نتقدم بالتهاني الحارة الى جميع نساء عراقنا ونساء العالم اجمع بمناسبة 8 اذار عيد المرأة العالمي

يرجع تأريخ الاحتفال العالمي بيوم المرأة الى 8 آذار عام 1857 حيث اضربت عاملات الغزل والنسيج في نيويورك مطالبات بر فع اجورهن، وتحسين ظروف العمل، وتحديد ساعات العمل ب 8ساعات، وحق المشاركة والتصويت في الانتخابات البرلمانية، الا ان هذا الاضراب والتجمع النسائي تم تفريقه برصاص شرطة مدينة -مدينة نيويورك-.

وفي عام 1910 عقد اول مؤتمر عالمي للمرأة في مدينة كوبنهاكن حضرته مندوبات عن –17- دوله وأقر اعتبار يوم 8 آذار عيدا عالميا للمرآة في جميع انحاء العالم تخليدا لذكرى أضراب عاملات مصنع الغزل والنسيج.

في عام 1975 ثبتت الأمم المتحدة اعتبار الثامن من آذار عيدا عالميا في ميثاقها، تحتفل المرأة في أكثرية دول العالم عيدا وعطلة رسمية.

في عراقنا بدأت المرأة العراقية تفكر بتأسيس منظمات نسويه فتم تأسيس اول نادي نسوي أطلق عليه اسم، نادي النهضة النسائية عام 1932، وبدأ بتأسيس المنظمات النسائية الخيرية مثل الهلال الاحمر وجمعية حماية الاطفال، وفي عام 1945 تأسست جمعية المرأة العراقية المناهضة للفاشية والنازية.

رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية

في مقابلة مع المناضلة الدكتورة نزيهة الدليمي الوزيرة في عهد حكومة 14 تموز 1958نشرت في مجلة الثقافة الجديدة تناولت فيها بداية تأسيس رابطة الدفاع عن حقوق المرأة:

في عام 1951 بدأنا بتأسيس منظمة سريه نسائية- باسم رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية، واصدرت جريدتها السرية باسم - حقوق المرأة- واتخذت في عملها تنظيما على شكل حلقات حسب المناطق وفتحت لها فروعا في أكثر من مدينة عراقية، وقدمت عدة مرات طلبا الى الحكومة الملكية الا أن جميع الطلبات قد تم رفضها، وأخيرا تم اجازتها للعمل العلني بعد ثورة 14 من تموز.

تضيف الدكتورة نزيهة الدليمي في مقابلتها: بعد الإجازة، أحرزت الحركة النسائية انتصارات كبيره حيث شكلت مجموعة من اللجان الاختصاصية للعمل، كل لجنه تأخذ على عاتقها دراسة وحل المشاكل التي تواجه المرأة العراقية، كما فتحت مراكز للأمومة والطفولة في كل محافظات واقضية ونواحي العراق، ونجحنا في اقرار مشروع -الأحوال الشخصية-الذي ساوى بين الرجل والمرأة في ألأجور والإرث.

لقد عملت القوى الرجعية، وقوى دينية في نهاية حكم ثورة 14 تموز، بالتضيق على المكتسبات التي حصلت عليها المرأة العراقية وخاصة قانون الأحوال الشخصية، وقامت هذه القوى المعادية لحرية المرأة بحملة أكاذيب وافتراءات ضد رابطة الدفاع عن حقوق المرأة عبر وسائل أعلامهم المزيف، وصحافتهم الأجيرة كجريدة الثورة، والحرية، وطالبوا رئيس الوزراء بتعديل قانون الاحوال الشخصية.

معاناة المرأة العراقية والمرأة العربية والشرقية بشكل عام

فرض المجتمع الشرقي وبضمنه المجتمع العراقي، نظرة متخلفة على المرأة، وأصبح العنف الاجتماعي واضطهاد المرأة ظاهرة عامة واعتيادية في المجتمعات العربية والإسلامية مع الاختلاف في اساليب الاضطهاد.، وقد فسر قسم من النصوص الدينية وفقآ لرغبة المجتمع الذكوري المهيمن  وعاملت قسم من الفتاوى المرأة على انها جسد خلق لإشباع غريزة الرجل الجنسية فله الحق ان يتزوج ما يشاء، بما ملك من الأموال.

فالمرأة في هذه المجتمعات المتخلفة، فرضت عليها قيودا غير التي فرضت على الرجل، فالمرأة الفاضلة وفقآ لقوانينهم وشرائعهم هي المطيعة، والمذعنة، وعليها ان تخدم الأخرين في البيت، وهناك ظاهره عند بعض العوائل في مجتمعنا العراقي أن تأديب المرأة والعنف الاجتماعي ضدها في بعض الحالات كالضرب والإهانة وفرض القيود لا يقتصر على الزوج بل يتعداه الى أخ الزوج ووالده وأخوته، والمرأة عورة يجب تغطيتها، وحجبها بالحجاب عن الأعين، وفحص بكارتها قبل الزواج ، وللرجل الحق في تأديبها بالوسائل التي يراها - تحفظ كرامته وشرفه- والرجل هو الذي يقر بنود الشرف، ومن مفاهيمهم  المرأة المطلقة والعانس والأرملة أوطأ مكانة في المجتمع من الرجل، أما الرجل فله الحق أن يرتكب ما يشتهى من موبقات. وقد الصقت بعض الديانات، خطيئة التفاحة بالمرأة وصورتها بأنها فاعلة شر ومحتالة على الرجل المسكين فهي التي أغوته بأن يأكل من شجرة التفاح التي حرم الرب الأكل منها ونتيجة هذا العمل الماكر والمشين طردت حواء هي وآدم من الخيرات والنعم في الجنة الى الارض ، إن عبوديتها بدأت مع الخطيئة الاولى التي الصقت بها في اسطورة آدم وحواء وطردهما من الجنة، وبدأت هذه الأسطورة للحط من مكانة المرأة في مجتمعات سادت وتحكمت بها -النزعة الذكورية- لسيطرة الرجل على الإنتاج والعائلة ووظفت النصوص الدينية لخدمة الرجل. ورسخت مبدأ التفوق الذكوري، فحواء خلقت من ضلع تبرع به الرجل آدم والثمن من المرأة الطاعة بدون مناقشه لمن تبرع لها وأوجدها في الحياة، وفي الحقيقة أن هذه الافكار التي حملتها الاديان هي انعكاس الواقع الذي ولدت فيه، وجميع الاديان ظهرت في عصر كانت المجتمعات أبويه طبقية، التي كان فيها الرجل يتمتع بسلطه قوية ومتحكمة ولنا امثلة كثيرة

 

إن تحرير المرأة واسترداد كرامتها كإنسان مساوية للرجل في الحقوق والواجبات يتوقف على تحررها اقتصاديا ومساواتها مع الرجل في العمل، ونضالها لكسر القيود الموضوعة من قبل المجتمع، وان تنتفض بوجه الإرهاب الاجتماعي.

عرض مقالات: