سؤال ربما يراود الكثيرين في توقيته ومكانه ، وما المطلوب من الشيوعيين وحزبهم تقديمه لهؤلاء ؟..
وقبل كل شيء !.. من هؤلاء الذين يبدو للمتتبعين والمراقبين بأنهم طلاسم ويعملون في الخفاء وبعيدا عن الأنظار والعيون وفي عتمة الليل الدامس الظلام ؟ ..
وماذا عمله الشيوعيين وأصدقاؤهم لهؤلاء الطلاسم ، ليصبوا جام غضبهم وحقدهم وكراهيتهم ، ويستمرون في غيهم الأهوج ، بالاعتداء والتجاوز والتحريض والإساءة لأُناس معروفين للبعيد وللقريب ، بحسن السيرة والسلوك ، نظيفي العقل والقلب واليد والسيرة ، ويشهد لهم حتى من يختلف معهم !..
بأنهم وطنيون حتى النخاع ، نزيهون وصادقون قولا وفعلا ، لا يعتدون على أحد ولا يقصون أو يلغون أحد ، يحبون الناس وفعل الخير ، والدفاع عن الضعفاء والفقراء والبؤساء ، وعن مصالح الشعب وعن حقوقه وحرياته وكرامته ، وقفوا ضد القمع والظلم وجور الأنظمة الرجعية والدكتاتورية الدموية ، وقدموا الغالي والنفيس للدفاع عن حياض الوطن ومن أجل رفعته وسموه ورخائه واستقلاله ووحدة أراضيه .
والطيف السياسي العراقي شاهد على نضال وتضحيات وبسالة وعطاء الشيوعيين ، وصدق سريرتهم ووضوح نهجهم وسياساتهم ، وليس هناك من يشك بنبل قضيتهم وأمانتهم ونزاهتهم وشجاعتهم ، وحرصهم المتناهي على النضال المشترك والتعاون بين القوى السياسية التي تعمل على الساحة العراقية ، والبحث عن المشتركات والابتعاد عن الغلو والتطرف بكل أشكاله وألوانه ومراميه ، ومن أجل الخروج من مستنقع الطائفية السياسية والمحاصصة التي أتت على مؤسسات الدولة والمجتمع ، وإشاعة الفساد بأشكاله المختلفة وتنامي روح الكراهية والعنصرية والإلغاء والعداء للثقافة والفنون وللمرأة ، وغير تلك المثالب وهي كثيرة ، والتي ألحقت أفدح الأضرار في ( الدولة ! ) والمجتمع .
أنا أسأل مثل الألاف وربما الملايين ؟..
أَلَمْ نكون في ( دولة ديمقراطية حسب ما جاء في الدستور الذي صوت عليه أكثر من أحد عشر مليون عراقي وعراقية ) ؟..
ألم يساوي هذا الدستور بين المواطنين العراقيين ، ولا فرق بين دين وقومية ومذهب وطائفة ومنطقة ؟..
بغض النظر عن فكره وفلسفته وثقافته وحزبه ؟..
وهل هناك فرد أو جماعة أو حزب أو مكون أو دين ومذهب فوق الدستور والقانون ، والجميع مظلتهم هو العقد الاجتماعي الذي اسمه ( الدستور ) ؟..
وهل يحق لأحد أن يحتكم في أي نزاع أو خلاف لجهة غير الدستور والقانون ، هذه الجهة حزب كان أو مؤسسة دينية أو فقهية ، لعشيرة وجماعة أو مكون غير الدستور ؟ ..
أنا أطلب من خبراء القانون ، أن يبينوا لنا ما جاء في الدستور من أحكام ملزمة بالمجتمع ( والدولة على حد سواء ) بالخضوع نصا وروحا لهذا الدستور وأحكامه ولا يجوز مخالفته من أي جهة كانت ، وتحت طائلة المسائلة
من قام بالتحريض على عضو مجلس النواب السيدة هيفاء الأمين ، واستخدام لغة التهديد والوعيد بالحسبة العشائرية !!.. والتحريض ضدها بجمهرة من ( المشايخ وعشيرة أل ازريج ! ) مع جل احترامنا للعشائر الكريمة مع حفظ الألقاب .
هنا أسأل الحكومة والقضاء عندما يشاهدون عبر شاشات التلفاز مثل هكذا ( مسرحية .. وهم يهددون ويتوعدون إذا لم تتنازل السيدة الأمين عن الدعوى المرفوع ضد عدد من الأفراد !.. فإنهم سيلجؤون الى كذا .. !) !..
أسألهم هل العراق في دولة ؟.. أم نحن في مشيخة وتحكمنا الأعراف القبلية والعشائرية وفتاوى رجال الدين ؟..
أنا أنتظر الجواب من الحكومة ومن السلطة القضائية والبرلمان الاتحادي ؟؟. ..
من حرض واعتدى على مقرات الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية وسوق الشيوخ في محافظة ذي قار ؟..
وأين وصلت نتائج التحقيق مع الفاعلين الحقيقيين والمحرضين عليه ؟؟..
التي حدثت أمام الأشهاد وشاهدها الملايين عبر شاشات التلفاز !..
ما هي نتائج التحقيق ومن هم الفاعلون ؟.. وما هي الإجراءات بحق الجنات ؟..
من الذي اعتدى على مقر الحزب الشيوعي في محافظة البصرة ورمى المقر بقنبلة يدوية بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل ؟..
وما هي الإجراءات التي قامت بها القوات الأمنية من تحقيق وتتبع خيوط الجريمة والكشف عن الجنات والمحرضين ، وما هي دوافعهم ؟..
والجميع يعلم وأولهم الحكومة الاتحادية والمحلية والقضاء والقوى الأمنية ، بأن مقرات الأحزاب التي تعمل وفق ما أقره الدستور وتحت خيمته ، ولا يجوز الاعتداء عليه وعلى أعضائه بأي حال من الأحوال كونه يعمل وفق السياقات القانونية المنصوص عليها في الدستور .
وهنا لابد لي أن أبين شيء أخر !.. محاولات خلط الأوراق والتمويه على تلك الاعتداءات التي يتعرض لها الشيوعيين وحزبهم المجيد ، التي أضحت مكشوفة وبائسة وهزيلة ، ولن تخفي معالم الجريمة من خلال التظليل والكذب والخداع !..
أقول لهؤلاء .. هذه ألاعيب لن تجدي نفعا، ولن تنقذ الجنات من كل ما يرتكبونه ضد الشيوعيين حتى وإن كان ذلك بعد حين .
سياسة الإقصاء والإلغاء التي تمارسها قوى السلطة من المتنفذين ، فهو يعني إلغاء للأخر وإلغاء للديمقراطية وللرأي الأخر ولحرية التعبير ولحرية الاختيار والتعايش والتعاون بين مكونات شعبنا المتأخية .
إن ما جرى لا يعدو كونه لعب بهلوانية أقل ما يقال عنها من قبل هذه القوى المتنفذة ، وهي وقاحة سياسية ساذجة وبائسة !..
إقالة عضو مجلس محافظة بابل من عضويته في المجلس ، عمل همجي وبربري وصفاقة لا أخلاقية ، تتنافى مع أبسط الحقوق والحريات .
تكريس سياسة العداء للشيوعية وللحزب الشيوعي العراقي وللعلمانيين ، هو اجراء تعسفي يثير الشفقة على من هيء له وأعده ونفذه ، بذريعة وحجج مفضوحة بائسة ، ولن تساهم بتحقيق السلم المجتمعي والتعايش والتعاون بين أطياف شعبنا ومكوناته المختلفة .
إن البعض من قوى الإسلام السياسي وأحزابه المتطرفة ، هذه القوى الإقصائية العنصرية وميليشياتهم التي تعبث بأمن المجتمع وسلامته وتماسكه ، هذه القوى هي المسؤولة مسؤولية مباشرة ، والمحرضة على ارتكاب تلك الجرائم وغيرها بحق الشيوعيين ومنذ سنوات .
السبب بما تمارسه هذه القوى من عبث ، نتيجة غياب الدولة والعدالة واحترام القانون والدستور ، ولعدم قدرتها على فرض إرادتها ، والتصدي للميليشيات الطائفية العنصرية وسلاحها المنفلت ، وعدم تمكن القضاء من فرض سلطته وهيبته في مؤسسات الدولة والمجتمع نتيجة غياب الدولة كما بينا ذلك .
المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على عاتق الحكومة ، ومن ثم السلطة القضائية والسلطة التشريعية التي عليها واجب مراقبة السلطات التنفيذية ومسائلتها عن عدم تطبيق الدستور والقانون على الدولة والجميع من دون تمييز .
أخيرا أقول لكل المعادين للشيوعيين وللحزب الشيوعي بلغة سلسة وبوضوح تام !..
إن العداء للشيوعية يعني العداء للشعب وللحريات وللمرأة وللديمقراطية ، وهو إلغاء لدولة المواطنة وللتعددية وللسلام والاستقرار والتعايش .
وعليكم يا أعداء الشيوعية أن تتعلموا من دروس التأريخ ، وبالتحديد بعد تأسيس الدولة عام 1921 م وحتى اليوم ، وتفحصوا ذلك جيدا وتعلموا من تلك التجارب والدروس البليغة ، إن كنتم راغبين أن تكونوا ساسة ورجال دولة وخدام لشعبكم ووطنكم ؟!..
كل الأنظمة التي ماثلت العداء للشيوعية وللشيوعيين قد ذهبوا غير مأسوف عليهم الى مزبلة التاريخ ، واللعنة تلاحقهم أين ما حلوا وأين ما أقاموا ، وكان مصيرهم مؤلما وحزين .
ذهبوا واللعنة تلاحقهم على ما ارتكبوه بحق الشعب والوطن من جرائم ، فخانوا ضمائرهم ووطنهم ودينهم ، وباعوا كرامتهم وشرفهم بحفنة من الدولارات باستحواذهم ما ليس لهم حق فيه ، وعلى بؤس وشقاء وجوع الملايين من الفقراء والمعوزين .
الشيوعية تعني المحبة والتعايش واحترام الأخر ، وحب الوطن والناس والتضحية في سبيلهم ، ويعملون على إسعاد الناس ، وهم أخر من يفكروا بذاتهم ، سعادتهم بسعادة الأخرين ، الشيوعي أول من يشقى لإسعاد الأخر وأخر من يسعد أنجلس .