يوماً بعد يوم يتزايد انضمام قطاعات وفئات واسعة من الجماهير الى صفوف انتفاضة تشرين المجيدة ادراكاً منهم بأن لا مستقبل لهم في ظل بقاء نظام المحاصصة الطائفية والاثنية المنتج للفساد المالي والاداري والسياسي ،والذي تتحكم فيه الكتل الكبيرة النافذة ،مرة باسم الدين والطائفة ،ومرة باسم القومية وخلافاً لذلك فإنها استأثرت بأموال وخيرات البلد وعبثت بأمنه وسلامة ابنائه، وغيبت العدالة الاجتماعية بين أبنائه وتركت البلاد مرتعاً تعبث به دول الجوار وهذا الواقع المزري الذي تعيشه البلاد والشعب حتم عليهم الانضمام الى الانتفاضة السلمية للتصدي للمافيات السياسية المتحكمة بمصير البلد عبر نظامها الطائفي الإثني وهذا يتطلب تبني منهجاً جديداً لمعالجة ازمات البلد وهولا يتحقق الا ببناء الدولة المدنية الديمقراطية ،دولة المواطنة والنزاهة والعدالة الاجتماعية والتي تعيد الى الوطن هيبته والى المواطن انسانيته وكرامته ، ترفع الظلم والحيف عن كادحيه وتطلق العنان لبناء قاعدة اقتصادية زراعية وصناعية منتجة ، دولة جادة وحازمة لمقارعة الفساد والمفسدين ،وتفتح ملفات الفساد لاسيما في القضايا الكبيرة واصحابها من الحيتان الكبيرة ،وتوفير أفضل الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية ومعالجة ازماته الاخرى كأزمة الكهرباء والماء الصالح للشرب.
يصح القول ان انتفاضة تشرين هي انتفاضة جماهيرية مدنية بحق تنأى بنفسها عن النزعات الطائفية والقومية همها الاول هو الوطن ومحاربة الطائفية والعنصرية بألوانها المختلفة ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية
وما يسجل بإيجابية مطلقة لصالح الانتفاضة بأن شبابها وجماهيرها الداعمة لها اغلبهم من الطبقات المسحوقة والمهمشة لذلك هدفها هو تحقيق العدل الاجتماعي عبر توزيع ثروات البلد على المحافظات والمواطنين وفقاً لمعاير سليمة وواقعية، وتوفير فرص عمل عادلة لهم، ورعاية الثكالى والارامل والمطلقات، واصحاب الاعاقات النفسية والجسمانية وتوفير الاعانات المالية للعاطلين عن العمل وكبار السن.
ولا يمكن تحقيق ما تصبوا اليه الانتفاضة من اهداف الا بانتصارها الحاسم واستعادة الوطن من مخالب الدول المتحكمة بقراره ليعود وطناً ذا سيادة واستقلال ولكل العراقيين، لا تتحكم فيه الا قرارات ابنائه.
ان انتصار انتفاضة تشرين مرهون بوحدة صفوفها والحفاظ على سلميتها، ويقظتها من محاولة حرفها عن طبيعتها واهدافها، وضرورة التنسيق بين قياداتها وانتقاء المتحدثين الجيدين عنها من الشباب عند الظهور في وسائل الاعلام المختلفة.
تحية اجلال واكبار لشهداء الانتفاضة الذين واجهوا الموت بصدور عارية لكنها عامرة بالايمان متدرعين بوطنيتهم الفذة، تحية للشباب الثائر المرابطين في ساحات الاعتصام ولكل من قدم العون والمساعدة للمنتفضين، تحية لعوائل الشهداء والامهات المفجوعات بأبنائهن وبناتهن وتحية للمرأة الباسلة التي التحقت بإخوانها في ساحة التظاهر.
النصر قادم لا محال لا تراجع ولا عودة الا بتحقيق المطالب حتى مع محاولات ذيول الفساد والمحاصصة ومليشياتهم المعروفة ترهيب وتخويف النشطاء، كل هذه المحاولات الفاشلة بائسة ولن تضعف ارادة المنتفضين العالية.

عرض مقالات: