التقى الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب، بحضور عدد من الرفيقات والرفاق أعضاء قيادته، مساء الأربعاء (25-6-2025)، مع سكرتاريي المحليات وأعضائها، وعدد من كوادر الحزب ونشطائه في بغداد.

تحدث الرفيق  فهمي عن المتغيرات على الصعيد الدولي والإقليمي، وبين أن السياسات المتبعة من قبل الإدارة الأمريكية، لاسيما بعد تسنم ترامب للرئاسة فيها، وعدد من حلفائها الأوربيين وكذلك الكيان الصهيوني، قادت إلى توتر الأجواء، وخرق المواثيق الدولية، وإضعاف دور الأمم المتحدة، فيما الأمن والسلم الإقليميين والعالميين يتعرضان إلى مخاطر جدية، وأخذ الأمر بعدا خطرا مع عدوان الكيان الصهيوني على إيران وشعبها بدعم ومشاركة أمريكية، ومع تواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة، واستمرار الحرب الروسية – الأوكرانية.

وبين أنه في حالة عدم الاستقرار الراهنة واللايقين على صعيد العالم، يزداد سباق التسلح وترتفع التخصيصات الدفاعية، لاسيما في أوربا، وكل ذلك هو على حساب اضعاف دعم وإسناد الفئات والقطاعات الهشة في المجتمعات، وعلى حساب الإنفاق الاجتماعي.

وتطرق الرفيق إلى الصعوبات والمشاكل الجدية التي تعاني منها اقتصاديات الدول الرأسمالية، وما فيها من إشكاليات حيث يتباطأ النمو وترتفع مستويات التضخم، ويتراكم الدين الخارجي والداخلي مع تهميش قطاعات واسعة.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي تسعى دول عدة ومنها الصين وروسيا الاتحادية والبرازيل والهند إلى الدفع باتجاه عالم متعدد الأقطاب وتشجيع التجارة العالمية، تسعى أمريكا وحلفاؤها إلى استمرار الأحادية وسياسة الهيمنة والتوسع، وفرض منهج ترامب عبر الاملاءات والتهديد والعقوبات الاقتصادية و"سلام القوة".

 وتحدث سكرتير اللجنة المركزية للحزب عن العدوان الصهيوني والأمريكي على إيران، مبينا انهما حلقات في مسلسل واحد لتنفيذ ما بات يطلق عليه بـ "الشرق الأوسط الجديد" وتحقيق الهيمنة الأمريكية – الإسرائيلية المطلقة على شؤون المنطقة، من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتحطيم إرادة الرفض والممانعة لدول المنطقة وشعوبها.

وتوقف الرفيق فهمي مطولا عند الأوضاع في بلدنا وحالة الحذر والقلق خلال الأيام الماضية، والمخاطر الجدية التي كانت قائمة والخشية من أن يتحول العراق إلى ساحة للمواجهة بين الأطراف المتصارعة. وأظهرت التطورات الأخيرة الضعف البيّن في إمكانية توفير حماية فاعلة لأجواء العراق التي انتهكت كثيرا، وسلامة مواطنيه وأراضيه.

وفي حديثه بيّن الرفيق تداعيات الأزمة العامة البنيوية في بلادنا، في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، مبيّنا جوانب الفشل في مجالات عدة ومنها في السياسة الاقتصادية والمالية والنقدية، والخلل الكبير في الموازنات وتعاظم الإنفاق العام وارتفاع الدين الداخلي وانخفاض الرصيد في البنك المركزي العراقي، واستمرار الاعتماد على عائدات النفط التي بالكاد الآن في ظل انخفاض أسعار النفط تغطي الرواتب في ظل التوسع الكبير، غير المدروس والزبائني في التوظيف الحكومي. وعرج كذلك على العديد مما اسماه بـ "القنابل الاجتماعية" ومنها البطالة وخاصة بين الشباب، إضافة إلى ضعف الخدمات العامة والتوجه إلى فرض زيادات في الرسوم، ما يشكل عبئا إضافيا على المواطنين، ويسهم في إضعاف القدرات الشرائية لهم.

وتحدث فهمي عن الجديد في مشاكل البيئة، وشح المياه والحاجة إلى إجراءات عديدة، ومنها المطالبة بحصة عادلة في مياه نهري دجلة والفرات وترشيد استهلاك المياه وتوفيرها للاستخدامات المختلفة. وأشار أيضا إلى ضعف التنمية، وقلة الاستثمار وعدم توفر الظروف المناسبة له، وفي استجابة شركات رصينة للعمل في العراق.

وبيّن انه رغم الإجراءات المعلنة في مكافحة الفساد، فكل يوم يمر يعلن عن ملفات جديدة ما يؤشر إلى تفاقمه وتفشيه، وحالة التعشيق بين الفاسدين والمتنفذين في مؤسسات الدولة، فيما يستمر تغول السلاح المنفلت وعدم اتخاذ خطوات جدية لحصره بيد الدولة ومؤسساتها المخولة دستوريا.

وعرج على عناوين أخرى لها صلة بالأزمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والملفات العالقة ومنها رواتب موظفي الإقليم، وغياب هيبة وسلطة الدولة وضعفها والتداخل بين السلطات، وما يمكن تسميته بأزمة العلاقة في مؤسسات القضاء، متوقفا عند تداعيات استقالة أعضاء المحكمة الاتحادية على جوانب عدة، ومنها ما يخص الانتخابات البرلمانية المقبلة. 

وأضاف بان المنظومة الحاكمة بمنهجها المتبع الراهن لا يمكن لها ان تقدم حلولا، ولذا قلنا بأن بلدنا بحاجة إلى المشروع الوطني الديمقراطي، والذي يحمل توجها يفضي إلى مأسسة الدولة ويحقق قدرا من العدالة الاجتماعية، والمشروع ما زال بحاجة إلى تبريز وتجميع القوى والإمكانات لدفعه قدما إلى أمام، وفرض إرادة الشعب وكسر احتكار السلطة وإحداث التغيير الشامل المنشود، مؤكدا بأن أحد روافع ذلك هو المشاركة الواسعة، والفاعلة في الانتخابات البرلمانية القادمة، ومبينا أن الحزب سيشارك فيها ضمن تحالف "البديل" الانتخابي، وصيغ أخرى، وبين بالتفصيل الأهداف  المتوخاة من تلك المشاركة.

وتوقف الرفيق فهمي عند مهام الشيوعيين في راهن الحال، مؤكدا على الدور الكبير الذي تنهض به محليات بغداد وعموم الرفاق في إعلاء شأن الحزب ودوره وتمتين صلاته مع الجماهير، وتحقيق التعبئة السياسية والجماهيرية، وتمتين الصلات مع جماهير وقطاعات مختلف الشرائح الاجتماعية لاسيما المهمشة منها والكادحة، والعمل على تبني مطالبها والدفاع عنها، وكل ذلك وغيره يتطلب المبادرة وترتيب الأولويات وتفعيل عناصر القوة وما يملكه الحزب من رصيد معنوي وسياسي واجتماعي.

وفي مداخلته بين الرفيق بسام محيي، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب، أهمية التعبئة السياسية والجماهيرية، وتحديد المهام، مؤكدا على أهمية التوجه إلى الناس في تجمعاتهم، وإبداء الاهتمام بالفئات الكادحة، وتفعيل العمل بين النساء والشباب والطلبة. وتحدث تفصيلا عن مشاركة الحزب في الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني 2025، دوافعها واهميتها، وضرورة ان يحقق الحزب فيها ما يتناسب مع مكانته ودوره.

هذا وقدم العديد من الرفاق مداخلاتهم وأسئلتهم، التي تناولت جوانب مختلفة في سياسة ومواقف الحزب، وفي عمل المنظمات الحزبية، والتي أجاب عليها الرفيق رائد فهمي مؤكدا أهمية التخطيط والمتابعة والمبادرة في تنفيذ برامج الحزب وتوجهاته.