لدراسة السلوك الانتخابي لابد من دراسة وتسليط الضوء على السلوك السياسي الذي يعتبر السلوك الانتخابي جزءا مهما منه بل ان بعض نظريات السلوك السياسي لا ترى فيه إلا ترجمة لسلوك الناخبين والمرشحين وكان هذا الاستخدام الضيق لمصطلح السلوك السياسي شائعاً لدى علماء النفس والنفس الاجتماعي وعلماء الاجتماع. والسلوك الانتخابي ليس مطلقاً بقدر ما تقيده اعتبارات محددة مرتبطة غالباً بالثقافة السياسية للفرد القائم بالترشيح أو التصويت كاعتبارات الانتماءات الطائفية والاثنية والقبلية خصوصاً في المجتمعات النامية .
تحاول نظريات السلوك السياسي باعتبارها احد جوانب العلوم السياسية قياس وتفسير المؤثرات التي تحد الآراء السياسية للشخص والإيديولوجيا و مستويات المشاركة السياسية ومن العلماء الذين اسهموا في هذا المجال كارل داتشوتيودور أدورنو( ).
هناك شبه اجماع بين الباحثين بان علم النفس السياسي يرجع تاريخه إلى 1920 حيث دعا "تشارلس ميريام" بوضوح إلى علم سياسي يقوم على الاستعانة بالعلوم الاخرى ومنها علم النفس، غير أن التراث العلمي يعتبر "هارولد لاسول" (تلميذ ميريام وزميله) هو الاب المؤسس لعلم النفس السياسي فقد عرض في كتابية(علم الامراض النفسية والسياسية) و(السلطة الشخصية)بأن السلوك السياسي ينجم عن استعدادات نفسية مسبقة لدى الفرد تنعكس على مواقفه واتجاهاته ازاء القضايا العامة في المجتمع( ).
فالسلوك الانتخابي: عبارة عن كافة أشكال التصرفات والافعال التي بيديها الافراد خلال موعد انتخابي معين، يحمل هذا السلوك عدة دلالات (نفسية، اجتماعية، عقلية، سياسية) وهو ما يعكس تعدد العوامل المتحكمة في هذا السلوك ويعرف ايضاً بأنه جميع الافكار، والممارسات والوجدانات الموجبة والسالبة، التي يصدرها الفرد عند اختياره من يمثله في المجتمع( ).
والسلوك الانتخابي من تجليات السلوك السياسي، وتعبير واقعي للمشاركة السياسية بدلالاته المفاهيمية، حيث يتوافر على طبيعة جماعية، أي أنه سلوك جماعي ذو أبعاد احصائية."( )، ولإحداث دراسة تكاملية لمعرفة السلوك الانتخابي لابد من جود إحصاءات كافية عن المنطقة أو الناخبين المراد دراسة سلوكهم في فترة الانتخابات.
يقصد بالسلوك الانتخابي ايضاً: " كيف ولماذا يصوت الفرد لمرشح أو حزب أو لنقابة أو لتنظيم معين، وكيف يصوت ولماذا تصوت دولة في التنظيمات الدولية على القضايا المختلفة المعروضة أمام تلك التنظيمات، ولماذا يشارك الفرد في الانتخابات ولماذا يمتنع عن المشاركة في الانتخابات"( )، ولأن هذا السلوك مرتبط بالإنسان الذي له ميول وتوجهات فلابد ان يمتلك صفة عدم الثبات نتيجة تقلب سلوك الناخب وتغيير الجهة التي يصوت لها وهنا نكون امام اتجاهين للسلوك الانتخابي هما:
اتجاه ايجابي: أي المشاركة الفاعلة في الانتخابات أو القيام بالترويج بمختلف الطرق للجهة التي يتبناها الناخب والقيام بعملية التصويت سواء كان ذلك عن إيمان بأهمية دوره في التغيير أو الانتماء الى الجهات والاحزاب المشاركة في الانتخابات أو عن قناعة راسخة بالمرشح وكفاءته القيادية وتوافق أهدافه مع أغراض الناخب وتكاملية العلاقة المنفعية بين الاثنين. اتجاه سلبي: أي امتناع الناخب وعزوفه عن المشاركة في الانتخابات بأي شكل من الاشكال بدءاً من التسجيل في سجل الناخبين وانتهاءً بالمشاركة في التصويت، وفي بعض الاحيان يقوم بترك ورقته بيضاء أو يقوم بما يبطل تلك الورقة، وهو سلوك متعمد يدركه الناخب ويقوم به عن قناعة، وقد لا يقتصر الامر على الافراد بل يتحول إلى امتناع تمارسه الجماعة لعدة اسباب منها:
الشعور بعدم جدوى الانتخابات في التغيير.
الشعور بالظلم من قبل الاغلبية الحاكمة.
قد يعبرون عن آراء احزابهم المعارضة التي لا تشارك هي الاخرى في الانتخابات.
اتصاف البعض باللامبالاة وفقدان الاهتمام بالأمور الخارجة عن محيط الاسرة.
تعثر الدولة في توفير ظروف ملائمة تيسر العملية الانتخابية.
وقد يكون الامتناع لغير الاسباب المذكورة ودون عذر مبرر لذلك الامتناع.

العوامل المؤثرة في السلوك الانتخابي

لا يكون الناخب بمعزل عن ظروف ومتغيرات بيئته السياسة التي تؤثر وتتأثر في الوقت نفسه بسلوك هذا الناخب هناك عوامل مؤثرة بالسلوك الانتخابي بشكل عام وهي نفسها المؤثر بالسلوك السياسي كما ان هناك عوامل مؤثرة في السلوك الانتخابي بشكل خاص

وتقسم: مؤثرات طويلة المدى :
ومن هذه المؤثرات:
أ-الاسرة: حيث يعتقد الباحثون ان الاطفال يعتنقون غالبا القيم الايديولوجيا التي يؤمن بها آباؤهم
ب-البيئة التعليمية: حيث يؤثر المعلومون والمدرسون في طلابهم وعادةٍ ما يتأثر هؤلاء الطلاب بمعتقدات وافكار معلميهم ومدرسيهم فمن سن الرابعة حتى الثامنة عشر يقضي الاطفال ما يقرب ربعا من وقتهم منخرطين في العملية التعليمية. اما الدراسة الجامعية فترفع بدرجة كبيرة تأثير الوعي السياسي والتوجيهات السياسية ففي دراسة اجريت علم 2004 على1202 طالب في المرحلة الجامعية في جميع انحاء الولايات المتحدة تبين ان 87في المائة من الطلاب الجامعيين مسجلون للتصويت في الانتخابات مقارنة بمتوسط وطني يبلغ 64في المائة من الامريكيين البالغين. كما بيّنت الدراسة ايضاً ان مرحلتي الطفولة والبلوغ في نمو الشخص تتميزان بأعلى مستويات التأثير
ج-المرجعيات الدينية والاجتماعية: حيث تؤثر بشكل كبير في سلوك الناخب واتجاهاته التصويتية وفقا لطبيعة شخصيته فيما إذا كان ملتزماً دينياً فيتأثر بشكل كبير بآراء الزعامات والمرجعيات الدينية التي يكون لها قوة الالزام الروحي والديني وقد تصطبغ هذه الآراء السياسية ببعد ديني عقائدي عندما تصدر على شكل فتاوى، كما يؤثر الجانب الاجتماعي في سلوكه وآرائه السياسية وسنبحث أثر البيئة الدينية والاجتماعية بشيء من التفصيل لاحقاً.

مؤثرات قصيرة المدى:

مثل: وسائل الاعلام: حيث تؤثر المؤسسات الاعلامية بشكل كبير جدا في اتجاه الناخبين فيما تمارسه من توجيه مباشر وغير مباشر وبطرق مختلفة وقد اكدت العديد من الدراسات والبحوث ان تعرض الانسان لوسائل الاعلام يترك اثراً واضحاً على سلوكه الفردي والاجتماعي وهذا يسهم في صقل وتكوين شخصية الفرد من خلال ما تغرسه وسائل الاعلام في نفوس المتلقين (المستقبلين للرسائل الاعلامية) من قيم ومبادئ أو تعديل قيم يحملها الفرد بما يخدم مصالحها( ) وكذلك الحملات الاعلامية والمناظرات واخذت في الوقت الحاضر بعض المسائل التي ظهرت نتيجة كثرة المهاجرين أو الازمات الاقتصادية تبلور مسائل مهمة تؤثر من اتجاهات الناخب كالموقف من هؤلاء المهاجرين(ففي عام 1997) اسست تباولين هانسن حزب الامة الواحدة وكانت هانسن مرشحة سابقة للحزب الليبرالي الذي سحب تأييده منها بعد نشر احدى الصحف المحلية تصريحات لها تتعلق بالسكان الاصليين، وعلى الرغم من غياب الموالاة للحزب فلقد انتخبت بصفتها مرشحة مستقلة وبنجاح كبير وبعد تنفيذ حملات دعاية في البلاد حصل الحزب الجديد على ربع الاصوات في انتخابات ولاية كوينزلاند التي اجريت في حزيران 1998 بعد تبني برنامج انتخابي استند إلى معارضته المهاجرين الآسيويين، والسكان الاصليين بحق امتلاك الاسلحة النارية وفي الانتخابات الفيدرالية لعام 1998 ضمن الحزب 8في المائة من أصوات مجلس النواب على مستوى البلاد مما جعله ثالث اكبر الاحزاب من حيث عدد الاصوات))( ) وقضايا الضرائب والتأمين الصحي، كما كان للبحوث والدراسات السيكولوجية في استطلاعات الرأي العام الدور الكبير في توجيه أفكار الناس و تحويرها في الاتجاهات السياسية التي تخدم المرحلة التي تقودها الادارة الحاكمة( )
ولأهمية استطلاعات الرأي وتأثيرها على اتجاهات الناخب سنبحثه لاحقاً بشكل مفصل في هذا البحث .
إلا ان من اهم العوامل المؤثرة في السلوك الانتخابي؛ النشأة السياسية للناخب وتعرف النشأة بأنها عملية تلقين الفرد مقاييس ومفاهيم مجتمعه الذي يعيش فيه بحيث يصبح متدرباً على اشغال مجموعة ادوار تحدد نمط سلوكه اليومي وبعبارة أخرى هي العملية التي يكتسب بها الافراد ثقافة مجتمعهم فيكسبون بها المعاني والقيم الخلقية والروحية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي يدين بها المجتمع بصفة عامة( )

العوامل المؤثر بشكل خاص في السلوك الانتخابيأولاً: العوامل السوسيولوجية (البنية الاجتماعية):

يرتبط السلوك الانتخابي في أي مجتمع بأنماط تكوين ذلك المجتمع (بدوي، عشائري، حضري، ريفي) وكل واحد من هذه الانماط له محددات تنعكس على سلوك الناخب الذي يركز على قضاياه الخاصة. فاهتمامات الفرد في الريف تختلف عن اهتمامات ابن المدينة، وكذلك احتياجاته وثقافته والناخب والمرشح ابن بيئته وهي التي تحدد السلوك الانتخابي والعوامل المؤثرة فيه والذي على اساسه تتحدد نوعية المــشـــاركــة الــسيــاسيــة لأفــــراد النـمـط الاجـــتـــمـــــاعـــي، والـمـــشــاركـة الــسـيـاســـيـة كـمـا يـعـرفـهـا (هنكتونS.HungtionوصامويلJ.Dominguez) هي "نوع من النشاط الذي يقوم به المواطنون العاديون بهدف التأثير في عملية القرار الحكومي"( )، وهذه المشاركة لا تتطلب مستوى عاليا من الخبرة أو الكفاءة أو التحصيل الدراسي فيكفي افراد النمط ان يكونوا قد بلغوا السن القانوني للمشاركة في الانتخابات وذلك وفق القوانين والتشريعات الخاصة والحريات الممنوحة للفرد فالمشاركة تبقى نشاطا تطوعيا منوطا بالفرد يربطه بشكل إيجابي بالنظام السياسي.
إن السلوك الانتخابي في مجتمع البادية الأردنية) تحدد بوضع الالتزام الاجتماعي للناخب بأبناء قبيلته من المرشحين فالعامل العشائري هو المحرك الاساس لسلوك الناخبين، الذين ركزوا على مواضيع وقضايا تهم افراد المجتمع في البادية، وطبيعة الخدمات التي ستقدم لهم وتلتزم بسلوك انتخابي يركز على قضاياه الخاصة والخدمات التي يقدمها المرشح دون أي اهتمام بمستوى طرح المرشح لبرنامج سياسي يتناول معه قضايا المجتمع الأردني عامة.
بينما تتصف جغرافيا المغرب بأنها ذات اغلبية قروية تخضع فيها العملية الانتخابية إلى مؤثرات المؤسسات التقليدية التي تتحكم في مجرياتها على نحو عملي معطى الانتماء القبلي البدويون هم أكثر الناخبين مشاركة في الانتخابات مستندين في ذلك إلى معيار العلاقات التي تربطهم بالمرشح الذي يكون أما ابن العم أو الدوار أو القبلية( ).

ثانياً: العوامل الأيكولوجية:

وتشمل ما يتعلق بدراسة النشاط البشري الماضي وعلاقته بالحاضر في مكان محدد من خلال استعادة وتحليل البيانات المادية والثقافية والاحصائيات التي تربط بعض السمات الاساسية للدائرة الانتخابية الواقعة ضمن جغرافية محددة حيث تتأثر بثلاثة متغيرات مهمة:
متغيرات سوسيو- ديموغرافية: كالسن والجنس ومكان الاقامة، فقد ينتخب الرجال أكثر من النساء أو يميل الشباب الى المشاركة أكثر من كبار السن.
متغيرات سوسيو-ثقافية: كالمستوى التعليمي والانتماء الديني.
المتغيرات سوسيو- اقتصادية: وهي المتعلقة بالانتماء لفئة ذات مدخول معين كفئة الفلاحين أو العمال.
كما تؤثر طريقة انتشار السكان ومدى تقاربهم، فجغرافيا المكان عامل مؤثر على السلوك الانتخابي، فالمرشح يجد قاعدته الجماهيرية في بلدته التي له فيها روابط عائلية مقارنة بالمناطق الاخرى حيث ترسم الملامح المحلية المعالم الاساسية لشكل الخارطة السياسية. فمثلاً شهدت الانتخابات التونسية لعام 2014 ثلاثة انماط للسلوك الانتخابي يقوم الاول على الوفاء الحزبي كما حصل في مناطق(الساحل والجنوب والوطن القبلي) والثاني سلوك الخروج عن اللعبة أي عدم التصويت(الشمال الغربي)، والثالث متمثل بقبول الوضع على علاته من خلال المشاركة في التصويت (ولايات الساحل)، وقد أثبتت الانتخابات ان لها محددين ثابتين هما الحرية والامن ومن هذا المنطلق بدت المحددات متصلة بدوافع السلوك الانتخابي حيث تم التصويت من اجل ما يراه البعض (عودة دولة قوية ضامنة للأمن)، أو التصويت لما يراه البعض (الخوف من عودة الدكتاتورية)

ثالثاً: العوامل (النفس –اجتماعية):

وهي جملة عوامل بدءاً من توجهات المرشحين وميولهم الثقافية وتوجهاتهم الفكرية وانتهاءً بالاتجاهات النفسية للناخب وانتمائه الحزبي والبيئة المحيطة حيث يرى(جورج كاتلنG.Catlin) "ان علم السياسة نسق لا يمكن فصله على أي مستوى من مستويات علم الاجتماع، ولذا فأن البيئة الاجتماعية تعتبر اساسية لفهم السلوك السياسي"( )، فالطبقة المثقفة من مفكرين وكتاب لا يمكن ان ينتخبوا إلا من يشعرون أنه فعلاً يمثلهم وكذا الكفاءات العلمية، وما يترتب على ذلك من مؤثرات على السلوك الانتخابي.

رابعاً: العوامل النفعية والمصلحية :

والتي تقوم على مبدأ الربح والخسارة المادي والمعنوي والنفسي وحتى الوطني وهو يمثل ما يحققه الناخب والمرشح في الوقت نفسه من مكتسبات كناتج للعملية الانتخابية ككل إذن فجدلية المصالح المتبادلة مشتركة كانت أم مختلفة هي ما يدفع الإنسان نحو سلوك معين له سماته المحددة سواء توضحت أو شابها الغموض، وكل ذلك لا يأتي من فراغ فالناخب لا يعيش في معزل عن عالمه.
وقد ترتبط تلك المصلحة بهاجس الامن والخوف من عدم الاستقرار الامني بسبب وجود خطر خارجي قد يستثمره المرشح باستغلال هذا الخطر وتوظيفه كعنصر حاسم في الانتخابات بتصوير نفسه القادر على ردع هذا الخطر واتهام منافسيه بالضعف والتردد.
وشهدت الانتخابات العراقية التي جرت بعد 2003 صورا متعددة لهذا العلاقة النفعية والمصلحية بين المرشح والناخب خاصاً بعد تبني نظام القائمة المفتوحة منذ انتخابات مجالس المحافظات 2009 حيث اصبحت المفاضلة بين المرشحين داخل القائمة الواحدة.
لقد تعددت صور وانواع الاغراءات التي مارسها بعض المرشحين تجاه الناخبين وقد تكرر هذا السلوك حتى أصبح عادة ثابته في سلوك بعض المرشحين اثناء الحملات الانتخابية وقد تجلى هذا السلوك في أوضح صوره في انتخابات مجلس النواب 2014 ويمكن تصنيف تلك الممارسات إلى اربع صور هي:
الهدايا والهبات العينية والنقدية: اذ تم رصد بعض المرشحين من اصحاب رؤوس الاموال والمقاولين الذين يدخلون في الانتخابات لأول في انتخابات مجلس النواب 2014 وهم يوزعون مختلف انواع السلع على الناخبين بالاضافة إلى مبالغ نقدية بحجة اعانات ومساعدات ولم يقتصر ذلك على المرشحين الجدد بل مارس بعض المرشحين من هم في السلطة السلوك نفسه.
التعيينات: وهي واحدة من ابرز صور السلوك في الانتخابات العراقية التي مارسها بعض المرشحين النافذين في السلطة بإطلاق وعود بتعيين ناخبيهم المفترضين أو تعيينهم فعلاً قبل الانتخابات أو بعدها إلا ان واحدة من اغرب صور هذا السلوك التي ظهرت بعيد انتخابات 2014 والتي تمثلت في قيام بعض المرشحين المتنفذين في السلطة باختراع عناوين لوظائف لم تعرفها الدولة العراقية من قبل وغير موجودة اصلاً على نحو ما عرف بالحراس الليلين أو (ابناء العراق) حيث قام هؤلاء المرشحون بتعيين آلاف من الناخبين عشية الانتخابات تحت هذا العنوان الوظيفي واستلم هؤلاء الناخبون راتباً واحداً عن هذه الوظيفة الا ان
الحاجة انتفت لهم بعد الانتخابات مباشرة.
استئجار المصوتين: ونقصد به قيام بعض المرشحين سواء من هم في السلطة أو من الذين يشاركون لأول مرة في الانتخابات من الذين يمتازون بإمكانات مالية كبيرة باستئجار مجاميع كبيرة من الناخبين بعنوان مراقبين نظير اجر مقطوع، ينتشرون في محطات ومراكز الاقتراع لمراقبة الانتخابات لمصلحة مرشحهم وربما بلغت قدرة بعض المرشحين على تغطية جميع محطات ومراكز الاقتراع والمحافظة بالمراقبين إلا ان الغاية الحقيقية هي شراء اصوات هؤلاء الناخبين وضمان اصوات متعلقيهم (الاقارب والاصدقاء) وقد اسهم هذه السلوك في فوز معظم المرشحين الذين مارسوه.
الخدمات: مارس بعض المرشحين من هم في السلطة أو خارجها (التجار والمقاولين) سياسة تقديم بعض الخدمات للناخبين خاصة فيما يتعلق بإكساء بعض الطرق وإيصال الماء إلى المناطق النائية وتقديم بعض مواد البناء إلى المناطق العشوائية، ان تلك الانماط من السلوك كانت عاملاً حاسم في فوز بعض المرشحين في الانتخابات العراقية حتى ممن لم يكن معروفاً في أوساط الناخبين ومن الذين ليس له علاقة بأمور العامة أو الشأن السياسي مطلقاً وليس لديهم مؤهل علمي أو كفاء مهنية.
وهذا ما يبرر حصول مرشحين غير (معروفين) يدخلون الانتخابات لأول مرة دون ان يتصفوا بالصفات المذكورة اعلاه ولكنهم مارسوا انماط السلوك المذكورة انفاً بحصولهم الى جانب المرشحين المتعصبين الطائفيين والقوميين على اعلى الاصوات في محافظاتهم مقارنة بشخصيات معروفة وذات كفاءة علمية وسمعة طيبة وبعد كل انتخابات يشكو الناخب ويلعن اللحظة التي ادلى بصوته للحزب والمرشح ولكن مع حلول الانتخابات يمارس السلوك نفسه من جديد ولا تجد الحملات الانتخابية الجادة لإصلاح النظام السياسي والاجتماعي (كالتعليم والصحة) أية اذان صاغية لدى الناخب.
الهوامش
(1):
قيس اسماعيل جبار. علافة السياسة بعلم النفس وانعكاساتها على السلوك السياسي للافراد http://www.hamoudi.org
(2):
السلوك الانتخابي وعلاقته بالاعتقاد بعدالة العالم (دراسة عن الانتخابات النيابية في العراق عام 2010) الدكتور ابراهيم مرتضى ابراهيم الاعرجي (ص 536).
(3):
أ.د صادق الأسود، تأثير تكوين الشخصية على السلوك السياسي، مجلة العلوم السياسية،السنة الثالثة، عدد 37 ص43.
(4):
م م مرتضى الاعرجي. مصدر سابق.
(5)
سميحة الفقير، العزوف الانتخابي .دراسة ميدانية مدينة طنجة أنموذجا، رسالة ماجستير، جامعية عبد المالك الساعدي، 2008، ص67.
(6):
محمد سليم وجلال عبد اله معوض، السلوك السياسي ، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية (القاهرة: جامعة القاهرة، 1993) ،ص2.
(7): (
يمكن تعريف الاتجاه بكونه الاستعداد للاستجابة على نحو معين إلى أوضاع أو دوافع متماثلة ‘فهو إذا ليس مظهراً منعزلاً ودقيقاً لدى الشخصية وانما هو رد فعل قابل لأن يتكرر وينطوي الاتجاه على تطبيقين، هما السلوك الذي يعبر عنه بنشاطات سلوكية، والطبائع التي تعنى اتخاذ موقف إزاء موضوع ما.) ا.د صادق الأسود مصدر سابق.
(8) :
ويكيبيديا مصدر سابق.
(9) :
السلوك الانتخابي – عتيقة جبرو نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 11/6/2009
(10):
دايفد فاريل ، وايان ماك اليستر، the politics of Electoral systems مطبعة جامعة اكسفورد ،2005. ص 79.ترجمة الكاتب.
(11):
علاقة السياسة بعلم النفس للكاتب م.م قيس اسماعيل جبار. مصدر سابق
(12):
السلوك الانتخابي – عتيقة جبرو نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 11/6/2009
(13):
عبد الحليم الزيات ، التنمية السياسية .دراسة في علم الاجتماع السياسي. البنية والاهداف، (الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 2003)، ص55.
(14):
محمد الجرييع، التنمية السياسية في البادية الاردنية دراسة تحليلية للانتخابات النيابية 2003
(15):
د. فوزية البيض، أسس السلوك الانتخابي، مقال منشور على موقع انفاس برس http://www.anfaspress.com/index
(16): (Human Ecology)
وهو علم يبحث في علاقة الكائن البشري ببيئته وهو فرع من فروع علم الاجتماع للمزيد انظر السيد عبد العاطي السيد ( الايكولوجيا الاجتماعية/ مدخل لدراسة الانسان والبيئة والمجتمع) دار المعرفة الجامعية/ الاسكندرية.
(17):
ينظر، محددات السلوك الانتخابي في انتخابات تونس التشريعية 2014، تقييم حالة. (تونس: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،2014)، ص7.
(18):
صابر عبد ربه، الاتجاهات النظرية في تفسير الوعي السياسي ،( الاسكندرية: ديوان المطبوعات الجامعية ، 2005)، ص94.
( 19):
منطق المنفعة المتبادلة بين المرشح والناخب حاضر بقوة، وذلك راجع إلى هشاشة الوضع الاقتصادي والثقافي، حيث يعمل جل المرشحين على تقديم خدمات للأحياء وللبيوت التي تتوفر على خزان انتخابي كبير، مثل تقديم الوعود بتوظيف العاطلين، أي أن خصائص المجال الجغرافي والبنية الثقافية، ومستوى وعي طبقات المجتمع تتحكم في مواقف الساكنة من التصويت، مواقف تتباين بين مؤيد ومعارض هذا الأخير ينخرط جزء منه في صفوف العازف الذي يرفض شراء الذمم خاصة في صفوف نخبة من الشباب الذين يكفرون بعملية الانتخابات مستندين في ذلك إلى هيمنة محترفي الانتخابات في وقت ترفض فيه الاحزاب المغامرة بتزكية وجوه واعدة امام من يعتبرون آلة تحصد الاصوات وتكتسح "بخبرتها" السوق الانتخابية. د. فوزية البيض، أسس السلوك الانتخابي، مقال منشور على موقع انفاس برس ، مصدر سابق.
(20): http://www.anfaspress.com/index.php/kiosque
((
نتنياهو برع في تسويق نفسه كرجل الأمن، وذلك بتركيزه على الأخطار الأمنية المحيطة بإسرائيل؛ فتارة يروج لنفسه كقادر على مواجهة الخطر النووي الإيراني، وتارة أخرى يعرض نفسه كشخص قادر على إنهاء تهديد حركات المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حماس. ففي الخطاب الذي أعلن فيه نتنياهو حل الائتلاف الحاكم والدعوة للانتخابات المبكرة، أشار إلى أن ّ الهدف الأساسي الذي كان يسعى الى تحقيقه هو المحافظة على الأمن، بالإضافة إلى المحافظة على اقتصاد قوي. تركزت حملة نتنياهو الانتخابية حول هذا المحور متهما خصومه بعدم القدرة على حفظ أمن إسرائيل، حتى وصل الأمر بحملته الدعائية إلى نشر مقطع فيديو على موقع حزب الليكود يشير إلى أن انتخاب اليسار سوف يجلب داعش الى القدس)) اشرف عثمان بدر ، نتنياهو وسيكولوجية الجماهير، مجلة جدل العدد الثالث والعشرون 2015 متوفر على الرابط http://mada-research.org

عرض مقالات: