ألا يعنى تجميع القوى ناقوسا لقتال دموي، فالحزب الديموقراطي الكوردستاني ( حدك) ينوي ان يحل محل الشعب الكوردستاني وان يكون المقرر في كل شيء وهو حزب كبير وفق الانتخابات الأخيرة، ولكن هذه الحالة لا تستمر، إذ ليس من المستعبد ان يتغير وضعه  في الانتخابات القادمة ويقل دوره، لذا نرى ان حدك من الآن يحاول مغازلة الاحزاب الشيعية وتكوين تحالف كبير بشرط عدم مشاركة اي حزب كوردستاني آخر.

لقد ارسل حدك عددا كبيرا من البيشمةركة الى اطراف ناحية قسري ( قصري) مثلما حرك قوات في السابق الى زيني ورتي وان تجميع القوى محاولة ضد حزب العمال الكوردستاني ( بكك PKK ) وان الحكومة التركية تقول علنا بانها تساند شمال العراق وتقصد اقليم كوردستان، وللعلم ان الاعداء لا يقولون ابدا اقليم كوردستان شأنهم شأن البعثيين الشوفينيين الذين كانوا يرددون شمال العراق عوضا عن اقليم كوردستان.

لا يجوز يوما من الايام ان ننسى نظاما دمويا يقمع الناس المدنيين الابرياء آذ ان تركيا قابلت بالنار والحديد المواطنين الكورد وكل شيء يتعلق بهم ورغم ذلك وقفت ضد حقوق الانسان الاولية والقوانين الخاصة بها وداست عليها ولم يستطع احد الاحتفاظ بحقوق المواطنة.

ان تركيا قامت بتنفيذ الاعمال المشينة من الاعتقالات والقتل الحماعي لمواطني القرى والمدن في شمال كوردستان وقامت بهدم البيوت وتسويتها مع الارض وحرق البساتين والاشجار والاحراش وقتل الماشية ولم تكتف بما اقترفتها ولجأت الى غرب وجنوب كوردستان واحتلت مدنا ومناطق شاسعة، وبدون شك ان اطرافا محلية قد ساعدتها للقيام بتجاوزاتها، وان مسؤولي تركيا لا يخفون شيئا وقدموا مقترحات للاقليم عن التعاون والعمل الاستخباراتي وجمع معلومات عن (ب.ك.ك) لقاء مساعدة الاقليم اقتصاديا وماليا، وللوصول الى مطامحها النجسة طالبت الحكومة العراقية بالوقوف معها في محاربة ( ب.ك.ك).

ان قصف المناطق الحدودية والاراضي في جنوب كوردستان من قبل الطائرات الحربية والمدفعية التركية عمل دنيء واهانة لللشعب والوطن، وان كل من يسمح باقترافه يعتبر بلاشك خيانة قومية ومحل ازدراء واستحقار، وحقيقة ان استمرارية القصف بكل انواعه واشكاله عمل خطير وغير شرعي وغير انساني ويؤثر على امن واستقرار البلاد وسكان القرى الذين لا يستطيعون العيش بسلام على ارض آبائهم واجدادهم  وان يكونوا احرارا في اعمالهم اليومية، في الزراعة وتربية الحيوانات والاهتمام بالنحل والبساتين والكروم.

ان اعداء الكورد وكوردستان منذ فترة طويلة يتدخلون في شأن لا يعنيهم وحسب رغباتهم  وبكل حرية يصولون ويجولون في المدن الكوردستانية وكأنما ان الاراضي هي لهم، وجعلوا من انفسهم اصحاب السلطة والحاكم على الاراضي التي احتلوها، واصبحوا اصحاب القرار في تلك المناطق المحتلة ويتعاملون بعنجهية وتكبر مع المواطنين، ومما لاشك فيه انهم يحملون تحت ابطهم خططا مدنسة ومخفية يزيلون الستار عنها رويدا رويدا وان الذين يساندون هؤلاء سيعيشون اذلاء وتحت الطلب، وان اية علاقة بين القوات التركية المحتلة وقوات اخرى تشكل الخطورة على استقلالية الوطن وحقوق الشعب المشروعة ولكن بدلا من ادانة تركيا المحتلة واعمالها المخزية والمستهجنة يقوم رئيس حكومة اقليم كوردستان بكيل المديح والثناء لتركيا باسم  التعاون !.

انه من السخرية والادانة ان يقوم مسؤولو كوردستان من رئيس الاقليم و رئيس الحكومة السفر الى تركيا علنا وسرا واستقبال مسؤولين اتراك ووفود استخباراتية بكل حفاوة، وتنفيذ خطط تركيا حسب اوامرها وتريد الدولة التركية ان تضبط اراضي كوردستان واخضاعها والسير حسب مشيئتها، ومن المفترض ان يقوم مسؤول حكومي ادانة اعمال تركيا العدوانية ولكنه يأتي بمبررات غايتها تلميع الوجه العابس لتركيا زاعما ( ان الضمير لا يقبل باعمال حزب العمال الكوردستاني ) والظاهر ان اعمال تركيا عند مسؤولي كوردستان مقبولة، وفي الماضي ردد عدد من هؤلاء المسؤولين ولعدة مرات ان يخرج الضيوف ويقصدون ( ب. ك. ك)  ولكن الآن يرددون اتفاق شنكال الموقع بين اقليم كوردستان و الحكومة العراقية وهم فرحون لاخراج الكورد وقواهم من المدينة، ولكن المواطنين في شنكال قطعوا عليهم الطريق اذ لا يقبلون بتلك الاتفاقية، والدولة التركية وامام الملأ في العالم وبكل دناءة صرحت بانها تحتل شنكال في يوم ما وتزيل معسكر مخمور للهاربين من شمال كوردستان خوفا من بطش العسكر التركي.

ليس لمسؤولي كوردستان اي موقف ازاء التجاوزات التركية، وان وجود ــ 30  ـ موقع وربية للجيش التركي داخل اراضي كوردستان مزود باحدث الاسلحة الحربية الفتاكة وبضمنها المدفعية الثقيلة والدبابات وطائرات الهليكوبتر، والاسوأ من كل شيء تصريحات المسؤولين في اقليم كوردستان وتلميعهم لوجه تركيا الكالح، وانهم يرددون ما تريده تركيا منهم من ان ( ب . ك . ك) جر الجيش التركي لدخول اراضي كوردستان، ولكن في الوقت الحاضر يخاف الناس من الاوضاع الخطرة ومطامح تركيا لاحتلال جنوب كوردستان (الاقليم) بالكامل.

ان اعمال تركيا هي تجاوزعلى استقلالية اراضي كوردستان بشكل عام ومنطقة شنكال بشكل خاص، وانها اعمال سافرة وتدخل فض في شؤون بلد آخر وعمل جبان ضد القوانين والتشريعات الدولية، لذا وجب على الناس الشرفاء ومحبي الحرية والانسانية في العالم ادانة اعمال تركيا وتجاوزاتها على اراضي اقليم كوردستان، وعلى حكومة الاقليم ان تضع حدودا لاستهتار تركيا وعدم السماح لها من الان فصاعدا ان تتجول داخل اراضي الاقليم حسب رغباتها.

نعم، في المقابل لاعمال تركيا القذرة من الضروري ان يرفع شعب كوردستان وجميع الاحرار ومحبي الشعب والوطن صوتهم وادانة الاعمال التركية العبثية، وعدم السماح باقتتال الكورد فيما بينهم، والحفاظ على سيادة الوطن، وانه من واجب حكومة كوردستان ان يكون لها موقف قوي للحفاظ على المواطنين وامنهم، ومن هنا يتطلب من حكومة كوردستان ان تنقل ملف الاعتداءات والتجاوزات التركية من قصف السكان المدنيين الابرياء وتدمير بيوتهم  وقراهم ومدنهم وحرق بساتينهم واشجارهم الى الامم المتحدة، وان تسجل الدعوى رسميا على تركيا، وعلى الاحزاب والاطراف السياسية في كوردستان ان تعلن عن مواقفها ازاء تصرفات تركيا الهوجاءضد الشعب والوطن.

13/3/2021

عرض مقالات: