ان اعلان رئيس الوزراء السادس من حزيران القادم موعدا للانتخابات المبكرة لم يضع حدا للتجاذبات بشأن اقامة الانتخابات المبكرة وموعدها المثبت. فبعض القوى السياسية المتنفذة تنظر بقلق، أو على الاقل بعدم ارتياح، الى تنظيم انتخابات مبكرة، فهي تخشى من فقدان بعض مقاعدها ومواقعها وانحسار نفوذها، فيما تعتبرها أخرى فرصة لتعزيز مواقعها وزيادة تمثيلها ونفوذها.

اما القوى والتيارات التي تتطلع الى الانتخابات المبكرة كرافعة للتغيير المنشود في منظومة المحاصصة والفساد، فهي تدرك جيدا ان ثمة مستلزمات اساسية لهذه الانتخابات يجب العمل وممارسة الضغط من اجل توفيرها لكي تنهض بالدور المنشود؛ اهمها تأمين منظومة انتخابية عادلة ونزيهة حقا، وتشمل المنظومة قانون الانتخابات ومفوضية انتخابات مستقلة فعلا، وآليات عمل تمنع التزوير والتلاعب بنتائجها، وتنفيذ بنود قانون الأحزاب التي تقصي الأحزاب التي لديها أذرع مسلحة، وتحديد استخدام المال السياسي في الانتخابات وضمان اشراف الامم المتحدة على الانتخابات، كما ينبغي ان تتوفر بيئة سياسية وأمنية سليمة وآمنة للمرشحين والناخبين، ما يفرض وضع حد للسلاح المنفلت ومحاسبة الفاسدين وقتلة المتظاهرين والمحتجين السلميين.

ان هذه المستلزمات ليست متوفرة حاليا بدرجة تضمن نزاهة وعدالة الانتخابات القادمة، ما يثير مخاوف وشكوك دعاة التغيير في ان تكون الانتخابات القادمة. تكرارا لما سبقها وتعيد انتاج منظومة الحكم القائمة، ربما بوجوه جديدة.

وتؤسس هذه الاحتمالات لدعوات مقاطعة الانتخابات.

ما يمكن استخلاصه من هذه اللوحة السياسية للمواقف من الانتخابات، أن الصورة النهائية لهذه الانتخابات، سواء من حيث الموعد أم الظروف والاجواء المحيطة بإقامتها وآليات تنظيمها ومراقبتها، لا تزال غير مكتملة وهي موضع تجاذبات وصراع بشأن ما يراد لها ان تكون: اما فاتحة للتغيير أو نسخة محسنة من الانتخابات السابقة تعيد انتاج نفس القوى السياسية المتنفذة المسؤولة عن الازمات والفشل والفساد مع تغييرات طفيفة في الشكل والوجوه.

لذلك على كل القوى التي تدعو وتعمل من اجل تحقيق التغيير ان تواصل الضغط السياسي والجماهيري السلمي وحشد القوى من اجل تنفيذ اهداف الانتفاضة الباسلة وتأمين مستلزمات الانتخابات الحرة النزيهة والعادلة، وفضح محاولات الالتفاف عليها من اي جهة كانت.

وتقع على الحكومة مسؤولية رئيسة في توفير شروط ومستلزمات الانتخابات الحرة النزيهة وايجاد البيئة السياسية والامنية المناسبة.

ـــــــــــــــــــ

*من صفحة الرفيق #رائد_فهمي

عرض مقالات: