طريق الشعب
توافد العشرات من الرفيقات والرفاق والاصدقاء في برلين لحضور احتفالية يوم الشهيد الشيوعي واللقاء بالرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في ندوة سياسية دعت اليها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا الاتحادية.

الشهداء الشامخون

افتتح الرفيق سعد كولاني عريف الحفل، قائلا "الشهداء الشامخون، وقوافلهم غير المنقطعةِ مقدامةً لا تتهيب ولا تكف، هم من نحيي ذكراهم في هذا اليوم، الرابع عشر من شباط، وفي مثل هذا اليوم من كل سنة منذ 1950، سنة الذكرى الاولى لاستشهاد مؤسس حزبنا الشيوعي وقائده يوسف سلمان – فهد، ورفيقيه حازم وصارم، الذين افتدوا الشعب والوطن بأرواحهم، وضربوا المثل الساطع في التضحية العظمى، لآلاف المناضلين الشيوعيين واصدقاء الحزب الشيوعي ومؤيديه، من بعدهم"، نحيي ذكراهم ونمجد مآثرهم وهم يتحدون الموت على اعواد المشانق وفي اقبية التعذيب، في ساحات السجون وميادين الاعدام، في الاضرابات العمالية والانتفاضات الفلاحية، في المظاهرات والاعتصامات الطلابية والشعبية ومعارك الشوارع، في المداهمات والكمائن الغادرة. اليوم نتذكرهم جميعا، رايات خفاقة ابدا، ورموزا متوهجة لا تنطفئ، تهدي مواكب النضال، وتنير درب المناضلين".

من اجل الحلم الانساني

وبعد كلمة الرفيق كولاني، القى الرفيق سجاد أحمد، كلمة منظمة الحزب، جاء فيها: "سبعون عاما مرت على اعتلاء قادة حزبنا الأماجد منصة الخلود، وهم يهتفون بحياة الحزب ويتقدمون الى الاستشهاد من أجل ذلك الحلم الإنساني العظيم، من أجل العدالة والوطن الحر والشعب السعيد".
وأضافت "بعدهم ذهب الطغاة إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم، أما هم فما زالت مسيرتهم الظافرة تشق طريقها مجتازة العواقب مقدمة المزيد من القرابين على طريق الحرية والعدالة الاجتماعية، لم تنتكس رايتهم أبدا. هؤلاء المناضلون تسلقوا سُلم المجد فلمعت اسماؤهم في سماء الوطن، فقد عرفوا لحن الخلود بما قدموه من مآثر ستظل خالدة عبر الأجيال".

مواصلة النضال

واردفت "في يوم الشهيد الشيوعي الذي نحتفل به كل عام ليس فقط لاستذكار الشهداء ومآثرهم وتضحياتهم الجسام، بل لنعيد التأكيد على مواصلتنا النضال من أجل تلك المبادئ التي ضحوا من أجلها ولنشحذ الهمم لتطوير عملنا لنكون في مستوى المسؤولية لمواجهة التحديات التي تطرحها المرحلة التاريخية التي نعيشها اليوم ونستمد من صمود الشهداء وتضحياتهم القوة والعزيمة".
ثم القى الرفيق معروف كوى، كلمة الحزب الشيوعي الكردستاني، تطرق فيها الى التضحيات الغالية للشيوعيين العراقيين والمسيرة النضالية الثرة لهم، وتطرق الى الازمة الخانقة التي يعاني منها البلد بسبب قوى المحاصصة والفساد التي اوصلت العراق الى حافة الهاوية.
والقى الرفيق عريف الحفل قصيدة للشاعر الحلي موفق محمد، وعرض فلم عن لوحة الشهيد للفنان المبدع فيصل لعيبي.
وفي ختام الاحتفالية اعلن عريف الحفل بدء الندوة السياسية للرفيق رائد فهمي والتي ادارها الرفيق سامي جواد كاظم مرحبا وباسم منظمة الحزب في المانيا ونيابة عن الحضور بالرفيق ابي رواء، متمنيا ان يكون هذا اللقاء فرصة للتعرف على مواقف الحزب حول ما يجري داخل الوطن، وكذلك فرصة للاجابة على التساؤلات التي تدور في أذهان الحضور، حول أداء الحكومة ومجلس النواب وعلاقات الحزب الشيوعي العراقي مع القوى المدنية، والوجود العسكري الأجنبي، ومواضيع أخرى.

الاستعصاء السياسي

استهل الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب، مداخلته بالتعبير عن سعادته للقاء بهذا الجمع المميز من الرفاق والأصدقاء، مبينا أن تشكيل الحكومة العراقية جاء بصيغة توافقية بين الكتل السياسية الكبيرة بعد عدم تمكنها من تشكيل الكتلة الاكبر، وهي خاضعة للتجاذبات السياسية للقوى السياسية والقوى الاقليمية.
ورأى، ان حالة الاستعصاء السياسي وعدم اكمال تشكيل الكابينة الحكومية دليل واضح على اصرار القوى السياسية على المحاصصة السياسية والطائفية والعرقية وعدم رغبتها بمغادرتها حفاظاً على مواقعها السياسية.

البرنامج الحكومي

وأشار الرفيق فهمي، الى انه "لاول مرة تدور مناقشات جدية في مجلس النواب حول البرنامج الحكومي الذي تعهدت به حكومة عبد المهدي، ووضع الآليات لمراقبة تنفيذه"، مبينا ان "ما يهم حزبنا هو تنفيذ ما جاء في البرنامج الحكومي وخاصة ما يتعلق بالخدمات وفرص العمل وسن القوانين الهامة التي تصب في صالح الكادحين وتعزيز بناء الدولة المدنية".
وأضاف "نحن نريد ان يكون البرنامج الحكومي والمحدد بفترات زمنية للتنفيذ، متاحا ومتوفرا لجميع منظماتنا الحزبية في الخارج لكي يوضع تحت ايدي المتخصصين والاكاديميين لتقديم مقترحاتهم وايصالها للجنة متابعة تنفيذ البرنامج الحكومي في البرلمان، وانا احد اعضائها لغرض الاستفادة منها وايصالها للجهات الحكومية المختصة ومتابعة تنفيذها".
واردف ان "من مصلحة الشعب العراقي تنفيذ البرنامج الحكومي لان البلد بحاجة الى الاستقرار، ونحن دفع بهذا الاتجاه لتعزيز الوجهة السليمة للحكومة، وسنعارض اي خطوة تسير عكس تنفيذ البرنامج".

المناكفات السياسية

ووجد سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ان "الصراعات الجارية والمناكفات بين القوى السياسية حول شغل الوزارات المتبقية، ليست لها علاقة مطلقا بهموم الناس والمشاكل التي تعاني منها، بقدر ما هو صراع من اجل الاستحواذ".

محاربة الفساد

وشدد فهمي، بالقول "على الحكومة العراقية ان تباشر فورا اجراءات ملموسة وسريعة لمحاربة الفساد والتسريع في تقديم القوانين المهمة لاقرارها كقانون الخدمة المدنية وقانون الخدمة الاتحادي وانهاء الوكالات للمناصب لكي يستعيد المواطن العراقي ثقته بالحكومة بعد ان تزعزعت بها كليا".
وتابع "نرى ان تشكيل المجلس الاعلى لمكافحة الفساد ليس ضروريا فالحكومة لديها ما يكفي من المؤسسات المتخصصة بمكافحة الفساد ويمكن تفعيلها للقيام بالمهمة الملقاة على عاتقها، فالامر لا يتعلق بكثرة المجالس والمؤسسات بقدر ما هو متعلق بتوفر الارادة السياسية الحقيقية لمكافحة الفساد".

الوجود الاجنبي

ما يتعلق بالتواجد الاجنبي على ارض العراق، قال فهمي "موقفنا واضح وصريح ولا لبس فيه. نحن نرفض تواجد اي قوة اجنبية مهما كانت جنسيتها على ارض العراق بشكل مباشر او غير مباشر، وفيما يتعلق باتفاقية التعاون الاستراتيجي بين العراق وامريكا فهذا الامر يجب ان يبحث مع الحكومة العراقية للتعرف على تصوراتها حول هذا الوجود".

الحراك الشعبي

واكد الرفيق فهمي، "لم نتوقف يوما عن دعم الحراك الشعبي المتنامي وتشارك منظماتنا ورفاقها في جميع الفعاليات الشعبية، وهناك توجه لممارسة اساليب جديدة لتطوير فعالية هذه الاحتجاجات لتحقيق مطالب ملموسة وفي اماكن معينة ومتعددة، وقد حقق هذا التوجه نجاحات ملموسة في مناطق متعددة".
واستطرد "ندرك ان مشاكل الناس كبيرة جدا ولم يتم حلها لحد الان، وبالتالي من الممكن ان تحدث انفجارات شعبية لا يمكن السيطرة عليها، نستطيع ان نتعامل مع اي تغيير في المزاج الشعبي من خلال نواتاتنا المشاركة بهذا الحراك".

ضرورة الإصلاحات

ولفت سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، الى ان "الاصلاحات اصبحت ضرورة ماسة والجميع يتحدث بها حتى المراقبين الدوليين. هناك قوى تعمل بشكل محموم لاجهاض عملية الاصلاح، والاصلاحات تحتاج الى تغيير في موازين القوى، لذا نحن نعمل للسير قدما في طريق تحقيقها وعلى مسارين، في الجانب التنفيذي والتشريعي وفي الجانب الشعبي من خلال دورنا في تجميع القوى المدنية التي وصلت لمرحلة عقد مؤتمرها قريبا، وكذلك اعادة احياء عمل التيار الديمقراطي والتشاور مع اطرافه لدراسة وتقييم التجربة واستخلاص العبر من مرحلة العمل السابقة".

القوى المدنية والديمقراطية

وقال فهمي، ان "القوى المدنية والديمقراطية مبعثرة تحتاج الى لملمة صفوفها وجهودنا في هذا المجال سوف لا تتوقف ابدا لكي يكون لهذه القوى موقعها اللائق في الحياة السياسية العراقية. نحن نعمل بمسارين متوازيين من اجل تقوية القوى المدنية لتغيير موازين القوى، المسار الاول في اطار تحالف سائرون الذي يضمن قوة عددية كبيرة، والمسار الثاني لملمة القوى المدنية والديمقراطية وتوحيد جهودها والتي وصلت الى مرحلة عقد مؤتمرها قريبا. إن هذين المسارين احدهما يعضد الآخر".
واكد "نحرص اشد الحرص على اعادة نشاط التيار الديمقراطي وتفعيله ولدينا مع القوى المكونة له تصورات ورؤى استراتيجية مشتركة ذات بعد اجتماعي ديمقراطي حقيقي لذا لا يجوز مطلقا التفريط به. نأمل ان نفلح بتحقيق تحالف مدني واسع لتكون القوى المدنية حاضرة في المشهد السياسي".

تطوير أساليب العمل

وشدد الرفيق فهمي، "علينا تغيير اساليب عملنا والنشاطات التي نقوم بها والانفتاح على الناس. يجب ان يتوجه النشاط الحزبي أكثر الى خارج الحزب، الى الجماهير وليس الى العمل الداخلي فقط، كالاجتماعات الحزبية ... الخ".

ندوة ثانية في باريس

وفي سياق متصل، ضيفت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فرنسا، في 23 شباط، الرفيق رائد فهمي في ندوة سياسية حضرها حشد من أبناء الجالية العراقية ومن المهتمين بالشأن السياسي، استعرض فيها الرفيق الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية المتدهورة وأسباب تدهورها منذ تسعينيات القرن الماضي والذي استمر بعد سقوط النظام السابق ولحد الآن. وتطرق الى موضوعة التحالفات وكذلك الأداء الحكومي والبرلماني.