الرفاق الأعزاء في المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
تحية رفاقية
هزّنا من الأعماق نبأ الرحيل الفاجع للفنان الكبير زياد الرحباني، فقد شكّل فقدانه خسارة لا تعوض لعالم الموسيقى والجمال والثقافة العربية التقدمية والتنويرية.
لقد كان زياد الرحباني مدرسة فريدة في الابداع، جسدت عبقرية فذة في المجالات الموسيقية والمسرحية. وتجلت هذه العبقرية منذ صباه، حيث نشأ في أجواء الفن الرفيع، وكان امتدادا طبيعيا للعائلة الرحبانية، وبقيت هذه العبقرية تلازمه حتى رحيله. فقد ظل طليعيا ومجددا، متمسكا بأصالته، وجامعا، على نحو لا نظير له، بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية والجاز، في توليفات عكست أسلوبه الخاص، الذي جعل منه واحدا من ألمع المجددين في الموسيقى العربية.
وعبرت إبداعاته الفنية عن نزعة يسارية استطاعت أن تجتذب الملايين، وان تقدم مثالا لا في القيم الجمالية حسب، وإنما في الموقف السياسي والانحياز للكادحين والتعبير عن آلامهم وآمالهم وتطلعاتهم.
ورغم كل المصاعب التي عانى منها الشعب اللبناني، وكانت معاناة زياد الرحباني جزءا منها، فقد ظل هذا الفنان الملهم يحمل مصباح الأمل. ولعل أسطوانة "أي في أمل"، التي صدحت بها أمه الفنانة الكبيرة السيدة فيروز، أحد الأدلة الكثيرة الساطعة على تمسكه بالحياة، وكفاحه من أجل القيم السامية.
لقد جمع زياد الرحباني، في مسيرته الفنية الفريدة، بين الجمال والتحدي والسخرية والتمرد. وترك إرثا عظيما، مثلما ترك حزنا عميقا في نفوسنا، وفي وطنه لبنان والعالم العربي. ولم يكن زياد الرحباني فنانا حسب، بل ظاهرة جمالية وثقافية فريدة، فقال ما عجز كثيرون عن قوله في الشعر والتلحين والعزف والتوزيع والاخراج، وكان مبدعا متفردا في كل هذا.
إننا إذ نتقدم إليكم بالتعازي الحارة، نرجو أن تنقلوا مشاعر المواساة للسيدة الجليلة فيروز وعائلة الرحباني، وكل أبناء الشعب اللبناني، الذي ظل زياد الرحباني وفيا له.
المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي
27 تموز 2025