يعيش العراق ظروفا معقدة وعصيبة، تفاقمها التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. اذ تتعمق الأزمة البنيوية الشاملة بفعل المحاصصة والطائفية السياسية والفساد والسلاح المنفلت، وتتعدد مظاهر تفكك الدولة، وغياب سلطة القانون والسيادة الوطنية، وضعف البنية التحتية، وفقدان الثقة بالدولة ومؤسساتها، وانزلاق شرائح جديدة نحو البطالة والفقر والعوز، وتفاقم التفاوت الاجتماعي، مقابل أقلية ضيقة تحكم قبضتها على مفاصل السلطة والثروة. فيما يتفشى الفساد ويمتد الى مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية.

وتتعاظم الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان وقمع الاحتجاجات السلمية والتضييق على حرية الرأي والتعبير وملاحقة وترهيب الناشطين المدنيين. وتصاعدت مؤخرا الانتهاكات الفظة لحقوق المرأة وجرائم العنف وقتل النساء، خصوصا بعد تمرير البرلمان للتعديلات السيئة الصيت على قانون الأحوال الشخصية.

ويتنامى رفض شعبي للواقع القائم ولمنظومة الحكم الفاسدة، وتتعدد اشكال الاحتجاج والنضال الجماهيري والمطلبي والذي يشمل قطاعات وفئات واسعة في المجتمع.

ويشارك الشيوعيون العراقيون، إلى جانب القوى الديمقراطية، بنشاط في هذا الحراك الاحتجاجي، ويستعدون ايضا لخوض الانتخابات القادمة، في خضم نضال مثابر من أجل التغيير الشامل: إنهاء منظومة المحاصصة الطائفية والإثنية الفاسد والميليشيات المسلحة، وبناء دولة مدنية ديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. ان هذا البديل الديمقراطي وحده هو القادر على ضمان السيادة الوطنية والاستقلال للعراق، ومنع التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية، سواء من قبل الولايات المتحدة وحلفائها أو من قبل القوى الإقليمية الرجعية.

ويؤكد حزبنا الشيوعي مجددا تضامنه الثابت مع الشعب الفلسطيني ضد حرب الإبادة الصهيونية على غزة ومخططات التهجير والضم والتوسع الاستيطاني التي تنفذها حكومة نتانياهو الفاشية، بدعم مطلق من الامبريالية الامريكية. كما يعلن تضامنه مع شعوب  لبنان وسوريا واليمن  في مواجهة الاعتداءات الصهيونية الغاشمة . ويؤكد وقوفه مع شعب السودان وقواه الوطنية والديمقراطية لوقف الحرب الكارثية ومن اجل بديل مدني ديمقراطي.

ويحيي حزبنا نضالات شعوب العالم وقواها التقدمية والأحزاب الشيوعية واليسارية، معلنا تضامنه معها ضد الإمبريالية والليبرالية الجديدة والفاشية والعسكرة، من اجل السلام، ولبناء عالم بلا حروب، وتحقيق تطلعات الشعوب إلى نظام اجتماعي جديد قائم على قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة والتعاون، وهي القيم الأساسية للاشتراكية.

ويتطلع الحزب الشيوعي العراقي والمشاركون في خيمة صحيفته المركزية "طريق الشعب"، وهم يحتفلون بالعيد الـ90 لصحافته، الى تضامن المشاركين مهرجان اللومانتيه ، مع شعبنا العراقي في نضاله من أجل التغيير الشامل وبناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، وتعزز مشاركة المرأة، وتحقق العدالة الاجتماعية.

الحزب الشيوعي العراقي

ايلول (سبتمبر) 2025