تنطلق اليوم النسخة السابعة من مهرجان طريق الشعب السنوي، بعد توقف دام ثلاث سنوات نتيجة للظروف السياسية والصحية التي مرت بها البلاد منذ 2019 حتى وقتنا الحالي.
وكانت فكرة إقامة المهرجان بصورة سنوية منتظمة، قد بدأت متواضعة ثم نمت وتطورت حتى أصبحت واقعاً، نريد معه للمهرجان ان يكون مشابهاً لأمثاله في بلدان العالم الاخرى، الاوربية وغير الاوربية، حيث تنظم كرنفالات سنوية واسعة بمشاركة مختلف المؤسسات الإعلامية والمجتمعية والثقافية، وتقدم فيها فعاليات ذات طابع سياسي – فكري – جماهيري، بمشاركة آلاف المواطنين.
واختلفت تحضيرات مهرجان طريق الشعب بدورته السابعة، عن سابقاتها في المرات الماضية، كون موعده حلّ والبلد يمر بأزمة خانقة، جراء استمرار نهج المحاصصة الطائفية في الحكم، وعدم الاستجابة لمطالب الشعب في انتفاضته المجيدة في تشرين 2019، والتي لا تزال تداعياتها قائمة حتى اليوم، مع إصرار منظومة المحاصصة والفساد على اتباع النهج الفاشل ذاته في إدارة شؤون البلد.
وكان التحدي الذي واجه انطلاق المهرجان يتمثل في تحديد وقت انطلاقه ومنهاجه اليومي وفعالياته المختلفة، حيث لا يمكن تغطية جميع التطورات بين عامي 2019و2022 في ساعات المهرجان المحدودة.
وقد سعت اللجنة التحضيرية الى حصر موضوعاته في الصحافة والاعلام وحرية التعبير وانتفاضة تشرين المجيدة، إضافة الى الفعاليات الاخرى الثابتة، اذ يجري الاحتفال هذه المرة برئيس تحرير “طريق الشعب” الأسبق الراحل عبد الرزاق الصافي، في ندوة “شخصية المهرجان”. كما سيكون معنا سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي للحديث عن آخر التطورات السياسية في ندوة سياسية عامة تحمل عنوان (مشروع التغيير.. الآفاق والتحديات).
ومما يؤسف له ان المهرجان في هذه الدورة ستغيب عنه عدة صحف محلية، كانت تصدر في السنوات السابقة وتوقفت عن الصدور لأسباب مختلفة، لعل أبرزها العسر المالي. وهذا هو الهم الأكبر لبقية الصحف الورقية التي تواظب على الصدور، والتي ستشارك هذه المرة كما في الدورات السابقة، مما يتطلب ان تكون هناك وقفة جادة، لدراسة هذا التراجع المتسارع للمطبوع الصحفي. وهو الموضوع الذي سيناقش في اول ندوة للمهرجان في يومه الاول.
وسترافق مشاركة الصحف المختلفة في هذه الدورة مجموعة كبيرة من الفعاليات الثقافية والاجتماعية والفكرية، بمشاركة واسعة من منظمات المجتمع المدني والتجمعات الثقافية.
وسيشهد حفل اختتام المهرجان في نهاية اليوم الثاني لدورته الحالية، وكما في الدورات السابقة، تكريم ثلاثة مبدعين بالجوائز الثلاث لهذه الدورة، وهي جائزة هادي المهدي لحرية التعبير، وجائزة شمران الياسري للعمود الصحفي، وجائزة كامل شياع لثقافة التنوير.
ومع انتهاء المهرجان مساء غد الجمعة، ستباشر “طريق الشعب” التحضير لمهرجانها الثامن بعد عام من الآن، وليستمر الكرنفال العراقي السنوي للصحافة والاعلام، مع الناس والى الناس.
ويبقى الجميع مدعوين هذا اليوم الخميس ويوم غد الجمعة الى ارض المهرجان السابع، لمتابعة نشاطاته وفعالياته المتنوعة، والتمتع بأجوائه الثقافية والترفيهية في احضان الطبيعة الخريفية على ضفاف دجلة الخير.