لغرض تفعيل مقولة " المجرب لا يجرب " ، ووضعها على النطاق العملي وسهولة تطبيقها ينبغي ان لا ننتخب اي مرشح من مرشحي الأحزاب الحاكمة الإسلامية منها او القومية العنصرية ، حيث  ان السمة التي طغت على منتسبي الأحزاب الحاكمة الذين شاركوا في إدارة مؤسسات الدولة هي الفشل في كل المجالات، يرافقه تخريب هيكل الدولة والإنحدار باجهزتها عبر الفساد المالي والإداري وحتى الأخلاقي نحو الإنهيار. لذلك فمن باب التحوط لا تنتخبوا اي مرشح من مرشحي احزاب الإسلام السياسي والأحزاب التي ناصرتها على ممارسة اللصوصية والفساد ونهب المال العام، حتى بعد تغيير اسمائهم ، إذ ان هذا التغيير تغيير جلود لا قلوب او افكار.

لا تنتخبوا  كل مَن لا تعتقدون بأنه المؤهل فعلاً لكي يمثلكم ويتبنيى قضاياكم . المؤهل فعلاً من خلال ما تعتقدونه فيه من كفاءات شخصية ومؤهلات ذاتية يوظفها لبسط الأمن وتوطيد ألإستقرار والقضاء على الإرهاب ومسبباته وأوكاره واقتلاع جذور الفاسدين ويكافح المرض والجهل والبطالة وكل من نهب ثرواتكم وسرق قوتكم.
لا تنتخبوا كل مَن ساهم بنشر الإرهاب أو دعمه سواءً بشكل غير مباشر من خلال تبرير العمليات الإرهابية أو توفير الحماية لها أو الغطاء السياسي لجرائم الإرهابيين ، أو مَن قام بالإرهاب بشكل مباشر فعلاً سواءً من البعثيين أو من القاعديين أو من الدواعش واذنابهم الذين احتل البعض منهم المناصب الفعالة في دولة الإسلام السياسي واحزاب التوجه القومي العنصري ورواد الطائفية والمناطقية المتنكرين للهوية العراقية.

لا تنتخبوا كل من كان بالأمس عنصراً فعالاً في تنفيذ سياسات البعثفاشية القمعية وذلك من خلال تعذيب وقتل وتغييب المناضلات والمناضلين ضد دكتاتورية البعث وا   ذنابها الذين نزعوا جلود الذئاب الكاسرة التي اذاقت شعبنا الأمرين لأربعة عقود من الزمن .
لا تنتخبوا كل مَن تعتقدون بعدم أهليته لتوفير الخدمات التي تحتاجونها يومياً والتي غيبها عنكم المنتفعون بالأموال المخصصة لتنفيذ هذه الخدمات . الخدمات الصحية والبلدية والإستهلاكية وخدمات توفير المحروقات صيفاً وشتاءً وخدمات توفير المياه الصالحة للشرب والعناية بالطرق والمجاري ونظافة المدن وخدمات توفير الكهرباء وكل ما يتعلق بذلك من مظاهر الحياة الإنسانية الحقة التي لا يمكن الإستغناء عنها في عالم اليوم ، عالم القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية . هذه الخدمات التي لم يوفرها لكم اصحاب المحاصصات الدينية الطائفية والقومية الشوفينية طيلة السنين الخمسة عشر ونيف الماضية .
لا تنتخبوا كل مَن يعمل على إستغلال الدين أو الرموز الدينية للأغراض الإنتخابية واعطوا أصواتكم ومساندتكم وتأييدكم للمرشحين الذين لا يلجأون إلى هذه الطرق للتغرير بالناس والتلاعب بعواطفهم الدينية، وأعلموا بأن المرشحين البعيدين عن توظيف الدين للأغراض الإنتخابية هم الأصلح في توجهاتهم والأكفأ في برامجهم وألأصدق في طروحاتهم لأنهم لا يعملون بأساليب اللف والدوران والكذب على الناس بوعود تسمعونها منذ خمس عشر سنة ولم تروا من هذه الوعود شيئاً حقيقياً يتناسب وحجم التضحيات التي قدمتموها وحجم الأموال المسروقة من قوتكم وقوت اطفالكم. لقد لعب المتلاعبون بالدين أسوأ الأدوار في العملية السياسية في العراق الجديد بحيث اصبحت الطائفية والمذهبية والعشائرية والمناطقية هي السياسة الوحيدة التي يجيدونها والتي لم تقدم شيئاً للوطن والشعب. أما الإنتماء العراقي فقد ظل بعيداً عن بصر وبصيرة المتحاصصين .
لا تنتخبوا كل مَن يريد أن يعيد التجربة السابقة والتلاعب بمشاعر الناس الدينية وعواطفهم الصادقة لإستغلالها لأغراضه الشخصية أو لأغراض حزبه وعائلته وعشيرته ، بعيداً عن مصلحة الشعب والوطن . ولمعلوماتكم ، يا أهل العرق ، فإن إثم مَن يستغل الدين لهذه الأغراض اللادينية يقع على الطرفين ، اي على مَن يروج لذلك وعلى مَن يساعده على هذا الترويج سواءً بالتنفيذ أو بالتشجيع على التنفيذ او بالسكوت عن قول الحق أو باي شكل آخر من أشكال الإستغلال للتعاليم والرموز الدينية . فالتجارة بالأصوات ألإنتخابية مثلاً يتحمل إثمها ، حسب التعاليم الدينية الصحيحة ، البائع والمشتري على حد سواء ، وذلك لأن فعل هذه التجارة هو كفعل الرشوة ، وكما نعلم فإن الراشي والمرتشي في النار.
لا تنتخبوا كل مَن يُشار له من قريب أو بعيد بأنه مارس ويمارس الآن ، ولا ضمان بأنه لا يمارس في المستقبل إذا ما إستمر في المواقع القيادية ، سرقة ونهب المال العام والإثراء على حساب الفقراء والمعدمين من أبناء الشعب ، وكل مَن ساهم من قريب او بعيد بنشر هذا الوباء واستمراره واستفحاله . وباء الفساد الإداري الذي جعل من معدمي الأمس أثرياء اليوم بأموالهم وعقاراتهم وممتلكاتهم وحساباتهم المصرفية التي يريدون لها ان تتكاثر في المستقبل فيما إذا ساعدتموهم انتم على ذلك وانتخبتموهم مجدداً للمراكز القيادية في الدولة سواءً تعلق الأمر بقيادة المحافظات أو في إدارة الدولة المركزية . أعطوهم درساً بوعيكم وحسكم الوطني وأخبروهم من خلال أصواتكم الإنتخابية بانكم لم تكونوا غافلين عما يعمله هؤلاء الفاسقون .
لا تنتخبوا كل مَن لم يساهم لحد الآن ولا تعتقدون بأنه سيساهم في المستقبل ايضاً بالدفاع عن حقوق المظلومين والمضطهَدين والمنكوبين الذين عانوا كثيراً من الويلات والإنتهاكات والإضطهاد والتشريد من قِبل الدكتاتورية الساقطة ونظامها الإرهابي المقيت ، ومَن تعتقدون بأنه سوف لن يساهم بالعمل على رفع الغبن والحيف الذي لحق بايتام وأرامل قتلى ومفقودي ومغيَبي البعثفاشية . او بحقوق الشهداء وذويهم ممن حرروا العراق من عصابات الدولة الإسلامية والبعثفاشية التي خربت وطننا واستباحت حرمات اهلنا .
لا تنتخبوا كل من عمل وسيظل يعمل في المستقبل ، ومن موقعه القيادي ، على طمس حقوق المرأة العراقية وعدم مساواتها بالرجل مساواة تامة وهي التي أثبتت وجودها وقدرتها في كافة مجالات الحياة . المرأة العراقية التي تشكل نصف المجتمع العراقي والتي قدمت التضحيات الجسام على كافة سوح النضال الوطني . المرأة العراقية الأم والأخت والزوجة والبنت ، الصديقة والرفيقة ، القريبة والبعيدة ، التي لا نرضى وصفها بنقص العقل والدين وهي التي أثبتت بأنها أكبر عقلاً من كثير من هؤلاء الأدعياء . فابعدوا أعداء المرأة هؤلاء عن مراكز القرار ، ايها العراقيون .
لا تنتخبوا المتطفلين على العملية السياسية الذين يقطفون ثمار سقوط الدكتاتورية . والساعين على طريق الإستمرار بسرقة اموال وخيرات الوطن واغتصاب حقوق الآخرين ، إذا ما إستمروا بتسلطهم من خلال المراكز التي سيحصلون عليها في حالة إنتخابكم لهم ليتبوأوا مثل هذه المناصب . انظروا من حولكم وتفحصوا وضع مَن عانوا من التسلط الدكتاتوري سواءَ بين أرامل الشهداء وأيتامهم أو بين المناضلين الذين أنهكتهم السجون والمنافي وتعذيب أقبية المخابرات وقارنوا وضع هؤلاء المعاشية مع ألأوضاع التي يعيشها بعض المنتفعين من التغيير السياسي ولم يكن لهم أي دور ، أو دور هامشي ، على ساحة النضال الوطني العراقي .
لاتنتخبوا مَن لا يملك من القابليات العلمية والفنية والسياسية التي تؤهله للمساهمة الحقيقية في بناء وتطوير العراق الجديد زراعياً وصناعياً وثقافياَ واجتماعياً . ولا يملك من الحرص والإخلاص ما يكفي للنهوض بهذه الأعباء الوطنية التي لم يجر عليها اي تغيير إيجابي ، خلال سنين المحاصصات الطائفية والقومية الشوفينية ، لا بل تعرض أكثرها إلى تقهقر واضح جعل من وطننا عاجزاً عن تلبية ابسط متطلبات هذه المحاور لأهله ، هذه المحاور التي لا يمكن لأي بلد النهوض والسير في ركب المسيرة العالمية الحديثة بدونها .
لا تنتخبوا المُدّعين الذين يمارسون الكذب على الناس طيلة مدة وجودهم في مراكز الدولة القيادية. لقد سمعتم في السنين الماضية ما فيه الكفاية من الوعود التي أطلقها تجار المحاصصات الدينية والقومية الشوفينية ، وقد لمستم لمس اليد ما تحقق فعلاً من هذه الوعود . فلا تسمحوا بتكرار مثل هذه السياسة التي أوصلت وطننا إلى المآزق في كل المجالات الحيوية لأي بلد ينشد التطور حقاً . ولا يغرونكم بوعودهم الكاذبة مرة أخرى .
لا تنتخبوا مَن أثبتوا بأنهم لا يعملون بجد على مكافحة البطالة ، هذه الآفة التي تفترس إمكانيات شاباتنا وشبابنا الذين لا يجدون من العمل الذي يساعدهم على المساهمة برفع شأن وطنهم . هذه الطاقات الجبارة التي لم يلتفت إليها ساسة العراق الجدد الذين أفرغوا ساحة العمل للمتاجرين بأرزاق الناس وبقوت يومهم ، هؤلاء الذين يساومون المواطن على التعيين أو على إيجاد فرصة عمل ، بحيث لم تعد القابلية العلمية والكفاءة المهنية هي الفيصل في أمور التعيين ، بل المحسوبية والحزبية والعشائرية وكم " ورقة " يستطيع طالب الوظيفة تقديمها إلى سمسار التعيينات كي ينال ما يصبو إليه في عمل يسد به رمقه ورمق أطفاله .

لا تنتخبوا كل مَن يسعى لإستمرار هذا النهج المنافي لكل المبادئ ألأخلاقية والدينية ، لا بل ويسعى بعض هؤلاء الذين يريدون منكم ان تعطونهم أصواتكم هذه المرة أيضاً على تعميق هذا النهج ليصبح من بديهيات التعيين في الوظائف الحكومية أو في المؤسسات العاملة اليوم في وطننا . ليستمر العاطلون عن العمل على المعاناة اليومية بالحصول على لقمة العيش في أغنى بلد في العالم ، ولكي يزيدوا هم من أموالهم ويوسعوا عقاراتهم.
لا تنتخبوا مَن ليس لديه الكفاءة بالنهوض بالعملية التربوية والتعليمية والثقافية في وطننا الذي أبعدته سياسة البعثفاشية عن أساليب التعليم العلمي وشاغلته بشعارات واحتفالات وتجمعات ونظريات حزبها الشوفيني ، حتى هبط المستوى التعليمي في كافة مراحله إلى دون المستويات العالمية بدرجات كبيرة . وقد كان المرجو من التغيير في الوضع السياسي ان يجري إصلاح ما خربته البعثفاشية . إلا أن ما حدث لهذه المفاصل الحيوية في المجتمع هو ألإستمرار على نشر التخلف الفكري والفقر الثقافي ، حتى وإن جاء هذا التخلف بوجوه أخرى . لقد عانت الوزارات والمؤسسات المسؤولة عن العملية التربوية والثقافية في وطننا من تسلط بعض الجهلة الأميين عليها ، والذين يحتاجون هم أنفسهم إلى توجيه تربوي ، وإبعاد الكفوئين الذين كان بإمكانهم السير قدماً بهذه المؤسسات . فلا تنتخبوا الذين يسعون اليوم ، كما سعوا مسبقاً ، إلى كسب ألأصوات الإنتخابية للإستمرار في تطويق العملية التربوية والثقافية ضمن المسارات التي وضعوها لها، هذه المسارات التي نشرت من خلالها الفكر الطائفي الظلامي المتخلف والتعصب القومي .
لا تنتخبوا كل مَن لا يسعى بصدق وأمانة وإخلاص إلى ألإهتمام بأحوال الموظفين والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود والعجزة الذين لا دخل ولا معيل لهم . هؤلاء الذين ينوئون بمشاكل الحياة اليومية التي يزداد عبئها عليهم يوماً بعد يوم ، حتى بعد مرور اكثر من خمسة عشر سنة على سقوط النظام الدكتاتوري البائد ، حيث إختلال التناسب الدائم بين مداخليهم التي تكاد تكون ثابتة وبين القفزات التي لا تطاق لاسعار ما يحتاج إليه المواطن لسداد رمقه ولا نقول لعيشه الرغيد. وهذا يعني اولاً وقبل كل شيئ ضرورة وجود ذوي الخبرة الإقتصادية على قمة السياسة الوطنية لتخليص وطننا من الإقتصاد الريعي والنهوض به نحو الإقتصاد الإنتاجي .
لا تنتخبوا ثانية مَن وصلوا إلى مراكز القيادة في الإنتخابات الماضية فعملوا على سن القوانين التي أوصلوا من خلالها رواتبهم ورواتب حراسهم ومستشاريهم والمحسوبين عليهم إلى أعلى المستويات التي لا تتناسب بأي شكل من ألأشكال مع ما بحوزتهم من مؤهلات علمية أو سياسية او حتى إجتماعية. كما وعملوا في نفس الوقت على تغييب قوانين الدولة والتأثير على اجهزتها القضائية والتنفيذية حتى اصبحت الأعراف العشائرية هي التي تحكم الشارع العراقي وتنظم امور المواطنين اليومية . اعيدوا للدولة العراقية هيبتها المستباحة وذلك من خلال انتخابكم لرواد الدولة المدنية الديمقراطية .

لا تنتخبوا كل من عمل وسيعمل في المستقبل على تعريض وحدة الوطن ارضاً وشعباً إلى الخطر الجسيم بحيث فسح المجال لتحتل عصابات الدولة الإسلامية واعوانها من البعثيين الفاشست مساحات كبيرة من وطننا كلفنا تحريرها من ارجاس هؤلاء كثثيراً من الشهداء وتخريب المناطق المحتلة والأموال الطائلة لإعادة الإعمار وتجاوز تبعات التدمير الذي سببته هذه العصابات الآثمة .

لا تنتخبوا كل من سعى ويسعى إلى تفتيت وحدة الشعب العراقي والتفرقة بين مواطنيه بشتى وساءل التفرقة التي يوظف فيها اصحاب الإنتماءات الدينية المذهبية والقومية والمناطقية والعشائرية وساءلهم الخبيثة انطلاقاً مما يؤمنون به في اطروحة " فَرِق تَسُد " بغية القضاء على الهوية العراقية التي نجتمع تحتها كأهل لوطن واحد يشكل هويتنا الرئيسية والأساسية.

باختصار شديد لا تنتخبوا مرشحي الأحزاب الإسلامية والأحزاب او التجمعات القومية العنصرية ، وانتخبوا رواد الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية

فهل عرفتم مَن ستنتخبون......؟

عرض مقالات: