“أربع سنوات أخرى على نفس المنوال، أعتقد أن شيئاً لن يتبقى. لا شيء على الإطلاق” هكذا يقول الروائي بول أوستر. “سنكون قد صرنا دولة سلطوية”.

هذا ما قاله مؤلف روايات أميركي من بينها ثلاثية نيويورك وقصر القمر وأخيراً 4321 .

ويرى بول أوستر أن رئاسة دونالد ترمب تهديد للديمقراطية الأميركية، ويشن حملة ضد إعادة انتخابه في وقت لاحق من هذا العام.

جوابا على سؤال: نيويورك حاضرة بشكل كامل في أعمالك. كيف ترى المدينة الآن، وإلى أي مدى تغيرت بالنسبة لك منذ أن ضربها الوباء بهذه الصورة القاسية؟

يقول أوستر: مرت نيويورك بالكثير على مر تاريخها الطويل. شهدنا أوبئة، وكل أنواع الكوارث، أعمال الشغب خلال الحرب الأهلية، مذابح، هجمات 11 سبتمبر ووباء الانفلونزا عام 1918. وهذا الوباء يضاف للأوقات العصيبة المزعجة التي مرت بها المدينة.

فقد ظلت نيويورك لبعض الوقت أكثر الأماكن تضرراً في العالم من فيروس كورونا ... لكن الأسوأ من ذلك هو ما حدث في البلاد.

المشكلة الحقيقية في من يتولى منصب الرئيس، وفي أعضاء حزبه الذين يدعمونه في مواجهة حالة طوارئ وطنية دون امتلاك سياسة وطنية. إنه لا يبالي بأعداد الوفيات التي تجاوزت 170 ألفا حتى الآن، وبملايين الإصابات.

إنها وصمة عار. نحن منقسمون للغاية داخل البلاد، يتملكنا نوع من الكراهية تجاه بعضنا البعض.

-تشهد أميركا تغييرات كبيرة في الوقت الحالي: الوباء والاحتجاجات المناهضة للعنصرية، والتراجع الاقتصادي التاريخي، ورئاسة ترمب. هل يغير كل هذا بصورة ما الدور الذي يلعبه الكتاب والمثقفون في المجتمع؟

يجيب أوستر: بالطبع! أنا وسيري نشارك الآن في مجموعة شكلناها من “الكتاب المناهضين لترمب”. ومهمتنا هي إقناع الشباب، وهؤلاء الذين قرروا الابتعاد عن الانتخابات، أن يغيروا رأيهم ويشاركوا في التصويت.

واجبنا هو أن نفعل ما بوسعنا، سواء كنا كتاباً أو لم نكن، حتى نضمن أن ترمب لن يفوز بولاية ثانية.

بالنسبة لترمب، في حال هزم في الانتخابات، فإنه سيواجه سنوات من المحاكمة بسبب جرائم ارتكبها.

يمكن أن ينتهي به الأمر في السجن، لا بسبب جرائم فيدرالية، وإنما لجرائم ارتكبت في ولاية نيويورك، ما بين تهرب ضريبي واحتيال، وكل الأشياء المختلفة التي قام بها على مدى سنوات.

لذا فهو مصمم على البقاء في السلطة، وسيفعل أي شيء، أي شيء من أجل ذلك.

بعد أربع سنوات أخرى على هذا المنوال، لا أعتقد أن شيئاً سيتبقى. لا شيء على الإطلاق.

سنصبح دولة سلطوية. أمر لم يكن أحد يتخيله قبل أربع سنوات. لكننا في طريقنا إلى ذلك، وبسرعة شديدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ايلاف -  9 أيلول 2020 (مقتطفات)