اما على صعيد الإنتخابات المبكرة التي جرى اعدادها على اساس التغيير إثر انتفاضة تشرين الباسلة و تضحياتها الهائلة و اختارت الكتل الحاكمة السيد الكاظمي و حكومته على اساس ذلك، و رغم جهود الكاظمي، ابدى العديد من المسؤولين السياسيين و البرلمانيين و النقابيين اضافة الى ابرز مواقع التواصل الإجتماعي، ابدوا قلقهم من غموض المناخ السياسي و من الوضع الأمني الذي يزداد تدهوراً و تهديداً.
و اشار العديد منهم الى مخاطر التزوير الواسع المتوقع و بشتى الوسائل، من استخدام و بيع بطاقات الانتخابات السابقة المنهوبة، التهديدات منذ الآن باستخدام العنف بالسلاح المنفلت، و عدم وضوح الدور الاممي للاشراف و لضبط نزاهة الإنتخابات، رغم انواع تصريحات ممثلي الكتل الحاكمة بتأمين دور المنظمات الدولية المشرفة دون وجود واقع عملي لذلك.
الى امكانية التلاعب بأجهزة العدّ الالكترونية ذات الماركة نفسها التي استخدمت في انتخابات 2018 المهزلة، كما اكّد ذلك السيد اياد علاوي في مقابلاته على القنوات الفضائية منذ اواخر نيسان الماضي، و كيف كان هو و السيد الكاظمي شهوداً على تلك الإمكانية و كيف جرى العمل بها.
و من جهة اخرى يستمر و يتصاعد مسلسل اختطاف و اغتيال ابرز الناشطين التشرينيين السلميين، اخرها اغتيال المناضل الكربلائي التشريني الكبير " ايهاب الوزني " مسؤول تنسيقية كربلاء للاحتجاجات الشبابية، اضافة الى دور ميليشيات الكتل الحاكمة الولائية في التصدي و قمع المتظاهرين السلميين، بالاسلحة النارية الحيّة، منها ماحدث قبل ايام من صدامات شارع فلسطين، اشارت مواقع عديدة الى دور وحدات من عصائب اهل الحق بها.
و يشير مراقبون الى الخطورة الكبيرة لسطوة المال السياسي الفاسد في شراء الذمم، و دوره في التحريض لمواجهة الاعداد الكبيرة المتزايدة للمعارضين، التي تهدد كتلاً حاكمة بفقدان مقاعدها ان جرت انتخابات مقبولة، في وقت افسد المال و طرق الحصول عليه و سبل تحقيقه ارباحاً هائلة، افسد العديد من الفصائل الولائية الساندة لأغلب الكتل الحاكمة، بالسلاح و الاغتيال و بالتلويح به . .
و تنتشر انواع التقارير عن الدور بالغ الخطورة للميليشيات، منها مانشره معهد " نيولاينز للدراسات الإستراتيجية " نيسان 2021 ـ عرض وتلخيص سلام مسافرـ في دراسة خطيرة، تستند الى تقارير استخبارية، ومقابلات وبحوث ميدانية، عن سيطرة المليشيات على العراق. الذي يستعرض تفاصيل مكثفة لم تنشر سابقًا، حول قيام الميليشيات العراقية المرتبطة بإيران بإنشاء نظام جديد للسيطرة على مناطق إستراتيجية في البلاد، خاصة التي تربط العراق بسوريا في محافظة نينوى.
ووفقا للتقرير فان الميليشيات تستغل الفراغ الناجم عن إنهيار داعش في بناء الهياكل الأمنية والاجتماعية و التغييرات الديموغرافية والسياسية والاقتصادية. . بالتهديد و الارهاب و الخاوات، و التصرف بآبار النفط و تجارته السوداء للسيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية في العراق، بنفس الطرق الشيطانية التي قامت بها داعش الإجرامية، و بارشاد عدد منها.
و يشير تقرير آخر في الدراسة الى انشاء عدد من السياسيين من الكتل الحاكمة انواع العلاقات مع افراد من تلك الميليشيات من فلول ارهابيي النظام السابق المدرّبين التوابين، و من خلالهم مع اعداد من ارهابيي داعش ممن شملهم انواع العفو المدفوع الثمن، و بواسطة المال الاسطوري الفاسد، لتحقيق مصالحهم الانانية و الحفاظ على سلطاتهم و مواقعهم الحاكمة، بالتهديد و الارهاب و العنف و التهجير بحق الافراد و عوائلهم . . في وقت تشير فيه اوساط واسعة الى انه لم يجري التقيّد بالدستور و لا حتى بمسودة قانون الاحزاب، الذي يحرم الاحزاب ذات الاجنحة المسلحة، من المشاركة في الانتخابات و الترشيح لها . .
لتصل اعداد متزايدة من الاوساط الشعبية و التشرينية الى انه، لا مناخ مناسب لإجراء انتخابات نزيهة و لو بنسبة 50%، و الى ان الانتخابات التي تجري في هذا المناخ بكونها ليست اكثر من اداة تهدف الى اعادة تقسيم حصص الكتل الحاكمة عينها.
و لتصل الى ان بقاء هذه الاوضاع الشاذة، ستنتهي اما الى احتلال جديد من قوات متنوعة من دول كبرى و من الجوار، يدعم الشارع الملتهب المنتفض، لمحاولة تحقيق سلم و استقرار في المنطقة، او الى حرب لاتبقي و لا تذر بين القوى العالمية و الاقليمية المتنوعة على ارض البلاد، او الى انتفاضة انفجارية سمّها ماشئت، انتفاضة اكبر من تشرين بما لايقاس . . او يمكن ان تؤدي الى اندلاع حرب اهلية، بسبب تعنّت الكتل الحاكمة و خوفها من فقدانها كل شئ ان جرت انتخابات نزيهة بدرجة مقبولة، و بسبب زيادة حدة عدالة مطالب الجماهير الواسعة التي تأنّ من الفقر و كورونا، الكهرباء و الماء الصالح، البطالة و المخدرات و الارهاب و السلاح المنفلت . . (انتهى)