عندما تغيب الدولة !.. ويحل محلها إمارات حرب وعصابات خارجة عن القانون ، وميليشيات طائفية مسلحة تتحكم بمصائر البلد !.. فاعلم بأن ذلك مؤشر على تغييب كل شيء فيه حياة !.. كل شيء سيصبح في خبر كان مثلما هو اليوم في العراق !.. من أمن ورخاء وخدمات وتعايش وعدل ونزاهة وصدق ووطنية ، وأخلاق ومروءة وضمير ومحبة وتعايش !...
أما إذا أُضيف عامل أخر لغياب الدولة ، بوجود الدين السياسي هو من يتصدر إدارة البلد مثلما في العراق ، حيث لا وجود للدولة والذي يتحكم بالعراق وشعبه منذ سنوات !.. فاقرأ على الدنيا السلام !..
وسيستمر البلد حين ذلك بالانحدار والتراجع وبشكل مخيف !..
كما يتدحرج حجر من سفح جبل شديد الانحدار !..
والناس ( مفتحة بالخل وبالبن !! ) وتعرف وتميز بين الأسود والأبيض وبين الشر والخير والعدل والباطل ، وبين الفاسد والنزيه، وبين الخونة والوطنيين والمخلصيون !!..وقد شاهدوا بأم أعينهم وسمعوا الأصوات التي خرجت وهي تنادي [ باسم الدين باكونه الحرامية !] !..
وكان الناس شهودا على ما حل في العراق ، والى أي مستنقع أوصلوه هؤلاء اللصوص !..
خلال فترة لا تزيد عن عقد ونصف من السنوات، وما أل إليه وضع الناس وما حل بهم من خراب ودمار وموت َ!..
كم كان الانحدار شديدا وسريعا نحو الهاوية والسقوط في جب عميق !..
أعتقد بأن الأمر طبيعي جدا ولا غرابة في ما نراه وما نسمعه !..
فهؤلاء كما هو الطاعون !.. أينما حلو وأينما وقعوا !..
فيعني ذلك بأن الطاعون قد نزل في مدنهم ، بل في كل شبر من هذا البلد ، الموت والخراب والفساد والدمار والشقاق والتمزق !..
ويكون التدمير تاما وشاملا في مختلف مناحي الحياة ، وكما نراه ونشاهده اليوم في العراق نتيجة غباب الدولة وهيمنة الإسلام السياسي !..
في أي بقعة من هذا الكون الفسيح ؟..
إن هذا الذي نتحدث عنه فهو العراق !,,
إنه أعظم بلد في العالم ، وليس كمثله بلد في هذا الكون الفسيح !..
محال أن يعود لهذا البلد صفائه ورخائه وأمنه وعافيته ، بوجود هؤلاء السماسرة والطفيليين والمرابين من سياسي الغفلة ومن هواتهم !..
نقولها وبوضوح تام ، ما دام الإسلام السياسي يقود البلد ويتحكم بمصير الناس ، فمحال أن يستعيد هذا البلد عافيته وألقه وأمنه ورخائه !..
هذه حقيقة يجب أن يدركها الناس وأولهم السياسيون ، الذين يُصَنًفون بِسِمات الوطنية والتقدمية والديمقراطية والنزاهة والعدل والإنصاف !..
على هؤلاء أن يعوا جيدا هذه الحقيقة المرة ، وأن يقولوا للناس بكل وضوح وصدق وأمانة ، ويبينوا للناس طبيعة النظام السياسي القائم، وأن لا يكونوا شهود زور للحاضر والمستقبل .