تواجه النساء العراقيات، الكثير من الضغوطات، وهنّ يعشن في ظروف قاسية، في ظل وضع إقتصادي مترد، وفساد مستشر بكل مفاصل الحياة، وبهذا فأقل ما يمكن ان يقال عنهن بطلات، وباسلات، لكون عملهن يحتاج الى جهد وقوة وصبر.

وتمر علينا مناسبة عيد العمال العالمي، الذي يحتفل فيه العالم أجمع، اليوم الذي ابتدأ به العمال بالمطالبة بحقوقهم المشروعة بتحديد ساعات العمل، وايجاد  ظروف مناسبة لهم. وبخضم  هذا النضال حققت المرأة العاملة، الكثير من المطالب المشروعة جنباً الى جنب مع الرجل، و التي انتزعت بالقوة من خلال الاضرابات و الاعتصامات.

ويعد العراق بلد البترول، والخيرات، لكن للأسف تزداد نسبة الفقر والعوز  بسبب فساد المتنفذين، و نهب مقدرات البلد، وبسبب التراجع المستمر في التعليم والصحة، وكل مناحي الحياة، بالمقابل تزداد حالات الطلاق والترمّل عند النساء، و هذه الاسباب و غيرها دعت بعض النساء للقيام بأعمال لا تليق بهنّ، منها جمع القناني الفارغة في الشوارع، و البحث عن الاكل في المزابل، أو مسك الشوارع للإستجداء، ويجري كل هذا دون ان يكون للجهات المسؤولة اي اهتمام، أو معالجة.

فقد تحملت المرأة العراقية بشكل عام، والمرأة العاملة و الفلاحة بشكلٍ خاص ظروفا مختلفة، منها اجتماعية، واقتصادية، حين فقدت المعيل لها ولأبنائها، بسبب الحروب العبثية، و الطائفية، و السؤال من يلتفت لهذه الانسانة التي انهكتها الحروب و الازمات بفقدان الاب، والزوج والحبيب، وتحمّل تربية أبنائها بدون معيل، من يشعر، وينصف الأم التي فقدت ابنها وهو يطالب بحقه في العمل، و العيش الكريم، ليقتل من قبل الاحزاب الفاسدة وميليشياتها، في ساحات التظاهر، من يشعر بها، وهي تعيش ما بين مخاطر العمل ولهيب حرارة الصيف، و برد الشتاء.

 كما تتعرض النساء لعنف مزدوج، يمارس بحقها، هو عنف أسري وعنف  مجتمعي، لذا نطالب بتفعيل قانون مناهضة العنف الاسري، وتحديد عقوبات بحق الجناة، و ما يعزز من مكانة المرأة العراقية، و يحميها من الانتهاكات التي تتعرض لها.

مجداً للأول من أيار، وتحية للمرأة العاملة في كل مكان، وهي تشاطر أخيها الرجل في العمل ومواصلة الحياة، وتحية لنضالها من أجل حياة حرّة كريمة متساوية تليق بها، وتحفظ كرامتها وانسانيتها.

عرض مقالات: