ترجمة/ عادل حبه

ارهابيون من القفقاس

بعد أن قلع الجيش العراقي والسوري ارهابيي داعش في العراق وسوريا، عاد عشرات الآلاف من هذه المجموعة الارهابية المتوحشة إلى محل أقامتها السابقة. وتوجه قسم من هذه المجموعة إلى القفقاس ليصبحوا مصدر تهديد لدول المنطقة وخاصة روسيا.

وقد أشارت صحيفة واشنطن بوست أخيراً إلى أن :" أكثر من 5 ألاف من أفراد داعش، وبعد قلعهم من العراق وسوريا، عادوا إلى جيورجيا. ومن اللافت للنظر أن أعداداً كبيرة من الإرهابيين ممن تطوعوا في القفقاس، قد أقاموا في جيورجيا وحصلوا على تدريباتهم العسكرية في ظل رئاسة الرئيس السابق لجيورجيا ساكاشفيلي".

فقبل عدة سنوات ليست بالبعيدة، توجه إلى سوريا والعراق عبر الأراضي التركية عشرات الآلاف من الإرهابيين المتدربين. وفي الظرف الراهن، فإن اعداداً كبيرة من الارهابيين الذين تراجعوا عن سوريا والعراق، يقيمون في تركيا ويسعون إلى الرحيل إلى بلدان أخرى بأمل العثور على ملاذ آمن لهم.

وعلى الرغم من حملات التطهير التي تشنها القوات الأمنية التركية بعد الانقلاب العسكري الفاشل في البلاد، إلاّ أن الارهابيين مازالت لديهم القدرة على الحركة في البلاد على شرط أن لا يتحولوا إلى قوى مخالفة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظامه. وفي الوقت نفسه، لا تستطيع تركيا أن تمنع بشكل كامل خروج الارهابيين باتجاه جيورجيا. فقد استغل الارهابيون فرصة انشغال تركيا في الحرب ضد اكراد سورية في شرق البلاد من أجل تحركهم. ويبرر الارهابيون وجودهم في جيورجيا  بذريعة اختلافهم مع رمضان قاديروف رئيس جمهورية الشيشان وغيره من الشخصيات الرسمية الروسية في منطقة  القفقاس، ولذا عليهم أن يستقروا على الأراضي الجيورجية.

إن كل هذه العوامل التي أشير اليها آنفاً، تثير القلق لدى روسية حول الأمن على الحدود المشتركة مع جيورجيا، خاصة وإن المسؤولين عن مكافحة الارهاب في جيورجيا يفتقرون إلى الخبرة والأدوات اللازمة لمكافحته. إننا نشهد كيف أن أحمد جاتايف يصول ويجول في الأراضي الجيورجية، وهو الإرهابي الذي حارب في سورية، ونظم عمليات القتل والتفجيرات في مطار اصطنبول، ولكن الأجهزة الأمنية في جيورجيا ليست لديها أية معلومات عن أشهر الارهابيين في العالم. وحسب ما تنشره وسائل الاعلام الجيورجية، فإن جاتايف قام بالتخطيط في جيورجيا لتنفيذ وقيادة أبرز عملياته الارهابية في العالم.

في الاسبوع الماضي ، نشرت الصحف الجيورجية تصريحات لديفيد سوجاشفيلي مسؤول الأمن في البلاد. وقد أشار في تقريره إلى البرلمان إن روسيا تشكل خطرا على الأمن في جيورجيا. هذا في الوقت الذي تسعى فيه موسكو إلى دعوة تفليس للمشاركة في مكافحة الارهاب، لأن وجود الارهابيين يشكل بالدرجة الأولى تهديداً للأمن الوطني في جيورجيا. وإن وجود الارهابيين المتطرفين الاسلاميين في جيورجيا يشكل في الوقت نفسه تحذيراً لروسيا خاصة قبل الشروع بالمسابقات الدولية لكرة القدم. ويتمتع الموقع الجغرافي لجيورجيا بظروف مساعدة للارهابيين كي يمارسوا حملاتهم الجنونية ضد روسيا وحلفائها في المنطقة، في حين أن المسؤولين الأمنيين الجيورجيين يعترفون بأنهم يفتقدون إلى القدرة والأدوات لمكافحة الارهاب.

وهنا يطرح علينا السؤال التالي، ماذا ينتظر المسؤولون الجيورجيون من أحداث كي يقنعهم بضرورة مكافحة الارهاب، وما هي البدائل لهم مقابل التعاون الأمني مع موسكو لقمع الارهاب؟ إن المصالح الأمنية الوطنية لكل من موسكو وتفليس تفترض العمل المشترك المتعدد الجوانب لمكافحة المجاميع الارهابية. إنه هدف وطني مشترك وليس مواجهة بين البلدين. إن دعوتنا وأملنا هو أن تسمع تفليس نداء التفكير السليم ومشاعر التعاون المشترك.

 * وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية