اتمت رابطة المرأة العراقية مؤتمرها العاشر بنجاح في العاصمة العراقية بغداد، وما يميزه اخذه اسم المناضلة الرائدة الفقيدة ( بثينة شريف )عنواناً له، عرفانا من المندوبات اتجاه الدور الذي لعبته الفقيدة خلال حياتها من أجل النهوض بواقع المرأة نحو الغد الافضل واكتساب كافة الحقوق المسلوبة، جراء هيمنة وتعسف الحكومات منذ الحكم الملكي وصولا بالحكومات الحالية باستثناء حكومة ثورة ١٩٥٨ التي اتاحت للمرأة فسحة من الحرية للانتظام في الحركات المدنية والسياسية، وإسهام عضوات الرابطة آنذاك بمقترحات وتوصيات على قانون الاحوال الشخصية رقم ( ٨٨ ) لسنة ١٩٥٩ الذي عد من أنضج القوانين المدنية في المنطقة العربية، وقد كان اعطاء المرأة بعض حقوقها، خير دليل على ذلك .
لقد كان للرابطيات دور واضح في النضال من أجل نيل حقوق المرأة بعد انتكاسة ثورة تموز المجيدة ومجيء الفاشست ٨ شباط عام ١٩٦٣ اذ انتهكت حرماتهن وتعرضن للملاحقات والاعتقال والسجن و التغيب والتعذيب بكل شراسة وهمجية والحرمان والفصل والمطاردة، وكان لهن نصيب من المجازر الدامية، فيما تحملت الاخريات هموم ومصائب فقدان الوالد والام والاخ والزوج، وحفظن عهدهن بتربية اطفالهن اليتامى بكل شرف وعنفوان وأصالة دون ان ينكسن رؤوسهن للأعداء المرتزقة المأجورين وبقين شامخات بمواقفهن العظيمة مستمدات ثباتهن من مواقفهن الكبيرة التي تربين عليهن خلال انخراطهن في العمل بين صفوف رابطة المرأة العراقية .
شكل مؤتمر الرابطة العاشر محطة استذكار مهمة لكل الرابطيات الرائدات اللاتي رفعن راية النضال والتحرر والمساواة في أحرج الظروف واقساها وتحملن أقسى انواع الاضطهاد والحرمان والقهر والسجون ولم تثن عزيمتهن الملاحقات والمطاردات العسكرية للحكومة الفاشية بل واصلن قيادة المسيرة بكل حماس وشجاعة وأيمان بانتصار قضيتهن، وذكرني المؤتمر بالشهيدة ( بهيجة ) فتاة الجسر اول شهيدة في تظاهرات وثبة كانون والتي كانت انموذجاً للمرأة الشجاعة حين قررت عبور جسر الشهداء تحديا للسلطة الغاشمة والعميلة للاستعمار البريطاني فسقطت شهيدة ورفعت بسواعد رفاقها عاليا حتى عبور الجسر ..
نقف اليوم جميعا احتراما لتلك الكوكبة من النساء الاوائل أمينة الرحال وخانم زهدي ونزيهة الدليمي وبشرى برتو وسعاد خيري وبثينة شريف وزكية خليفة وزينب والاخريات شهيدات الرابطة الشهيدة (عايدة ياسين ) والشهيدة العظيمة ( ام ذكرى ووصال وجميلة ولكل امرأة ضحت من اجل شعبها ووطنها، تحية للعراقيات ممن واصلن العمل في النقابات والمنظمات المدنية الى جنب اخيها الرجل، ولكل امرأة سعت الى الخلاص من آفة المحاصصة المقيتة وادواته الفساد والفاسدين، ولكل المتظاهرات بسوح التحرير ومن حاربن الاستغلال والاضطهاد وامنن بعدالة قضيتهن قضية المرأة.
تحية للمؤتمر العاشر لرابطة المرأة العراقية

عرض مقالات: