المرأة روح كل شعب حي .
هي روح الحياة وبشرها ، وروح كل ثورة عظيمة .

هي الخير كله ... فلولاها ما وجدت حياة على كوكبنا ، ولا جمال ولا حب ولا قيم وأخلاق راقية .
هي صانعة البشر والحب والسمو والتعايش والسلام .
فهي كل شيء في هذا العالم . 
تحية اجلال وعرفان وتقدير ومحبة للمرأة وللثامن من أذار شهر الربيع والخير .
كل الأماني الطيبة لنساء الأرض ، وللمرأة العراقية على وجه الخصوص بهذه المناسبة .

عيدا مباركا لنسائنا العراقيات ، وهن يصلن الليل بالنهار ، مع أخيها وتوأمها الرجل ، في جهدهم وكفاحهم وصبرهم وما يعانوه ، من شظف العيش وصعوبات الحياة ، لغياب الأمن ، وانهيار التعليم والصحة والخدمات والبطالة والعداء للمرأة وسيادة الثقافة الذكورية ، كثقافة ونهج وممارسة .

هذه وغيرها معوقات حقيقية تعترضهم ، لنهوضهم بأُسرهم ، وتربية أبنائهم ولتوفير لقمة العيش في ظل كل تلك المعوقات .

الجميع يعلم بأن المجتمع العراقي يعيش أزمات حقيقية ، متعددة ومتجددة تحيط بالأسرة العراقية ، فهناك ما يزيد على أكثر من نصف المجتمع يعاني من الفقر والفاقة وفقدان فرص العمل ، التي تمكنهم من الحصول على مورد ليبقوا وأسرهم على قيد الحياة .

نعلم بأن سبب معاناة النساء ، نتيجة ظلم وقهر وإلغاء دور المرأة وإعاقة فاعليتها في المجتمع ، سببه النظام السياسي [ قوى وأحزاب الإسلام السياسي وقواه المتسلطة على رقاب الناس ] ، ومصادرة حقوق المرأة واعتبارها كائنا من الدرجة الثانية أو الثالثة باعتبارها ناقصة عقل ودين !!..

ولا يخفى على أحد بأن أي مجتمع إذا أردنا أن نستبين تقدمه وسلامته وبأنه مجتمع يصنع الحياة من عدمه ، فعلينا أن نتلمس موقف هذا المجتمع من المرأة وتمكينها من أخذ دورها الطبيعي فيه .

ونعلم جيدا ويعلم الجميع ، مقدار الحيف والظلم والاضطهاد والقمع والمصادرة الذي عانت منه المرأة العراقية ، على يد النظام القائم بعد 2003 م وما زالت كذلك .

وعلى الخيرين والتقدميين والديمقراطيين ، بأن يقفوا بثبات مع المرأة ومساندتها المطلقة ، لتمكينها في نيل حقوقها كاملة ، والتصدي لكل القيم البالية والظلامية المتخلفة والميتة ، والدفع بثقافة التنوير والحرية والحقوق ، والاقرار الكامل بأن المرأة تمثل نصف المجتمع ولا تقل قدراتها العلمية والمعرفية عن أخيها الرجل ، وربما تتفوق عليه .

لتكن هذه المناسبة التي تحل علينا ، فاتحة خير وبارقة أمل واعد ، بأن تنال المرأة حقوقها وتأخذ دورها الحقيقي في الهيكل الهرمي لمؤسسات ( الدولة المختلفة ! ) وفي المجتمع العراقي ومنظماته المدنية ، لتساهم بشكل حقيقي لإعادة بناء دولة المواطنة ، الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية في عراق موحد .

المجد كل المجد لنسائنا العراقيات النجيبات .

وكل المجد للشهيدات اللواتي تمت تصفيتهن ، على أيدي الأنظمة الإرهابية ودكتاتورية البعث ونظامه المقبور ، من الشيوعيات والديمقراطيات والوطنيات .

المجد للمناضلات اللواتي عملن عبر العقود الماضية وما زالوا ، الذين يعملون من أجل تحقيق مصالح المرأة العراقية المشروعة والمسلوبة المصادرة بشكل خاص ، والشعب العراقي بمكوناته المختلفة بشكل عام .

كل الاجلال والتقدير والتثمين والعرفان لدورهن المشرف ، في مختلف أنشطتهم المختلفة وما بذلوه وما زالوا كذلك ، الذين يعملون كجنود وبسخاء ونكران ذات ، ومنهن مجندات مجهولات ، لخدمة قضايا المرأة والمجتمع العراقي .

باقة ورد معطرة بالقرنفل والياسمين ، وبألوان الطيف الشمسي لنسائنا العراقيات وجميع