السفير التشيلي في المكسيك كان يجلس على كرسيه، فاقتحم رجلُّ من كولومبيا هذه السفارة طالبا اللجوء قائلاً للسفير، أنا سياسي هارب من بلدي والشرطة تلاحقني حتى في المكسيك إذ أنهم وضعوا صوري في شوارع العاصمة المكسيكية. فما كان من السفير التشيلي إلا أن يكون موافقا وقال لهذا الرجل، سأنقذك واتحمل مسؤولية هذه المخاطرة الفريدة من نوعها، فأعطاه السفير جوازه الدبلوماسي التشيلي، وحجز له تذكرة الى فرنسا وطار بها إلى هناك وتخلّص هذا الرجل من الموت المحقق وظل يعيش بقية حياته في الأمان حتى مماته. ولكن من هو السفير التشيلي ومن هو الرجل طالب اللجوء ؟؟؟. السفير هو بابلو نيرودا الشاعر الشيوعي العالمي المعروف والذي كان اسمه أنذاك ريكاردو نفثالي حتى أصبح شاعرا معروفا في العالم فأصبح اسمه بابلو نيرودا حتى مماته مع الرئيس الشيوعي التشيلي سيلفادور الليندي بعد إنقلاب بينشويت الأسود المدعوم من قبل أمريكا. ومن هو طالب اللجوء ؟؟؟ أنه ذلك الرجل الكولومبي الذي أصبح فيما بعد أعوامٍ وأعوام من هذه الحادثة أشهر روائي في العالم أنه الروائي غابرييل غارسيا ماركيز صاحب أجمل رواية (الحب في زمن الكوليرا). هذه إحدى روائع التضحيات لهؤلاء الابطال الشيوعيين الذين حفروا اسماءهم في التأريخ النضالي من أجل ألإنسانية.

* شاعر وناقد عراقي

عرض مقالات: