كلّ يوم، وبعد سقوط شهيد جديد، تتسع الهوة بين المنتفضين البواسل وزمرة الخيانة والفساد.. كل يوم، وبعد سقوط عشرات المصابين من المنتفضين بالرصاص الحي والغازات السامة، تتسع الفجوة اكثر بين السلطات الثلاث وملايين المنتفضين الأبطال.. وكل يوم، وبعد خطبة المرجعية، تزداد الهوّة إتساعا بين جماهير الشعب المنتفض وسلطة الجريمة والفساد.. وكل يوم، وبعد كل نشرة أخبار كاذبة وملفقة من متحدثين بإسم الحكومة والداخلية، تصبح الهوة بين مارد الإنتفاضة وأقزام السلطة من الصعب ردمها. وكل يوم، وبعد خطف الناشطين والناشطات من قبل الذيول المجرمة، يصبح من الوهم التعويل على تصريحات وقرارات الدولة الفاسدة. 

وفي ظل هذه المعطيات، ينبغي على المنتفضين الأبطال، ان يفكروا جديا بأن العمل العفوي أصبح من الماضي، وعليهم إتخاذ خطوات أكثر ثورية لإحراز النصر النهائي.. إن تشكيل حكومة ظل وطنية، كفوءة ونزيهة من شخصيات يتم إختيارهم بعناية من قبل المنتفضين، أصبحت برأيي المتواضع مهمة آنية، من أجل، اولاً، سحب البساط من أقدام هذه الحكومة الفاسدة المجرمة بعد أن تجمع عدد من رؤوس الفساد والجريمة والتبعية لمبايعة عادل وزمرته المجرمة.. وثانياً، لإظهار المنتفضين للمنظمات الدولية بأنهم فعلا لا قولا يمثلون الشعب العراقي وليس تلك الزمر العميلة الخائنة والمستهترة بأرواح أبناء وبنات الشعب العراقي. وثالثاً، من أجل ان لا يكون هناك فراغ دستوري وأمني حال سقوط هذه الحكومة الفاسدة. ورابعاً، أن لا يسمح للفاسدين القتلة ركوب موجة الإنتفاضة والإلتفاف على حق المنتفضين بتشكيل الوزارة التي تأخذ على عاتقها إدارة الدولة مؤقتا، لحين إقرار قانون إنتخابي عادل، وانتخاب مفوضية نزيهة وكفوءة ومستقلة فعلا، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وتقديم جميع القتلة والفاسدين الكبار إلى قضاء عادل ومستقل، واسترداد أموال الشعب المنهوبة. 

كل يوم، ونحن أكثر قناعة بأن ثوار ساحاتنا، ومن خلال تلمس عنفوانهم وسلوكهم الحضاري وثباتهم وتطور وعيهم الثوري، إن النصر آت لا محال وإن هزيمة نظام المحاصصة الطائفي والعرقي، نظام الجريمة والفساد والعمالة، أصبح قاب قوسين أو أدنى.

عرض مقالات: