يستعد الحكام الصهاينة للمضي قدما في خططهم العدوانية لضم أجزاء كبيرة من أراضي الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة الى اسرائيل في مطلع الشهر القادم، بعد حصولهم على ضوء اخضر من واشنطن. ويتزامن ذلك مع تصعيد ملحوظ في جرائم دولة الاحتلال، ومن ضمنها إطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين العزل وقتلهم واقتحام المناطق السكنية واستمرار عمليات الاعتقال، إلى جانب حصار قطاع غزة.

وأعلن نتانياهو عزمه التعجيل بتنفيذ خططه لضم أكثر من ٣٠ في المئة من مساحة الضفة الغربية، بعد الاول من تموز (يوليو)، كجزء من الاتفاق الائتلافي الذي أبرمه مع منافسه بيني غانتس لتشكيل الحكومة الجديدة. وكان ضم غور الأردن وشمال البحر الميت وجميع المستوطنات التي أقامتها سلطة الاحتلال على اراضي الضفة الغربية، وعدا رئيسيا لحملة نتانياهو وحزبه "الليكود" في الانتخابات الأخيرة.

وما كان للحكام الصهاينة أن يجرأوا على تحدي قرارات الشرعية الدولية بوقاحة لا متناهية لولا الدعم السافر من إدارة الرئيس الأمريكي ترامب الذي تجسد بشكل صارخ فيما سمي ب” صفقة القرن" السيئة الصيت، التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية عبر تهويد القدس وطرد سكانها وتكريس الاحتلال وإنهاء حق العودة وقطع الطريق على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. واكدت هذه الإدارة موقفها مجددا الشهر الماضي عندما أعلن وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو أن قرار ضم اراض من الضفة الغربية الفلسطينية "قرار يعود لاسرائيل"! وهو ما صرح به ايضا السفير الأمريكي في إسرائيل الاسبوع الماضي.

وتأتي هذه الخطوات التصعيدية لحكام إسرائيل للمضي قدما بالتوسع الاستيطاني والضم والاحتلال، فيما تمر الذكرى الـ 72 للنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948، وتواجه قواه الوطنية تحديات ومهمات ملحة تتطلب أكثر من أي وقت مضى إنهاء الانقسام الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية الداخلية، فهي عامل حاسم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وكسب المزيد من التضامن العالمي لإحباط المؤامرات التي تتعرض لها قضيته العادلة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

ويجدد حزبنا الشيوعي العراقي تضامنه الثابت مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل ضد الاحتلال وفي مواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة الاخيرة، من أجل تحقيق تطلعاته المشروعة في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس على ارض وطنه.

 المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

16 أيار 2020