تمكنت الجامعة التكنولوجية من احراز المرتبة 801 متقدمة من المرتبة 1001 في عام 2021 على مستوى العالم، وحصلت على المركز الاول في العراق لتسجل أفضل نتيجة لها على الإطلاق في تصنيف التايمز للجامعات العالمية لعام 2022.

تمكنت الجامعة من التفوق على الجامعات العراقية الداخلة في التصنيف: بغداد والبصرة والمستنصرية، والتي جاءت متساوية في المرتبة 1201، والحصول على نتائج قوية بشكل خاص في معيار "التدريس" (21.5 نقطة)، وتساوت مع الجامعات العراقية الاخرى في "موارد الصناعة". لكنها خسرت امام جامعة بغداد في معيار "التوقعات الدولية" (26.3 امام 31.2 لجامعة بغداد). اما المفاجأة فكانت في حصولها على (53.1 نقطة) في معدل "استشهادات البحوث"، ولذلك تمكنت من صدارة الجامعات العراقية كنتيجة للاستشهادات العالية لبحوثها. فبالرغم من حصول جامعة بغداد على اعلى النقاط في عدد بحوثها (8.7 نقطة) فان نقاط الاستشهادات لبحوثها (14.5 نقطة) كانت مساوية للبصرة لكنها اقل من المستنصرية (18.7 نقطة)، وكما يبدو اقل بكثير من نقاط الجامعة التكنولوجية مما يدل على الاهمية الفائقة لنوعية وتأثير البحوث. ولربما يفيد ان يتم مقارنة عدد البحوث والاستشهادات مع افضل جامعة في العالم وهي جامعة اوكسفورد حيث نلاحظ ان هذه الجامعة حصلت على 99.6 نقطة في معيار البحوث و 98.0 نقطة في معيار الاستشهادات. وفي هذا السياق يجدر الاشارة الى ان الاوراق العلمية التي تنتجها الجامعات العراقية زادت بنسبة 2216 بالمائة بين عامي 2010 و 2020 وهذه تعتبر وبكل المقاييس العالمية زيادة كبيرة وسريعة لكن، مع الاسف، رافق هذه الزيادة الهائلة لعدد المقالات نقص كبير في معدل الاستشهادات لكل بحث من 11.20 الى 0.56.

كما تظهر النتائج ضعف الجامعات العراقية في معيار الطلبة الدوليين حيث لم تحرز الجامعات الاربعة اي نقاط في هذا المعيار، ويبدو انها لم تحرز اي نقاط في معيار التدريسيين الدوليين لكني غير متأكد من ذلك. بينما احرزت الجامعة التكنولوجية المرتبة الاولى بين الجامعات العراقية في معيار نسبة عدد الطلاب لكل تدريسي والذي بلغ 6.4 مقارنة ب 15.3 لجامعة البصرة. علما ان نسبة عدد الطلاب لكل تدريسي في جامعة اوكسفورد بلغت 10.7.

ولكي تحسن الجامعات العراقية مواقعها في التصنيف عليها ان تسعى الى تحسين نوعية بحوثها ونوعية المجلات التي تنشر فيها هذه البحوث. فيبدو لي ان فرق 400 درجة في التصنيف بين الجامعة التكنولوجية والجامعات العراقية الاخرى تعود  الى نسبة الاستشهادات العالية التي احرزتها بحوث التكنولوجيا، ونعتقد انه السبب في حصولها على معدل اجمالي يساوي (27.2-31.9) بينما حصلت الجامعات الاحرى على معدل اجمالي يساوي (10.6-22.3). وفي رأينا قد تعود مرتبة جامعة البصرة بدرجة كبيرة الى نقاط "التوقعات الدولية"، وتعود مرتبة جامعتي بغداد والبصرة لمستوى "التدريس" وكمية "البحث العلمي". ما عدا درجة "الاستشهادات" لا ارى اي فروق ظاهرية بين الجامعات الاربعة.

عرض مقالات: