الحضور الكرام
قادة وممثلو الأحزاب السياسية المحترمون
الرفاق والأصدقاء
اسمحوا لي أولا أن أشكر الإدارة الدولية للحزب الشيوعي الصيني على تنظيم هذه الندوة الهامة، وأن أتقدم بتحياتي الحارة نيابة عن الحزب الشيوعي العراقي لجميع المشاركين في هذا الحدث.
في مساهمتي، سوف أتناول بشكل أساسي التجربة الصينية في الحد من الفقر، لأنها تمثل قصة نجاح رائعة كتبت فصلًا جديدًا في كفاح البشرية ضد الفقر.
لقد حققت جمهورية الصين الشعبية إنجازات مذهلة في الحد من الفقر على مدى العقود الأربعة الماضية.
وتظهر أحدث بيانات البنك الدولي أنه بين عامي 1981 و 2016، خفضت الصين عدد الأشخاص الذين يعيشون في حال فقر داخل حدودها، بنسبة تزيد على 99 في المائة.
بين عامي 1981 و 2011، تم انتشال 753 مليون شخص من الفقر، وهو ما يمثل حوالي 70 ٪ من العدد الاجمالي للأشخاص الذين انتشلوا من الفقر في تلك السنوات في جميع أنحاء العالم.
وفي عام 2017، انخفضت نسبة الفقراء إلى أقل من 4٪. ومن المفترض أن تنخفض هذه النسبة إلى الصفر بحلول نهاية عام 2020 وفقًا للهدف الذي حددته الخطة الخمسية الثالثة عشرة، قبل 10 سنوات من الموعد الذي حددته أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، للقضاء على الفقر في العالم بحلول عام 2030.
لقد نجحت الصين في الحد من الفقر في سياق معولم، مدفوع بنمو اقتصادي سريع وشامل يركز على بناء قدرة الفقراء على التنمية الذاتية.
وهذا النهج، الذي يجمع بين القيادة الحكومية، والدعم من جميع القطاعات الاجتماعية، وبرامج التخفيف من حدة الفقر، وشبكات الأمان الاجتماعي، وتكامل السياسات المواتية العامة والخاصة، هو ما “أنتج التقدم الحاسم ‘’ المتحقق في القضاء على الفقر المدقع، الذي أشار إليه الأمين العام شي جين بينغ في تقريره إلى المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني.
ولتحقيق هدف “القضاء على الفقر” بحلول عام 2020، تواصل الصين اتباع تدابير التخفيف من حدة الفقر بسمات صينية مميزة. وهذه التدابير تشمل تطوير الصناعات، وتوزيع اليد العاملة وإعادة التوطين، ونظام ضمان الحد الأدنى من مستويات المعيشة، ومواصلة تطوير البنية التحتية الريفية والخدمات العامة بما فيها الكهرباء، وحصول الجميع على التعليم الإلزامي، والرعاية الطبية التعاونية الريفية الجديدة، وتحديث الزراعة، وتعزيز الزراعة - السياحة، وإنشاء المدارس المهنية ومراكز التدريب، وتطوير البنية التحتية للنقل.
بالإضافة إلى ذلك، توصلت الحكومة الصينية إلى العديد من الإجراءات المبتكرة باستخدام الخدمات عبر الإنترنت، وتعزيز التجارة الإلكترونية في المناطق الريفية، لتسريع جهود الحكومة للحد من الفقر في القرى والبلدات الفقيرة في جميع أنحاء البلاد.
ونتيجة لهذا النهج متعدد الأوجه والمبتكر، فإن الصين في طريقها لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على الفقر المدقع بحلول نهاية عام 2020.
لا شك أن نجاح الصين في مكافحة الفقر يقدم دروساً للبلدان الأخرى، خاصة البلدان النامية، التي لا يزال الكثير منها يصارع الفقر المدقع.
وفي بلدنا العراق يعد الحد من الفقر تحديًا كبيرًا، خاصة بعد وباء كوفيد – 19 وانخفاض أسعار النفط. ويؤكد حزبنا أن الحد من الفقر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبالإدارة السليمة لموارد الدولة، وبوضع مصالح الناس وتحسين أحوالهم المعيشية في الصدارة.
ويمكن استخلاص دروس مهمة من تجربة الصين المثيرة للإعجاب في إدخال التغييرات والإصلاحات الضرورية السياسية والاقتصادية، وعلى صعيد مؤسسات الدولة.
وفي الختام أقول إن الصين اختطت مسارًا للحد من الفقر ذا خصائص صينية، ساهم بشكل حاسم في التقدم العالمي على طريق القضاء على الفقر، وانها أظهرت بطريقة ملموسة أن من الممكن تحقيق نمو أشمل وفرصً أفضل لمواطنيها الأكثر فقرًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نص كلمة الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي امام الندوة العالمية (الافتراضية) حول القضاء على الفقر ومسؤولية الأحزاب السياسية، التي انعقدت يوم 12 تشرين الأول 2020 بتنظيم وضيافة الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ولجنة مقاطعة فوجيان للحزب.

عرض مقالات: