أظهرت النتائج الأولية للانتخابات في اسرائيل عن تفوق واضح لحزب الليكود بزعامة نتنياهو، رغم ملفات الفساد ضده، وفوز معسكر اليمين المتطرف ولكن دون أغلبية حاسمة، وعن هزيمة لحزب كاحول لفان غير الايديولوجي والعقائدي، الذي فشل من بلوغ هدفه بإسقاط نتنياهو. وبينّت أيضًا كذلك سقوط مدوٍ لأحزاب العمل وميرتس وغيشر، التي خاضت الانتخابات في قائمة واحدة وحصلت مجتمعة ما بين 6 و7 مقاعد.
في حين حققت القائمة المشتركة نجاحًا كبيرًا وانجازًا غير مسبوق بحصولها على ما يبدو على 15 مقعدًا، وادخال نائبتين عربيتين جديديتين للبرلمان وهما سندس صالح وايمان خطيب، وهذا بفضل جهود ومساعي أبناء شعبنا ومجتمعنا العربي، حيث زادت نسبة التصويت وكانت نتائج مشرفة جدًا بالحصول على عدد المقاعد الخامسة عشرة وهذا امر غير مسبوق منذ الانتخابات الاولى في اسرائيل.
وتدل نتائج الانتخابات على تعاظم قوة المستوطنين وتصاعد الفكر العنصري الفاشي، وأن المجتمع الاسرائيلي يسير بوتيرة عالية نحو اليمين، بل هو مجتمع يميني عنصري بامتياز، وتشير إلى فشل مساعي كحول لفان بإسقاط نتنياهو، ويتحمل غانتس وشركائه في هذا الحزب الاقرب إلى سوبر ماركت، عن هذه النتيجة. فهذا الحزب لم يطرح خطابًا مغايرًا ومختلفًا، وإنما حاول تقليد الليكود، بطرح برنامج ليكودي بصورة أو بأخرى، أكثر يمينيًا من اليمين، ولكن الجمهور الاسرائيلي فهم اللعبة واعطى أصواته للأصل، أي لنتنياهو وحزبه.
إننا الآن امام واقع سياسي جديد ومركب، وسوف يسعى نتنياهو جاهدًا، بديماغوغيته وأضاليله، تشكيل حكومة جديدة وذلك باستمالة أعضاء من كاحول لفان، الذي بدأت الخلافات تدب بين أعضائه بعد ظهور النتائج للانتخابات مباشرة، كي يضمن غالبية تمكنه من اقامة ائتلاف حكومي جديد، وانقاذ نفسه من المحاكمات.