تتصاعد وتيرة الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات في محافظات الوسط والجنوب ، ويتسع حجمها يوما بعد يوم .

واللافت في الأمر.. ارتفاع صوت الشبيبة التي استرخصت الدم والنفس لتنتصر إرادة العراق والعراقيين ، ويصعد ويلهب جذوة الانتفاضة ويعطيها زخما كبيرا ، وتطورها في الكم والكيف !...

اليوم وقف الجيل الصاعد ، ومشاركة المرأة الفاعل في التحدي والصمود ، وكسرت المرأة قيودها ، وتحدت من أراد حجرها ومنعها من أخذ دورها ، باعتبارها تمثل نصف المجتمع ، والساعد القوي والمهم في عملية التغيير والبناء .

دخول شبيبة الحاضر ورجال المستقبل ، طلبتنا وأبناؤنا ، هؤلاء الورود والرياحين في صدور وقلوب شغيلة اليد والفكر ، ورياحين وزهور الأمهات والأباء .

دخول طلبتنا بانضمامهم الى التظاهرات ، هذه الشريحة المهمة من صبايا وشباب ، هؤلاء بُنات المستقبل وقادته للعراق الجديد .

هذا التلاحم الكفاحي بين النساء والطلبة والشباب والشابات ومن مختلف الأعمار من كلا الجنسين ، هؤلاء لا يمكن هزيمتهم وإيقاف زحفهم الكاسح ، لتهديم أوكار التخلف والظلام والجهل والجوع والقمع والتسلط والفساد ، ومن أجل قيام نظام ديمقراطي عادل يتساوى فيه بين العراقيين والعراقيات ، لتوفير الخبز للجميع وحق الجميع بالحياة الحرة الكريمة ، والتعايش والمحبة والسلام يعم الجميع في هذا البلد العظيم بشعبه ولتراثه وبإرثه الحضاري وبأرضه المعطاء وثرواته الوفيرة ، وبقدرات العراقيين والعراقيات على العطاء والإبداع لو قيض لهم تكافئ الفرص ومساحة من البحث والتفكر وخلق الجديد المفيد للفرد وللجماعة .

عمليه التغيير والبناء في أي مجتمع ، لا يمكن أن تكون كاملة وناجحة ، إلا بجهد جماعي وبتعاون وتكاتف الجميع ، من الذين لهم مصلحة حقيقية بعملية التغيير والسير بعملية التغيير المنشود الى أخر الطريق .

السواد الأعظم من شعبنا لهم مصلحة حقيقية بصنع التغيير والتعجيل به ، لإيقاف الموت المجاني وأنهار الدماء التي تجري على أرض العراق منذ عقود .

ليس هذا فقط !.. بل وأكثر من ذلك بكثير !..
العراق وشعبه يعيش أزمة !... بل أزمات !..
ومن أكبر تلك الأزمات ، هو النظام السياسي القائم اليوم ، المعوق الحقيقي لكل جهد ونشاط يسعى لبدء عملية إعادة بناء دولة المواطنة ، ولدوران عجلة الاقتصاد وتقديم الخدمات ومحاربة الفساد وغير ذلك .

ما زال هناك من يعتقد بأن إمكانية إصلاح النظام من داخله أمر ممكن !..

بالرغم من التراجع المستمر لتلك الأصوات ، نتيجة فشل هذا النظام ورموزه [ نقصد هنا أحزاب الإسلام السياسي الحاكم من 2006 م وحتى الساعة ، والطبالين والزمارين الذين يعيش هو وزبانيته على موائد هؤلاء السلاطين وما يجودون به بما لا يملكون .

بالرغم من تلك الأصوات التي ما زال زعيقها نسمعه في وسائل إعلامهم المضلل والفاسد ، فقد أدركت الأغلبية الصامتة ، بأن هذا النظام ورموزه وأدواته ، هم الممانعين الحقيقيين لأي عملية تغيير ، ويعملون على إجهاض أي جهد ومسعى للخروج من هذا الجب العميق ، مستخدمين شتى أساليب التظليل والكذب والرشا والنفاق السياسي لإيهام الناس وثنيهم عن الاستمرار بانتفاضتهم المباركة ولكن بالتأكيد بأن كل تلك الأساليب لن تنفعهم بشيء .

وأسباب ما يقومون به وما يفبركون معروفة ومفهومة ، ألا وهو البقاء على رأس السلطة واستمرارهم في النهب والفساد ، فحولوا كل شيء في هذا البلد ، الى أرصدة ورساميل وأموال ثابتة يضاف لأرصدتهم التي حولوها خارج العراق .

ليس هذا فقط فقد حولوا ( الدولة ! ) ومؤسساتها رصيدا وملكا لهم ولحاشيتهم ، وحرمان الأغلبية من أي حقوق .

وخبرهم الشعب والجماهير المنتفضة ، خلال سنوات حكمهم ال16 ستة عشر عاما الماضية .

وما الانتفاضة التي بدأت شرارتها في الفاتح من أكتوبر ، وصلب عودها بمرور الأيام ، إلا دليل على رفض العراقيين لهذا النظام الفاسد والطائفي العنصري البغيض .

لضمان نجاح الانتفاضة وتحقيق أهدافها ، يجب أن تلقى الدعم والمساندة ، لتقويتها ودعمها اللامحدود ويشد من أزر شبابها الساعين لصنع الحياة الحرة الكريمة .
ولا يجوز أن يبقى البعض من شعبنا متفرجين ومنتظرين ماذا سيحدث ؟..

المسؤولية تقع علينا جميعا ، والواجب يحتم عدم التفريط بالفرصة الذهبية المتاحة لصنع التغيير المنشود ، وأن لا نبقى على التل متفرجين وكأن الأمر لا يعنينا !!..

إن كنا عراقيين وطنيين ونريد أن نكون أحرارا وليس عبيد فما علينا إلا الدخول الى قلب المعركة والمشاركة الفاعلة والواعية المتبصرة .


كل ما يحدث في عراق أُكتوبر الجديد يعنينا ، وواجب المشاركة ودعم الانتفاضة المباركة ، واجب وحق وتكليف وطني وأخلاقي ويعنينا كعراقيين .

دعوى لكل أبناء وبنات شعبنا في المحافظات الغربية الغيارى ، وللشعب الكردي والايزيديين والكلدان والأشور والسريان والتركمان ، ولكل العراقيين والعراقيات ، في المناطق الغربية وفي إقليم كردستان وفي كل بقعة من بقاع وطننا العزيز !..

نقول للجميع ... اخرجوا بجموع قوية وبصوت هادر ، يزلزل الأرض من تحت أقدام من أراد استعبادكم وإذلالكم ، وازحفوا  إلى  سوح التظاهر والاعتصام ، ودافعوا عن حقوقكم وكرامتكم ، وعن دولة يكون العراقي فيها سيدا ، له صوت مسموع وحق محفوظ ومكفول ، سيدا على أرضه ، محفوظ ماله وعرضه وكرامته ومستقبله ومستقبل عائلته وأولاده .

أخرجوا بجموع قوية موحدين مؤمنين ، بحقكم في الحياة وفي العمل ، وأن يكون لديكم أمل واثق بأن القادم ، بإرادتكم سيكون سعيدا رغيدا وأمن ، ويعيش الجميع بسلام وسعادة وفرح ورخاء .