عاودت تركيا مساء أمس الاحد ١٤ حزيران ٢٠٢٠ الاعتداء على العراق، منتهكة سيادته وحرمة اجوائه واراضيه. فوفقا لتصريح رسمي عراقي توغلت ١٨ طائرة تركية الى عمق ١٩٣ كم داخل الأراضي العراقية، مستهدفة مخيمات لاجئين قرب مخمور وسنجار. فيما فصّلت وزارة الدفاع التركية بوقاحة مبيّنة ان طائراتها استهدفت مواقع في سنجار وقرجيك وقنديل والزاب وأفشين باستيان وهواكورك.

معلوم انها ليست الاعتداءات التركية الأولى وقد لا تكون الأخيرة في ظل موقف اللامبالاة والتراخي الرسميين من جانب الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، والاكتفاء بوصف ما حصل بانه "عمل استفزازي" حسبما جاء في بيان قيادة العمليات المشتركة العراقية.  

ان ما حصل هو عدوان سافر مدان ومستنكر، وخرق فظ للسيادة، وتدخل شائن في الشؤون الداخلية لبلدنا، وضرب بعرض الحائط لعلاقات حسن الجوار والقانون الدولي. عدوان لا يتطلب الاستنكار فقط، وابداء الاستعداد للتعاون مع تركيا حسبما قالت قيادة العمليات المشتركة، وانما اتخاذ الخطوات الكفيلة بضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات الوقحة مستقبلا، واللجوء الى مختلف الطرق السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لتحقيق ذلك، ولإجبار تركيا ايضا على سحب قواتها من أراضينا.

نؤكد من جديد اننا ننظر الى سيادة بلدنا ككل لا يتجزأ، وهذا يوجب ادانة أي انتهاك لها ومن أي طرف او جهة او دولة أتى.

ونحن إذ ندين العدوان الغاشم، نطالب الحكومة ومجلس النواب وحكومة الإقليم بالعمل الجاد، بالاستناد الى الجماهير والانحياز لها، على معالجة كل ما يضعف قدرات وإمكانات وطننا، ويشجع الاخرين على التمادي والتطاول والاستهتار بحقوق العراق وسيادته، وترويع مواطنين من الاطياف كافة.

بغداد

١٥-٦-٢٠٢٠