استمعت لرجل دين .. منشور على صفحات الفيس بوك !..
كان حديث ينم عن مسؤولية أدبية وأخلاقية ودينية !..
وقبل كل شيء ينبع من حس وطني صادق ، في شكله ومضمونه ، وهو خطاب عقلاني ، بلغة بسيطة سلسة .. من اليسر أن تصل الى عقول وأفئدة السواد الأعظم من الناس ، والأهم من كل هذا وذاك !.. خطاب يتصدى للغلو والطائفية والعنصرية والتعصب والتخلف .
أمتاز بطرح موضوعي منسجم مع حركة الحياة البشرية وطبيعتها الخلاقة ، ونحن بحاجة ماسة أليه وألى فلسفته ، للوصول الى هدف إنساني رفيع ، يساهم في التعايش المشترك بين الناس ، من دون تمييز بالدين والقومية والفكر والحزب والطائفة والعقيدة .
ليتفقه به السواد الأعظم من الناس بهذا الفقه الذي يجمع ولا يفرق !... يحب ولا يكره !... يعمل على التعايش بين بني البشر !... بغض النظر عن لونه ودينه ... وعرقه وطائفته ومذهبه وحزبه ومنطقته وعشيرته !...
يدعو الناس الى التعاون والتعايش والمحبة ، ومساعدة من هو حولك من جار وقريب وسائل !.. البعيد والقريب !... ونشجع عمل الخير لإشاعة الأمن والأمان والسلام بين الجميع ومن دون غلو وعنصرية وكراهية وتعصب !..
التشجيع على عمل الخير والتراحم وَصِلَتْ الرحم واجب ديني وأخلاقي ، وتكريس الاحترام الكبير والعاجز والمسن ، ومد يد العون والمساعدة أليهم !..
ونبتعد عن تكفير الأخر وإلغائه ، واحترام خياراته ومعتقداته ورغباته ، واحترام العلماء والمثقفين والأدباء والفنانين والفلاسفة والمفكرين .
إنهم صفوة المجتمع وحاملي مشعل التقدم والرقي !...
وتبيان كل ما هو جديد ومفيد وسعيد للناس ، لنواكب التطور الحضاري والمعرفي والتقدم العلمي ، ونساهم مع بقية بني البشر في صنع المعرفة والحضارة الإنسانيتين ، وفي سبيل التقدم والازدهار بكل مرافق الحياة والتمهيد لتطوير المعرفة والحضارة الإنسانيتين .
ولن تقتصر مهمتنا على التعرف على ما تنتجه الأمم الأخرى من علوم علينا أن نساهم في إنتاج المعرفة الإنسانية ، فنحن جزء من هذا العالم ، وما يصيب البشرية يصيبنا ، خيرا كان ذلك أم شر .
البشرية تتسابق مع الزمن ، لتطويع الطبيعة لإرادة البشر ، وتسخير ما موجود عليها لصالح الإنسان وخدمته وسعادته وتطوره وديمومته على هذه الأرض ، في بيئة نظيفة صالحة للعيش بسلام وأمان .
البشرية ومن بداية الخليقة قبل ملايين السنين ، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وِجِدوا كَمِلل وأقوام وأديان وأعراف ، متعايشين ومتعاونين ، وينتجون الخيرات المادية بشكل مشترك ، ولفائدة الجميع ولمصلحة الجميع ، وسيبقى هذا التعايش والتعاون لملايين أو لمليارات أخرى من السنين ، كضرورة موضوعية وحياتية تمليها طبيعة الحياة على كوكبنا الفسيح .
على الجميع أن يدرك هذه الحقيقة ، وأن يعمق ثقافة وفلسفة التعايش والتعاون والاحترام ، وأن نقبل بعضنا بما نعتقد وما يعتقد به الأخرين ، ونرفض فلسفة الإلغاء والإقصاء ومصادرة خيارات الناس ومن دون وجه حق ، والتنكر لمعتقدات وأفكار وفلسفات الأخرين !...
إنه مُعَوِق وممانع ولاغي لحركة الحياة ، ولتعايش بني البشر على هذا الكوكب !...
لنتصدى لكل الفلسفات التي تنزع نحو العنصرية والإرهاب والتخلف والظلامية السوداوية ، ولكل الثقافات الطارئة والغريبة على مجتمعاتنا التي ساهمت ومنذ قرون عديدة في رفد المعرفة والحضارة .
إن التحجر الفكري والإعاقة والممانعة لعجلة التقدم والانفتاح على الثقافات ، يجعلنا في أخر سلم التطور ، وفي جميع صروح المعرفة ، وسنتحول الى مجتمع مستهلك متخلف جاهل .
وعلينا أن نعيد النظر بكل البناء الهرمي للدولة والمجتمع ، ونعيد بناء الدولة والإنسان وبشكل متوازي وملازم للمكان والزمان ، ونجعله نبراس يجب الوصول أليه كهدف سام وحقيقي وأن يكون من أولى أولوياتنا حاضرا ومستقبلا .
والتأسيس لنظام ديمقراطي عادل ومنصف ، يصون كرامة الفرد وحريته وعيشه الكريم ، وحرية المجتمع .. جماعات وأحزاب ومنظمات وأفراد ، وأن يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات ، وفي الثروة وبناء صرح الدولة وفي صنع الحياة الرخية السعيدة .
وهذا لا يتم إلا من خلال قيام دولة ديمقراطية علمانية اتحادية مستقلة ، دولة المواطنة وقبول الأخر ، وتُقِرُ وبشكل صريح ، من خلال دستور يمثل إرادة كل أطياف ومكونات مجتمعنا العراقي ، وينظر الى الجميع على قدم المساواة ويحمي حقوق ومصالح الجميع بشكل عام والطبقات الدنيا بشكل خاص .
بغض النظر عن الأقلية والأكثرية ، غني أو فقير ..وزير أو غفير ، أسود أو أبيض مؤمن أو ملحد ، يتفق معنا أو يختلف .
الجميع أمام القانون والدستور سواسية ، وهي تمثل إرادة الدولة العادلة ، وتمثل أمل وطموح الملايين ، لتحقيق الرخاء والأمن وليسود السلام والتعايش بين الجميع ، وهذا الحلم ليس ببعيد المنال ، ولكن يحتاج الى تكاتف الجميع وتحفيز السواد الأعظم منهم لتحريك عجلة الحيات في هذا البلد العظيم بكل شيء على أرضه وما تحت الأرض كان أعظم .