العمل السياسي المعارض، ومنع تدخل الواسطات في اي عملية اختيارية، بل اعتبار الكفاءة هو المقياس.

ممارسة النقد والنقد الذاتي بشكل شفاف وايجاد مواقع الخلل ومحاولة حلحلتها بشكل يرضي الجماهير العريضة.

اذا تم ذلك سوف ترجع المعارضة الكوردستانية قوية كما عهدناه وتقارع السلطة الحاكمة في كوردستان .

واذا اختارت المعارضة الكوردستانية طريق المحاباة والتراضي، فأقولها بكل شفافية على المعارضة السلام .

اما بالنسبة الى الوضع السياسي العراقي في بغداد فهناك شئ ما يلوح في الافق فبعد خسارة  قيس الخزعلي وهادي العامري والحكيم وتراجع الحشد الشعبي  وانتصار السيد مقتدى الصدر انتصارا ملحوظا، وانكماش التأثير الايراني في العملية السياسية العراقية ،وعدم تأثير المرجعية على الناخب العراقي، كل هذا مؤشرات لطبخة سياسية في المنطقة بشكل عام ، وسوف نرى تسويات سياسية في المنطقة وتطبيع العلاقات بين البعض ، وسنرى مفاجآت سياسية في المنطقة بأسرها.

عرض مقالات: