طريق الشعب

تجول الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي والنائب عن تحالف سائرون مساء الجمعة في منطقة الفضل وسط بغداد للاطلاع على أحوال الناس ومتابعة الشكاوى الكثيرة التي رفعت لمكتبه خلال الفترة الماضية.

واستمع فهمي إلى مشكلات أهالي المنطقة، الذين أبدى عدد كبير منهم امتعاضهم من عدم استجابة الجهات المسؤولة لمطالبهم التي رفعوها قبل فترة خلال تظاهرة شعبية نظمها الأهالي.

وأشتكى آخرون من عدم رفع النفايات لفترات طويلة، مؤكدين تشغيل عامل نظافة واحد لكل محلة من المحلات 117،119،129،131.

وقال رائد فهمي في تصريح كتبه على صفحته في فيسبوك عقب الجولة الميدانية، أنه "تصلنا الكثير من الشكاوى والمطالب المشروعة من مختلف مناطق واحياء بغداد الشعبية ومنها، منطقة الفضل الواقعة في قلب بغداد والتي سبق ان قمنا بزيارتها أثناء الحملة الانتخابية"، مضيفاً أنه "ولأجل الاطلاع عن قرب على اوضاع المنطقة، قمنا بجولة في المنطقة مساء هذا اليوم والتقينا بالعديد من أهاليها وبمختار المنطقة وامام الجامع، واستضافتنا احدى بيوت المحلة حيث اجتمع فيه عدد من نساء المحلة واطفالهن، وقمن بعرض مشاكلهن والمعاشية".

وأوضح فهمي أنه "لوحظ غياب التام للخدمات، وخصوصا بالنسبة للنفايات وتراكمها في الأزقة بسبب شبه غياب عاملي النظافة، وانتشار الفئران والتي يكاد يبلغ حجمها حجم القطة، وتردي خدمات الكهرباء والحالة المتهالكة لبيوتهن".

وبين أن "ما استمعنا اليه عن أحوال أسرهن فهو يبعث الى الألم وفيه ما يعصر القلوب بسبب حجم المعاناة الذي تعيشه هذه الأسر، فمعظم النساء اللواتي تحدثن، ومعظمهن من المتقدمات في العمر، يتحملن مسؤولية إعالة العائلة لان ازواجهن اما عاطلين عن العمل او مرضى عاجزين عن العمل او متوفين، اما الابناء والبنات فجميعهم عاطلون عن العمل او يقومون باعمال بسيطة، والطلبة منهم مضطرون لترك مقاعد الدراسة لتامين بعض أسباب العيش للعائلة".

وتساءل فهمي: "هل حقا موارد العراق عاجزة عن تامين ابسط مقومات العيش الكريم لاهالي منطقة تقع في قلب بغداد، ويوجد مثلها المئات في ارجاء العاصمة وضواحيها، فضلا عما احوال الكثير من احياء مدن المحافظات وأريافها؟"

وأكد ان "احوال هذه المنطقة شاهد على فشل ادارات الدولة في اداء مهامها والى استشراء الفساد فيها وقيام العديد من اجهزتها بابتزاز المواطنين مقابل تقديم الخدمات، والاستحواذ على التخصيصات بدلا عن انفاقها لتوفير الخدمات".

وشدد على "ان التخفيف من معاناة المواطنين يتطلب وبصورة ملحة تشريع قوانين ضمان اجتماعي وصحي، والقيام بإصلاحات سريعة في الأجهزة الإدارية والمحاربة الحازمة للفساد، وهذه مهمة تقعً على عاتق الحكومة والقوى السياسية المؤثرة في الحكم، في حين ان التلكؤ والصراعات التي يشهدها الواقع السياسي حتى اليوم بعيد كل البعد عن هذه الأولويات".