السيد وزير الشباب والرياضة ما هو الدور المطلوب من وزارتكم في خطوتها الأولى ؟

البعض ينظر إلى وزارة الشباب والرياضة على أنها وزارة للرياضة وعليها أن تهتم برياضة الوطن والبعض الآخر يراها وزارة للشباب بكل تفاصيلها وتوجهاتها، وهناك قسم يراها وزارة تخدم قطاعي الشباب والرياضة وعليها أن تخدم جناحيها وتهتم برعاية الشباب والاهتمام بالألعاب الرياضية جميعها.
وهذا أملنا ورغبتنا لأننا واجهنا مرحلة الاهتمام بالرياضة فقط وكرة القدم بالذات، مع نسيانكم شريحة الشباب توجهاتهم في مجالات الرعاية العلمية والفنون والآداب والبحوث والدراسات في مجالات الحياة المختلفة، إضافة إلى دور هذه المؤسسة في رعاية المواهب والكفاءات وتعلم المهن والمصالح وبالتالي دورها في نشر قيم الخير والمحبة والصداقة والسعي للمساهمة في شد لحمة الوطن وترسيخ المواطنة.
والمختصون بهذا المجال يعرفون هذه التجربة التي قد جرت ممارستها وتطبيقها في بلدان المعسكر الاشتراكي السابق وكان لها آثار ايجابية وخدمت ساهمت في خدمة الوطن والمواطن، وتم نقلها إلى العراق مطلع عام 1970 وكان لها نتائج ايجابية كبيرة في الساحات الرياضية والشبابية والعلمية والثقافية والاجتماعية.
ونظرا لنجاحها في مرحلتها التأسيسية بدأنا نفكر بها في تجربتنا اليوم في مرحلة ما بعد سقوط الدكتاتورية وانتهاء مرحلة (العسكرتارية) وعمليات التجييش والعمل على العودة إلى الحياة المدنية الديمقراطية.

لنبدأ بإعادة الحياة إلى منتديات الشباب

إن العمل الجديد للوزارة لابد له من ان ينطلق من المكان الصحيح والمناسب، وقد حاولنا أن نستطلع المكان الذي سيكون نقطة الانطلاق في المرحلة الجديدة هذه وهو بلا شك مراكز الشباب ومنتدياتها لأنها المكان المناسب لرعاية الشباب والاهتمام بنشاطاتهم وفعالياتهم، ففي هذه المراكز (المنتديات) تتواجد الملاعب والساحات والمسابح والقاعات وهذا يشجع على ممارسة الألعاب الرياضية الفردية والجماعية إضافة إلى تواجد القاعات والورش والصفوف للاهتمام بنشاطات الشباب الأخرى، مثل الورش الفنية والصناعية والحرفية وقاعات الرسم والرعاية العلمية، أي ان الموجود في هذه المنتديات يجعلها أماكن جذب واحتضان للشباب والشابات لغرض ممارسة هواياتهم وتعلم المهن والمصالح والألعاب ويحولها إلى جهات منتجة. تشكل أساس الطبيعة، حياة الشباب وتوجهاتهم وعملهم المستقبلي.
وأنا هنا أؤكد على قيادة وزارة الشباب والرياضة بضرورة الاهتمام بهذه المنتديات وتطويرها والاستفادة من بنايات ومنشآت وساحات هذه المنتديات لجعلها أساسا لنهضة شبابية في جميع المجالات والسعي للانتقال بها الى واقع عراقي جديد.

خيرة أبطال العراق من هذه المنتديات

تعد دعوتي لوزير الشباب والرياضة للاهتمام بمنتديات الشباب والانطلاق منها لبناء مستقبل شباب الوطن والعمل على إنقاذه، فما حصل ويحصل من خلال قراءتي للتجربة السابقة لهذه المنتديات، إلاّ أن انحراف النظام السابق عن المنهج الصحيح وتوجهاتها الحزبية الضيقة ومنهجه في عسكرة المجتمع والحروب المتواصلة ضيعت التجربة ودمرت مسيرتها، وما حصل بعد التغيير وسقوط النظام من اهمال وسطوة التوجهات الخاطئة، كذلك اضاع علينا فرص النجاح والتقدم.
ولو نظرنا إلى ما حققته تجربة منتديات الشباب من نجاحات وإبداع في كل نشاطاتها، ففي الرياضة تخرّج العشرات من ألمع نجوم المنتخبات العراقية في مختلف الألعاب، ففي المصارعة نجد مروان سهيل وهيثم جلوب وفرحان جاسم ومحمد عبد الستار، حيث حققوا بطولة آسيا وشاركوا في بطولة امريكا وبطولة العالم في السويد. أما في كرة القدم فكان حسين سعيد وبسام وغسان رؤوف واحمد راضي وفي رفع الأثقال عبد الكريم كاظم وكاظم موسى وكمال الاجسام جواد الموسوي وعماد سلامة، وفي الكرة الطائرة عبد الخالق وامير ونصير شامل وعصام الديوان، وفي الملاكمة صلاح جاسم، وفي الجمناستك عائلة سكران بكل مفاصلها.
أما في مجال الفن فسفير الغناء كاظم الساهر وجلال كامل إضافة الى نخب كثيرة من فناني المسرح والرسم وتعلم الموسيقى وكذلك الكثير من هواة الرعاية العلمية التي قدمت مبدعين في الفنون والعلوم، حيث تحولت هذه المنتديات إلى واحات للعلم والمعرفة مما انعكس إيجاباً على مسيرة حياته.

عرض مقالات: